قصر سانت جيمس يفتح أبوابه للزوار في 2025!

لندن، هذه المدينة المبهرة التي تزخر بالمواقع التاريخية و الملكية، تستعد بشغف لافتتاح جوهرة كبرى من جواهرها الثمينة أمام محبيها، إذ سيُفتَتح قصر سانت جيمس الملكي في وستمنستر للجولات العامة في ربيع عام 2025، وسيتمكن زواره من دخول الغرفة التي أُعلِن فيها الملك تشارلز الثالث ملكاً للمرة الأولى.

فبينَ جدول أعماله المزدحم بالزواج وقطع رؤوس زوجاته التعيسات، وجد الملك هنري الثامن الوقت لبناء  قصر سانت جيمس، وهو مجمع ضخم من الأبراج الشاهقة والديكور الرائع في وستمنستر، وعلى عكس جاره الأكبر الفاخر قصر باكنغهام – حيث يعيش الملك بالفعل – فإن قصر سانت جيمس هو البلاط الملكي الرسمي ولا يفتح عادةً أمام العامة لكن في العام المقبل سيتغير كل هذا.

بعد جولات تجريبية ناجحة في عام 2023، سوف يتمكن المحظوظون من إلقاء نظرة خاطفة على الفخامة المذهبة لقصر سانت جيمس في الربيع المقبل، وستتيح الجولة لمحبي العائلة المالكة فرصة التعرف على تاريخ القصر والتقاليد الغريبة والمضحكة.

اقرأ أيضاً: دليلك لأفضل المطاعم بالقرب من قصر باكنغهام 2024

بُني هذا القصر منذ ما يقرب من 500 عام، وهو عبارة عن مزيج رائع من الهندسة المعمارية التيودورية وسحر أوائل القرن الثامن عشر، ومثل القصور القديمة الأخرى، فهو عبارة عن مجموعة من المباني من فترات مختلفة من التاريخ يمكنك التجول حولها واستكشافها.

اليوم، يعيش هناك العديد من أفراد العائلة المالكة، كما يضم العديد من مكاتب العائلة المالكة والكنيسة الملكية، وهي كنيسة خاصة للعائلة المالكة داخل القصر.

في الواقع، يعتبر قصر سانت جيمس مهماً للغاية لدرجة أنه يظل المقر الرسمي لملوك بريطانيا، عندما يتوافد السفراء من الخارج إلى لندن، فإنهم من الناحية الفنية ليسوا سفراء المملكة المتحدة، بل سفراء بلاط سانت جيمس، هذا القصر مهم للغاية لدرجة أنه يبدو وكأن التقاط الصور أثناء الجولة لن يُسمح به، وهو ما نعتقد أنه يزيد من الغموض الملكي للقصر.

اقرأ أيضاً: في ذكرى ميلاده: الملك تشارلز يفتتح مركزين لتوزيع الطعام

ستشمل الجولة إلقاء نظرة على اللوحات الفخمة والأثاث الرائع والمفروشات الشاهقة التي تم إيداعها حتى الآن في المجموعة الملكية المراوغة، وتشمل أبرز المعالم الأخرى غرفة العرش ومعرض الصور ومعرض الإعلان.

ومن المؤكد أن الكنيسة الملكية المرصعة بالجواهر والمزخرفة ستبهر كل من الملكيين والجمهوريين على حد سواء، الكنيسة الملكية الخاصة هي المكان الذي تزوجت فيه فيكتوريا وألبرت وتم تعميد الأميرين الصغيرين لويس وجورج، إذا كنت من هواة التاريخ أو من عشاق العائلة المالكة أو من محبي الفن، فمن المؤكد أن زيارة قصر سانت جيمس ستكون على رأس قائمة أمنياتك في العام المقبل.

اقرأ أيضاً: تشيرتسي التاريخية جنوب غرب لندن.. ما الذي يجعلها بلدة منسية؟

حقائق مثيرة عن قصر سانت جيمس

تاريخ قصر سانت جيمس مشوق بالفعل، فأحداث نشأته تعود إلى قرون مضت، حيث كان في بادئ الأمر مستشفى مخصص لمرضى الجذام في القرن الثاني عشر، وكان يتمتع بموقع معزول اختير بعناية في محيط لندن.

في الفترة بين 1531 و1536، تحول هذا المستشفى إلى قصر رائع بفضل هنري الثامن، الذي ترك وراءه جزءاً كبيراً من المبنى الأصلي المصنوع من الطوب الأحمر، بما في ذلك الكنيسة الملكية وبعض الأبراج وغرفتين من الطراز التيودوري.

شهد القصر لحظات تاريخية مدهشة، حيث أعلن فيه الملك تشارلز الثالث ملكاً، وكان شعار النبالة الملكي يُرفع من شرفة تُعرف باسم معرض الإعلان، وفي عام 1952، شهد القصر أيضاً إعلان جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة.

وفي عام 1840، شهد القصر حدثاً رومانسياً مهماً، حيث تزوجت الملكة فيكتوريا من الأمير ألبرت في الكنيسة الملكية، التي أُنشئت في الأصل من قبل هنري الثامن.

اقرأ أيضاً: سيف نابليون للبيع بمزاد علني في لندن

وبعد حريق دمر قصر وايت هول عام 1698، أصبح قصر سانت جيمس المقر الرسمي للملك حتى انتقلت الملكة فيكتوريا إلى قصر باكنغهام في عام 1837، ولكن القصر لم يكن محصناً من الكوارث، ففي عام 1809، دُمر ربع منه بسبب حريق نجم عن شمعة في غرفة نوم أحد الخدم، وتم ترميم الغرف الرسمية بحلول عام 1813.

كما تعرض قصر سانت جيمس كذلك لأضرار أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما سقطت قنابل على المنطقة، ولكن الساعة في البوابة الكبرى استمرت في الدق رغم الدمار المحيط بها.

لقد كانت الأميرة ديانا أيضاً من بين من أقاموا في القصر لفترة من الزمن حتى طلاقها في عام 1996، حيث تم حفظ نعشها في الكنيسة الملكية قبل جنازتها.

إذاً، قصر سانت جيمس، هو شاهد على تاريخ طويل ومعقد، يجمع بين الأحداث الملكية والكوارث والمناسبات السعيدة، وهذا ما سيستمتع به عشاق التاريخ بعد شهور قليلة.

اقرأ أيضاً: كتاب يكشف رأي الملكة اليزابيث بقادة العالم