بعد أن أقيمت اليوم الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية، صاحبة أطول فترة خدمة في المملكة المتحدة، في كنيسة وستمنستر بلندن، بدأت التكهنات حول التكلفة المحتملة لـ جنازة الملكة ومن سيدفعها هل الدولة أو دافعو الضرائب البريطانيون، خصوصا أنه لن يتم توفير أي نفقات لحفل الجنازة.
وبما أن تأمين جنازة الملكة إليزابيث سيكون “الأضخم في تاريخ المملكة المتحدة”، وذلك بعد أن مرت سنوات على مخطط تشييع جنازة الملكة إليزابيث، ووضع موتها حيز التنفيذ بخطة مفصلة تم وضعها في الستينيات تسمى عملية جسر لندن، والتي تسرد الإجراءات الدقيقة التي بدأت بعد لحظات من وفاتها.
لكن بالمقابل، لم تكشف الحكومة البريطانية تحديدا عن التكلفة التقديرية لجنازة إليزابيث الثانية، لكن موقع مورجان، توقع أن تصل تكلفة تأمين الجنازة إلى 7.5 مليون دولار.
كما توقعت أن دافعي الضرائب البريطانيين هم من سيتحملون تكلفة الجنازة، إذ أن تمويل الجنازات العامة يكون مسؤولية القطاع العام.
لكن توقعات آخرى، أشارت إلى أن تكلفة جنازة الملكة ستصل إلى 10 ملايين دولار، كما أنها قد تكون أكبر حدث تلفزيوني عالمي في التاريخ، ويذكر أن جنازة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل هي آخر جنازة رسمية شهدتها المملكة المتحدة عام 1965.
جنازات سابقة
وبسبب قيود جائحة كورونا، كانت جنازة الأمير فيليب، العام الماضي، صغيرة نسبيا، وأشارت التقديرات إلى أن تكلفتها وصلت إلى 6.2 مليون دولار إذ لم تشهد إلا حضور 30 مشيعا فقط، بينما كان هناك أكثر من 11.8 ألف شرطي و1200 موظف مدني يعملون لخدمة مراسم وداع الملكة منذ يوم وفاتها.
أما تكاليف جنازة الأميرة ديانا، عام 1997، بلغت مستوى يتراوح ما بين 3.4 مليون إلى 5.5 مليون دولار، وتشير التقديرات إلى أن هناك 2.2 مليار شخص حول العالم تابعوا جنازتها عبر الشاشات، فيما تشير التقديرات إلى أن تكلفة جنازة الملكة الأم، عام 2002، وصلت إلى نحو 6.2 مليون دولار.
انتقادات واسعة
أثارت التكاليف الباهظة لجنازة الملكة إليزابيث الثانية، الجدل بسبب الافتقار إلى الشفافية حول الشؤون المالية للعائلة المالكة، خصوصا أن أفرادها لا يخضعون لضريبة الميراث، حيث أن البريطانيين يدفعون عادة ضريبة بنسبة 40% على أي شيء يرثونه وتزيد قيمته عن 325 ألف جنيه إسترليني.
وقال البعض، إن ‘توديع الملكة السخي يمثل تناقضا مريرا مع التضخم المرتفع في المملكة المتحدة وأزمة تكلفة المعيشة ، والتي تثير قلق العديد من البريطانيين بشأن الاضطرار إلى الاختيار بين الطعام والتدفئة مع حلول فصل الشتاء.
كما تأتي الجنازة الباهظة للملكة إليزابيث الثانية في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الاستهلاك في بريطانيا بأسرع وتيرة لها منذ أربعة عقود، مع تجاوز التضخم 10%، كما من المتوقع أن يرتفع متوسط فواتير الأسرة بنسبة 80% الشهر المقبل، فيما يتوقع بنك إنجلترا أن يبدأ ركود طويل الأمد في وقت لاحق من هذا العام.
الجدير بالذكر، أن وزارة الخزانة البريطانية تمنح للأسرة المالكة دفعة تسمى منحة سيادية، كان آخرها حوالي 100 مليون دولار، تستخدم لأداء واجبات ملكية رسمية، مثل الزيارات والرواتب والتدبير المنزلي، لكنها لا تغطي تكاليف الأمن، التي تدفعها الحكومة وتبقى سرية.