حظت مجلّة “أرابيسك لندن” بحديث مطول مع سموّ الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، رئيسة “مجتمع الموضة السعودي “Saudi Fashion Community “، ومنظّمة أسبوع الموضة السعودي “Saudi Fashion Week”، الحدث الأول والأكبر في مجال الموضة بالمملكة العربية السعودية التي تشهد مرحلة جديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، سعينا إلى الاقتراب من شخصيتها والتعرف على آرائها في السفر والمرأة والتغيرات التي تطول المملكة، وبالأساس عن الموضة ومستقبلها.
الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود أميرة شابة و تمثل الشباب السعودي.. كيف تحبين أن تعرّفي نفسك؟
أنا ضمن كثيرين من أبناء وبنات الجيل الجديد في السعودية ممن لديهم طموح كبير في تقديم الكثير للمملكة، فالشعب السعودي يتميز بكونه خلاّق ومبدع، ومن هنا ينبع دوري في تسليط الضوء على الإبداع والطموح من أجل الإرتقاء بالمملكة إلى أعلى الدرجات في الحاضر والمستقبل.
تحبّين السفر إلى الخارج ومع ذلك تحافظين على ملامحكِ السعودية.. كيف نجحتِ في ذلك؟
السفر بالنسبة لي هو فرصة للتعرّف على ثقافات ومجتمعات أخرى، ولا يعني إطلاقًا تغيير المبادئ والقيم الشخصية – كما يعتقد البعض- ، فأنا نشأت في بيئة تشجع على تقبّل الآخرين واحترام الرأي المضاد وأيضًا الحوار وتبادل وجهات النظر؛ هذه هي الترجمة الحقيقية للقيم الإنسانية من وجهة نظري.
تتحدثين العربية والانجليزية واليابانية والفرنسية؛ كيف ساعدك هذا التنوّع على تكوين شخصيتك المهتمّة بعالم الموضة والأزياء؟
تعلم اللغات الأجنبية والانفتاح على الثقافات المختلفة -التي عايشتها- لعب دورًا محوريًا في تشكيل ورسم ملامح شخصيتي، إذ ساهم السفر في توسيع دائرة الإطلاع لديّ على أساليب العيش المتنوعة منذ الصغر، والموضة هي جزء لا يتجزأ من هذه التجارب الثقافية بكل تأكيد. أنا تعلمت الفرنسية في الثانية من عمري وأتردد إلى باريس كثيرًا مع أسرتي، وأيضًا تواجدت في اليابان لمدة خمس سنوات أثناء الدراسة الجامعية، ما يمكنني أن أقوله هنا أن مروري على تلك الثقافات لها كبير الأثر في ارتباطي بعالم الموضة والأزياء، فالموضة أكثر ما تحتاج إليه هو التنوع والقدرة على رؤية الأمور من زوايا ثقافية واجتماعية متعددة.
كيف ساعدتك دراسة الأعمال الدولية في اليابان في تولي رئاسة أول هيئة للموضة بالسعودية؟
استطعت معرفة الكثير حول عالم الأعمال من خلال الدراسة، كما أن الاحتكاك بالشركات اليابانية ساعدني في فهم وتعلم طريقة التفكير المتبعة في اليابان والتي ترتكز على الدقة والإتقان والتمعّن في التفاصيل وهو ما أحاول تطبيقه مع جميع العاملين معي.أحب أن أضيف إلى ذلك، أن طموحي هو العمل نحول تحفيز الاقتصاد السعودي من خلال قطاع الأزياء والموضة، أي لا يقتصر فقط على اتجاهات الأزياء من الناحية الإبداعية وفقط.
لديك أسلوب خاص بك في اختيار أزيائك.. حدثينا عن ذلك أكثر؟
أنا أؤمن أن البساطة هي منبع الأناقة، لذلك أميل إلى الذوق الكلاسيكي في جميع خياراتي الشخصية، رغم ذلك فإن أتابع جميع اتجاهات الموضة.
كيف وقع الاختيار عليك كرئيس شرفي لمجلس الأزياء العربي بالرياض؟
البداية كانت عندما عقدنا شراكة مع مجلس الأزياء العربي لتنظيم أول أسبوع للموضة في الرياض وتم اختياري كرئيس شرفي للمجلس، فكثيرًا ما كنت أفكر في إطلاق منصة للأزياء في المملكة العربية السعودية، إلا أنه بعد تنظيم الحدث وتقييمه بشكل شامل، وجدنا اهمية تنظيم مؤسسة منفصلة عن مجلس الأزياء العربي، وأطلقنا مجتمع الموضة السعودي “Saudi Fashion Community” ومنصته تدعى أسبوع الموضة السعودي “Saudi Fashion Week” وذلك بالتعاون مع الهيئات الحكومية، واليوم نعمل على تنظيم الموسم التالي في في الرياض وذلك من 17 إلى 21 أكتوبر 2018، إذ نأمل في الاستفادة من عوامل الضعف والدفع بنقاط القوة نحو الأمام.
كيف نظمتم “أسبوع الموضة العربي من هواوي” الحدث الأول في الموضة بالسعودية والذي عقد في الريتز كارلتون من 10 إلى 14 أبريل؟
وضعنا رؤية تنظيمية لأسبوع الموضة العربي لجذب الرأي العام المحلي والعالمي، وبالفعل شارك عدد كبير من المصممين العالميين مثل جان بول غوتييه من فرنسا، ويوليا يانينا من روسيا، وطوني ورد من لبنان، وميزون ألكساندرين من البرازيل، وهاوس أوف مواموا من إيطاليا، وبيبيسارا من كازخستان، وباسيل سودا ونجا سعادة من لبنان، وهاوس أوف آسوري من مصر، ولا ننسى ذكر المشاركة المتميزة للمصممات السعوديات الأربع اللاتي عرضن مجموعاتهن على أوّل منصّة أزياء سعودية، وهنّ أروى البنوي، وأروى العماري (آرام ديزاين)، وعليا الصوّاف (سواف)، ومشاعل الراجحي، ليس هذا فحسب، بل إن كلّ إطلالات المكياج كانت بأنامل خبيرات تجميل سعوديات ضمن فريق عمل “ميك أب فوريفر”، كما ضمّ الحدث سبعين متطوّعة من الجامعات والمعاهد السعودية.
بعد نجاح أول أسبوع موضة بالرياض.. ماذا تخططون في الفترة القادمة؟
كما ذكرت ” أسبوع الموضة السعودي” في أكتوبر هو الحدث الأبرز، لكن بجانب ذلك نحضر لبعض الفعاليات بهدف الترويج للموضة السعودية؛ البداية من الرياض ومنها ننطلق إلى باقي مدن المملكة، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي، كما نسعى إلى التعاون مع معاهد التصميم السعودية لإثراء تجارب الطلاب والطالبات في مجال الأزياء، وأيضا توسيع آفاقهم بإتاحة الفرصة لهم أن يتعاونوا مع مصممين وماركات إقليمية وعالمية.
كيف تنظرين إلى أهمية التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030؟
رؤية 2030 تعني التنويع الاقتصادي والسعي إلى تحفيز الاقتصاد وعدم الاعتماد على مورد النفط كمصدر وحيد للدخل القومي،والموضة بحدّ ذاتها هي قطاع هامّ يعتمد عليه قطاعات أخرى عديدة مثل السياحة، والتسويق، والبيع بالتجزئة، والضيافة، والسفر، والصناعة، لذلك فنحن نطمح من خلال مجتمع الموضة السعودي في تعزيز هذا القطاع للارتقاء بالاقتصاد السعودي إلى مستويات رفيعة في المراحل القادمة.
تطمح المرأة السعودية في إحداث فرق كبير حتى تضيف لرؤية المملكة التنموية 2030.. فهل تنجح في هذا الدور الريادي؟
أنا أرى أن ثمة الكثير من الفرص للمرأة السعودية للإسهام في إنجاح رؤية 2030 التنموية، ورغم أن ذلك يتطلب المزيد من الوقت، إلا أن المؤشرات جميعاً تدلّ على نجاح النساء السعوديات في مساعيهنّ حتى الآن، فالمرأة السعودية لن تتوان على القيام بأدوار مهمة في تحقيق المسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية.
الأضواء اليوم مسلطة على المرأة السعودية.. فكيف تساهم الموضة في رسم ملامح الصورة التي يلتقطها العالم لها؟
هذه حقيقة، فاليوم الرأي العام العالمي أصبح يلاحظ مشاريعنا المرتبطة بالموضة أكثر من السابق، وعلى وعي أكبر بمشاريع الموضة في السعودية، إلا أنني أحب أن أشير إلى أن الأناقة والموضة جزء رئيسي من حياة المرأة السعودية.
كيف يمكن استغلال صناعة الموضة في تحقيق الانفتاح على العالم والتعريف بثقافة وشعب المملكة العربية السعودية؟
جميع المشاريع التي نعمل عليها تهدف إلى التعبير عن قيمنا الثقافية وتحقيق التناغم مع معايير الموضة العالمية، من جهة أخرى نعمل على دعم المواهب السعودية للتألق عالميًا والتي حتمًا ستبرز الوجه المشرق للمملكة.
كلمة أخيرة ترغبين بتوجيهها للشباب و للمرأة العربية؟
أنصحهم بأن يتمسكوا بالمثابرة وعدم الاستسلام بجانب التصدي للعقبات والتحديات أيًا كان نوعها، فلابد من الكفاح لتحقيق الأهداف، أيضًا وجود الدوافع مثل الطموح والإرادة والتصميم ينقل المرء خطوات كبيرة.