على الرغم من مرور أكثر من 60 عاماً على وفاتها، لا تزال مارلين مونرو أيقونة بارزة في الثقافة الشعبية على مستوى العالم، وتستضيف لندن في أكتوبر المقبل، معرضاً فاخراً يعد الأول من نوعه في المملكة المتحدة، إذ سيعرض 250 قطعة تاريخية تمثل أكبر مجموعة خاصة من مقتنياتها في العالم.
كانت مارلين مونرو ممثلة ومغنية وعارضة أزياء أميركية، قدمت 29 فيلماً في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وصنفها معهد الفيلم الأميركي كإحدى أساطير الشاشة النسائية العظيمة في العصر الذهبي لهوليوود، لذلك من المنطقي أن تكون قد رويت قصتها عدة مرات، خاصة بعد وفاتها المأساوية عام 1962 نتيجة جرعة كبيرة من الحبوب المنومة.
عُرِفت النجمة الأمريكية مارلين مونرو بتجسيدها الشخصيات الكوميدية الشقراء، وحققت شهرة واسعة من خلال أفلام مشهورة مثل “As Young as You Feel” و”Monkey Business”، ولطالما كانت إحدى الممثلات البارزات في هوليوود لأكثر من عقد، إذ تجاوزت إيرادات أفلامها في ذلك الحين 200 مليون دولار (152 مليون جنيه إسترليني).
كانت مونرو أيضاً أول شخصية تظهر على غلاف مجلة “بلاي بوي”، ما جعلها من أوائل النجوم الذين حققوا نجاحاً تسويقياً حقيقياً، لكن حياتها الخاصة لم تكن أقل إثارة، حيث كانت محور اهتمام الصحافة، خاصةً فيما يتعلق بزيجاتها الثلاث الفاشلة من جيمس دورتي، وجو ديماجيو، وآرثر ميلر.
وفي الشهر القادم، يفتتح معرض مميز في Arches London Bridge، يستعرض مسيرة النجمة الخارقة نورما جين بيكر، وتحولها إلى أيقونة السينما مارلين مونرو، ويعكس المعرض، الذي يبدأ في 18 أكتوبر، حياة مونرو المهنية غير العادية ووفاتها المحزنة في وقت غير مناسب.
يقدم المعرض مجموعة مذهلة من أكثر من 250 قطعة أثرية، ومن بين المعروضات، يمكن للزوار مشاهدة رسائل الحب، أردية الساتان، الملابس الخالدة، الأحذية القديمة، كما يأخذ المعرض الزوار في رحلة مشوقة إلى حياتها كشخصية عامة أسطورية، وتشمل القطع المعروضة أيضاً أدوات الماكياج التي استخدمتها، والأزياء الشهيرة من أفلامها، إلى جانب الملاحظات المكتوبة بخط يدها، ورسومات الطفولة، والصور العائلية، والكتب، والنصوص، والدعائم من أفلامها.
ومن أبرز المعروضات، الوثائق المتعلقة باجتماعها مع الملكة الراحلة في أكتوبر 1956 خلال حضورها العرض الأول لفيلم “معركة نهر بليت” في مسرح إمباير بلندن، حيث تم تقديم مونرو رسمياً.
وتعليقاً على المعرض الذي يعد تيد ستامبفر – أكبر جامع في العالم لأغراض مارلين مونرو- من أهم دعائمه، عبّر تيد عن سعادته لعرض مجموعته الشخصية في لندن، مشيراً إلى أنه “بعد وفاة مونرو في عام 1962، خُزِّنت أغراضها وحُفظت وكأنها في كبسولة زمنية لمدة تقارب الأربعة عقود”.
وأضاف: “إنه لمن الرائع أن نتمكن من مشاركة هذه القطع الفريدة التي تعكس جوانب حقيقية من حياتها، ما يتيح لنا الفرصة اليوم للتقرب من مارلين مونرو وهويتها الحقيقية”.
وإلى جانب عرض مقتنيات الفنانة الراحلة، سيتناول المعرض إرث مارلين مونرو العميق، ما يمنح المعجبين الفرصة لفهم الأسباب التي تجعل الرجال يفضلون الشقراوات، ولماذا يُعتبر الماس أفضل صديق للفتاة، إضافة إلى استكشاف سر جاذبيتها المستمرة كإحدى أبرز الشخصيات في هوليوود القديمة.
وفي هذا السياق، أعربت ليز كورافوس، المديرة الإدارية لشركة Arches London Bridge، عن اعتزازها باستضافة المعرض، قائلةً: “إنه لشرف عظيم أن نستضيف معرض مارلين في Arches London Bridge. فهي تجسد الصورة النمطية الأصلية لنجمة هوليوود، ونهدف من خلال هذا المعرض إلى تقديم لمحة عن مارلين الحقيقية خلف هذه الأيقونة.
وتابعت: “لقد كانت واحدة من أوائل النساء اللواتي أُعجب بهن الجمهور، وقد أثرت حياتها ومسيرتها ووفاتها في تشكيل أسطورة، نحن متحمسون لاستقبال هذه المجموعة الخاصة التي نظمها تيد ستامبفر، والتي تعيد الحياة إلى المرأة التي تقف وراء العلامة التجارية المعروفة”.
ختاماً، تظل مارلين مونرو إحدى الممثلات اللامعات في عصرها، حيث استمرت شهرتها لأكثر من عقد من الزمن، وإنّ المعرض المنتظر يقدم فرصة فريدة لعشاقها لاستكشاف جوانب جديدة من حياتها وإرثها، ليتمكنوا من فهم الجاذبية التي جعلتها أيقونة لا تُنسى في تاريخ السينما.