في خطوة استراتيجية مهمة، أعلنت شركة مايكروسوفت تعيين الدكتور مصطفى سليمان، البريطاني من أصول سورية وأحد أبرز رواد الذكاء الاصطناعي، ليكون على رأس قسم الذكاء الاصطناعي الجديد في الشركة.
ويأتي هذا التعيين ليؤكد التزام مايكروسوفت بتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد تطورًا متسارعًا ويُعدّ من أهم مجالات التكنولوجيا الحديثة.
نشأة مصطفى سليمان
ولد مصطفى في لندن سنة 1984، وكان والده مهاجرا سوريا لا يتحدث سوى الإنكليزية الضعيفة ويقود سيارة أجرة، بينما كانت والدته ممرضة إنكليزية.
ومع أن الظروف التي عاشها كانت متواضعة حسبما تورد وسائل إعلام بريطانية سرعان ما بدأ مصطفى في تمييز نفسه بالخصائص التي حددت مسيرته المهنية الأخيرة؛ ريادة الأعمال والتألق الأكاديمي والنشاط الاجتماعي.
روح المبادرة هي أول ما ظهر عندما بدأ مصطفى في شراء الحلوى بالجملة ثم بيعها لزملائه الطلاب بربح كبير. ورغم نجاحه، لم يرضي هذا المسعى طموحاته، كما يورد تقرير لموقع “بزنس إنسايدر“.
ولذلك اتجه إلى مهمة أكثر وعيا اجتماعيا، حيث استعار كرسيا متحركا وقام بجولة في مناطق الجذب والأماكن العامة في لندن لتقييم إمكانية وصول المستخدمين المعاقين إليها، ثم نشر النتائج في دليل سياحي مكون من 80 صفحة.
وفي الوقت نفسه، تنوعت مهاراته الأكاديمية وقادته إلى كلية مانسفيلد في جامعة أكسفورد لدراسة الفلسفة، وهو الموضوع الذي يعتقد أنه علمه أساسيات التفكير المنهجي، والذي مكنه من الكثير من أعماله اللاحقة، وفق “SPYSCAPE”.
اقرأ أيضاً: هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم الجرائم الإلكترونية في بريطانيا؟
إنجازات مصطفى سليمان
سليمان، الذي يبلغ من العمر 39 عامًا، ليس غريبًا على عالم الذكاء الاصطناعي؛ فهو أحد المؤسسين لشركة DeepMind، التي كانت لها بصمات واضحة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي قبل أن تستحوذ عليها Google في عام 2014.
وقد أسهم سليمان بشكل كبير في نجاح DeepMind وتحقيقها لإنجازات مذهلة في هذا المجال.
تعيين سليمان في مايكروسوفت ليس مجرد إضافة للشركة، بل هو تأكيد على رؤية الشركة الطموحة في الذكاء الاصطناعي.
فقد أشاد ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، بقدرات سليمان ومساهماته البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبرًا إياه مفكرًا ورائد أعمال ناجحًا ذو بصيرة ثاقبة وخبرة واسعة.
القسم الجديد في مايكروسوفت، الذي يترأسه سليمان، يضم نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي ويهدف إلى توحيد جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي، مثل برنامج المحادثة Copilot ومتصفح Bing الجديد.
ويُعتبر Copilot خطوة مهمة نحو تحسين تجربة المستخدمين من خلال تسهيل كتابة الرسائل الإلكترونية وتلخيص المستندات وإعداد العروض التقديمية بشكل تلقائي.
إنضمام سليمان إلى مايكروسوفت يُعدّ تسريعًا لوتيرة التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي بالشركة، ويُظهر التزامها بضم المواهب الجديدة وتعزيز قدراتها البحثية والتطبيقية.
ومع انضمام الدكتور كارين سيمونيان، المؤسس المشارك لشركة Inflection AI، إلى القسم الجديد، تُظهر مايكروسوفت جدية في تطوير منتجات وخدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.