أدى تراجع معدلات البطالة في بريطانيا إلى ارتفاع في قيمة العملة على خلفية بقاء نسبة ارتفاع الأجور أعلى من نسبة التضخم، الأمر الذي يضع البنك المركزي البريطاني في موقف محير بشأن تقليل أسعار الفائدة عند اجتماعه الشهر المقبل.
معدلات البطالة في بريطانيا
كشفت الأرقام الرسمية انخفاض معدلات البطالة في بريطانيا خلال الربع الثاني من العام 2024 مقارنة مع الربع الأول من العام نفسه.
وجاءت النسبة الحالية (4.2%) بعد أن كانت (4.4%)، بحسب مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية (the Office for National Statistics (ONS)).
وكان الخبراء توقعوا أن يبلغ معدل نمو الأجور خلال الربع الثاني من العام 2024 (4.6%) لكن نمو الأجور المسجل حتى نهاية يونيو بلغ (5.4%) وهي نسبة منخفضة بالمقارنة مع الربع الأول الذي شهد نمواً في الأجور بنسبة (5.7%) وهي نسب محتسبة مع استثناء المكافآت.
وبحسب المعهد الوطني للبحوث الإقتصادية والإجتماعية (The National Institute of Economic and Social Research) على الرغم من انخفاض نسبة ارتفاع الأجور وهي (1.6%) إلا أنها قد تسهم في زيادة التضخم وهو ما سيدفع البنك المركزي للحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة.
اقرأ أيضًا: نتيجة سوء معالجة شركة تايمز ووتر.. ارتفاع معدل التلوث بمياه الصرف الصحي
السيناريو الأفضل
أوضحت شركة “كابيتال إيكونوميكس (Capital Economics) السيناريو الأفضل بأن استمرار الأجور في الانخفاض كان سيدفع البنك المركزي إلى إجراء تخفيضين على أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أي (4.5%) بدلاً من (5%).
ومن المتوقع بحسب الخبراء ألا يتجه المركزي إلى خفض سعر الفائدة قبل نوفمير المقبل.
وبحسب “ساندرا هورسفيلد” (Sandra Horsfield) المتخصصة في الأسواق المالية في “إنفيستيك” (Investec) أن رد الفعل الحالي في الأوساط المالية على التطورات الأخيرة بأنها مؤشرات على قوة الاقتصاد وأن خفض أسعار الفائدة إجراء سيتخذ هذا العام ولكن في وقت لاحق.
وانخفضت خلال الربع الثاني أعداد العاطلين عن العمل بمعدل 51 ألف شخص، وارتفع عدد الملتحقين بوظائف إلى 97 ألف مقارنة بالربع الأول، وكان أحد أسباب ارتفاع نسبة البطالة تردد أصحاب العمل في التوظيف.
يبدو أن أرقام الربع الثاني كانت تنبئ بالتعافي للإقتصاد البريطاني وتدفع البنك المركزي لاتخاذ إجراءات بتخفيض أسعار الفائدة، لكن وفي ضوء التطورات الأخيرة والاحتجاجات التي تشهدها البلاد ربما ستتخذ الأرقام منحى مختلفاً تماماً.
اقرأ أيضًا: الاحتجاجات في بريطانيا تجبر رئيس الوزراء على إلغاء إجازته خشية من الانتقاد