يُعرف مطار أبها بموقعه المميز وسط جبال عسير الخلابة، لكنه يكتسب شهرةً أخرى فريدة من نوعها، وهي الصمت الذي يلف أجواءه.
في هذا المقال، سنغوص في رحلة لاكتشاف سر هذا الصمت الغريب، ونستعرض التقنيات المبتكرة التي تمّ تطبيقها مؤخرًا في المطار لتعويض هذا النقص، وخلق تجربة استثنائية للزوار.
مطار أبها الصامت
كشف مدير عام مطار أبها الدولي أحمد القحطاني، عن قرار تحويل المطار إلى مطار صامت.
وسيصبح مطار أبها بعد القرار أول مطار سعودي صامت، لا تسمع في أروقته أصوات الإعلان عن الرحلات المغادرة، أو حتى الإعلان الأخير قبل انطلاق الرحلة.
وكل الأمور ستجري هناك بمنتهى التلقائية والهدوء ودون أي ضوضاء.
التجارب العالمية
أوضحت الدراسات التجريبية العالمية أن المطارات الصامتة تخفف من الإجهاد الحالي الذي يصيب المسافرين نتيجة الضوضاء والإعلانات الصاخبة في المطارات والتي تزيد إلى أعباء السفر عبئاً إضافياً.
وفي تصريح إعلامي، أوضح مدير مطار أبها الدولي أن الخطوة الحالية تأتي في إطار مواكبة أفضل الممارسات العالمية المطبقة في المطارات الدولية مثل مطارات زيوريخ ولندن ودبي وامستردام، وبهدف تطوير تجربة السفر في منطقة عسير ونقلها إلى مستوى مستقبلي خالٍ من الضوضاء والإجهاد.
اقرأ أيضًا: مطار البحر الأحمر الدولي: بوابة نحو مستقبل مشرق للسياحة المستدامة في السعودية
تقنيات يقدمها المطار الصامت
يلتزم المطار الصامت بتوفير المعلومات الدقيقة عبر شاشات عرض الرحلات.
ولكن لن يتم الاستغناء عن الإعلانات الصوتية بشكل نهائي، فسيتم تجهيز مطار أبها الدولي بنظام نداء صوتي، يتم استخدامه في الحالات الطارئة كإلغاء أو تأخير الرحلات أو أية إعلانات طارئة أخرى.
لكن الأمور ستجري في الأوقات العادية داخل المطار الصامت عبر العرض على الشاشات الالكترونية، قبل فتح البوابات وصعود المسافرين.
وسيشهد المطار حملة تعريفية متكاملة عبر لوحات تنتشر في جميع الأنحاء بلغات متعددة وإشعارات إلكترونية تشرح للمسافرين أنه لا توجد نداءات صوتية ربما ينتظرون سماعها كما في المطارات الأخرى.
مطالبة شركات الطيران بالإعلان
طالب مدير عام المطار شركات الطيران، وكل من له صلة بالقطاع، بالنشر التعريفي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما أصبح عليه مطار أبها بوصفه مطاراً صامتاً، وضرورة الإستعداد للتعامل مع الأجواء الهادئة التي قد تكون غير متوقعة بالنسبة لهم.
اقرأ أيضًا: السعودية: كل ما تريد معرفته حول شركة تجمع مطارات الثاني
كيف بدأت الفكرة؟
ظهرت استراتيجية المطارات الصامتة، في المطارات الأوروبية، وكان الهدف تقليل الضجيج دون التأثير على دقة المعلومات التي يجب أن يتلقاها المسافر أثناء رحلته.
وبناء على هذه الفكرة تبنت فنلندا الهدوء شعاراً سياحياً، وحولت مطار هلسنكي إلى مطار صامت، يتلقى فيه الركاب إشعاراتهم الإلكترونية عن طريق البلوتوث، لإرشادهم كيف ينتقلون داخل المطار مع مراعاة المسافة الفاصلة بين الركاب والبوابات.
مطار ميونخ في ألمانيا صامت أيضاً، ويقدم تجربة تدعم المسافرين عبر أكشاك إلكترونية، في خدمات الطباعة وتصوير الوثائق ومختلف الخدمات التفاعلية بلغات مختلفة، وتستطيع بضغطة زر أن تعرف التعليمات والتوجيهات اللازمة.
خدمات المطارات الصامتة
في العموم، تقدم المطارات الصامتة مجموعة من الخدمات عبر تطبيقات خاصة توفر خدمات متعددة أهمها:
- تحديثات مستمرة لوضع رحلتك.
- خرائط تفاعلية لصالات المطار.
- معلومات عن الطقس.
- إرشادات أمنية.
اقرأ أيضًا: المطارات السعودية: خدمات متكاملة للمسافرين والشركات