على هامش مؤتمر التعليم العالي لتنمية العراق: أرابيسك لندن تنفرد بمقابلة خاصة مع وزير التعليم العراقي “عبد الرزاق عيسى”
وزير التعليم العراقي: نسعى إلى الانفتاح على الخارج من أجل تقييم وتجويد العملية التعليمية بالعراق
عبد الرزاق العيسى: نحن بحاجة لكل من يساهم في إعمار وتنمية العراق
خلال مؤتمر التعليم العالي لتنمية العراق الذي دعت إليه السفارة العراقية في العاصمة البريطانية، لندن، وشارك فيه ممثلي عدد من الجامعات العراقية الحكومية والأهلية وشخصيات أكاديمية وسياسية بريطانية، انفردت مجلة أرابيسك لندن بحوار خاص مع وزير التعليم العالي عبد الرزاق العيسى.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي في العراق؟
تراجع التعليم العالي في العراق خطوات كبيرة للوراء خلال فترة الحروب في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ثم حدثت طفرة نوعية من حيث برامج الابتعاث وانفتاح التدريسيين وأبناء التعليم العالي على الخارج وذلك نتيجة للدعم الذي حصلت عليه العراق بعد عام 2003، إلا أن دخول “داعش” الإرهابية إلى بعض مناطق العراق وتفجر الأزمة المالية بسبب هبوط أسعار النفط أدى إلى توقف العديد من البرامج المعتمدة لتأهيل أبناء التعليم العالي، مثل برامج تأهيل مختبرات المجموعة الطبية والهندسية وعلوم الصرف.
تصنيف “تايمز” البريطاني وصف المناهج الدراسية العراقية بالقدم ،،، هل تعملون حاليًا على تطوير المناهج؟
في واقع الأمر إن الجامعات العراقية تعمل منذ عقود بالنظام السنوي، إلا أننا بدأنا العمل بنظام المقررات وهناك عملية تحديث مستمرة ضمن الاستراتيجية التي أطلقت عام 2013 تحت مسمى “الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم”،أي أن هناك عملية تحديث وتقييم للمناهج تتم بشكل مستمر، رغم ذلك نأمل أن يكون هناك حوار مع مؤسسة “تايمز” لمعرفة ملاحظاتهم بشأن الارتقاء بالمناهج الدراسية في العراق.
ما هو واقع التعليم العالي اليوم بالعراق؟
اليوم وبعد عودة العراق والانتصار على التنظيمات الإرهابية، بدأنا في استعادة العديد من البرامج، حيث أن لدينا إعمار في 16 جامعة عراقية من حيث تأهيل المباني، فضلًا عن موافقة مجلس الوزراء على استخدام بعض الأموال لدعم المختبرات، كما أننا بدأنا الاستعداد لاستراتيجية جديدة تهدف إلى إعادة المدرس العراقي في نصابه السليم، ويجدر بالذكر أن الجامعات العراقية أصبحت تدخل ضمن التصنيفات العالمية.
وما هي أهمية مشاركتكم في هذا المؤتمر؟
أتينا إلى العاصمة البريطانية للتحدث مع بعض المؤسسات البريطانية وكذلك الكفاءات العراقية الموجودة هنا، فمن وجهة نظرنا يجب أن يكون هناك عمل مشترك بين الكفاءات في الداخل العراقي والكفاءات في خارج العراق من أجل تقييم البرامج العراقية، فنحن لدينا برامج استقلالية الجامعة والمناهج الدراسية والبحث العلمي تحتاج إلى تقييم ومراجعة، كما أننا نؤمن باقتصاديات المعرفة أي عندما تكون هناك جودة في مؤسساتنا التعليمية ومنتجاتنا ومخرجاتنا سيكون هناك جودة في باقي المؤسسات، وأبناء التعليم العراقي هم متطوعون بكل تأكيد للعمل في كل مؤسسات الدولة العراقية من أجل النهوض بها. أيضًا سيعمل هذا المؤتمر على إيجاد توأمة ومراجعة بين البرامج التي تعتمد من من قبل وزارة التعليم العالي العراقية والمؤسسات العلمية البريطانية.
الوضع السياسي بالعراق غير خافٍ على أحد، هل أنتم قادرون عن تحييد التعليم عن التجاذبات السياسية في وزارة التعليم العالي؟
منذ عامين ونحن ننادي بإبعاد السياسة عن المؤسسات الأكاديمية ونجحنا في ذلك بنسبة كبيرة، حيث كان لدينا أكاديميون دخلوا صراع الانتخابات الأخيرة التي تمت في العراق، ولكننا فرضنا عقوبة على كل شخص يستخدم مؤسسة التعليم في جذب الأصوات، وبذلك أبعدنا التدخلات السياسية لتبقى الجامعة مكان للعلم والثقافة فقط.
ما هي توصياتكم لطلاب العراق وعلماء العراق في الداخل والخارج ؟
نأمل من أبنائنا الطلبة في المملكة المتحدة وفي كل أنحاء العالم أن يعملوا بكل جد وإخلاص لإكمال دراستهم حتى يكون هناك برامج أخرى، فبالرغم من أن الأزمة المالية سببت في توقف برامج الابتعاث مدة طويلة، إلا أننا أطلقنا العام الماضي 100 بعثة وهذا العام 200 بعثة ضمن الاحتياجات الحقيقية والاختصاصات النادرة التي لا تتوفر في العراق.
ما هي الرسالة التي تودون إيصالها من خلال المؤتمر؟
نريد أن يكون تواصلنا مع الأكاديمين العراقيين خارج العراق خاصة في المملكة المتحدة، ويشمل ذلك أن يكون هناك عملية تواصل وتقييم من أجل تشخيص الخلل وتوفير الحلول في المؤسسات الأكاديمية العراقية ووزارة التعليم العالي العراقية، فنحن بحاجة لكل من يساهم في إعمار وتنمية العراق.
ما هي أهم الاتفاقيات التي أبرمت خلال هذا المؤتمر؟
تمكنا خلال المؤتمر من توقيع اتفاقية مع مؤسسة “عمار” الإنسانية التي تعنى بمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان، إذ من المقرر أن تعمل هذه المؤسسة على اعتماد عددًا من المشاريع البحثية بغرض التوصل لحلول حول المشاكل العراقية، كما سيكون هناك عمل مؤسسي بين “عمار” ووزارة التعليم العالي من أجل دعم أبناء التعليم العالي في الحصول على شهادات ضمن تخصصات تساعد على علاج مرض السرطان، فضلًا عن تقديم الدعم المباشر للأطفال المصابين بأمراض السرطان.
كلمة أخيرة للكوادر العراقية المثقفة؟
نتمنى من كل عراقي يعمل في المؤسسات الأكاديمية والتربوية أن يضاعف جهده بالتواصل مع العالم والاطلاع على أبرز المستجدات والاعتماد على البرامج العلمية مع الابتعاد عن المؤشرات السلبية، كما أنه من المهم الابتعاد عن ادخال السياسة في المؤسسات التعليمية والتربوية.