كشفت أرقام هجرة الثروات الدولية التي أعلنتها شركة “هنلي آند بارتنرز” (Henley & partners) وشركة “نيو ورلد ويلث” (New world wealth) المتخصصتان في جمع المعلومات وإصدار التقارير الدولية، أن اسم الصين ظهر في قائمة أغنى مدن العالم للعام 2024 خمس مرات لخمس مدن، إثنتان منها كانت ضمن العشرة الأوائل، إحداها بكين التي جذبت خلال العقد الماضي عدداً كبيراً من مليونيرات العالم بنسبة نمو وصلت إلى (90%)، أمّا الثانية فهي هونغ كونغ، وبالنسبة للمدن الثلاثة الأخرى فهي شنتشن والتي بلغت نسبة نمو الثروات فيها (140%)، وهانغتشو التي سجلت نسبة نمو (125%)، وغوانغتشو مع نسبة نمو (110%) خلال العقد الأخير.
من جانب آخر وعلى صعيد المدن العربية، حققت مدينة دبي نمواً كبيراً، إلا أنها لم تتمكن من وضع اسمها على لائحة أول عشر مدن، بل احتلت المرتبة 21 مع نسبة نمو (78%) وتجاوز عدد المليونيرات فيها 72 ألفا، وضمت عددا من السنتي مليونير، إلى جانب 15 ملياردير.
والفئات الثلاثة تمتلك على الترتيب هذه المبالغ المالية؛ المليونير بحوزته مليون دولار، والسنتي مليونير يمتلك 100 مليون دولار، في حين يتجاوزهم الملياردير، وفي وقت تشهد فيه المدن نمواً وازدهاراً بأرقام استقطابها لرؤوس الأموال، هناك مدن أخرى عانت من تسربها لأسباب تنسب لعدم الاستقرار، ودخولها في حالات صراع ومواجهة مثل موسكو على سبيل المثال لا الحصر، التي شهدت انخفاضاً بنسبة (24%) في أعداد أصحاب الثروات وبلغ عدد المليونيرات فيها 30 ألفاً و 300 فقط خلال العقد الأخير.
وفي ذات السياق تكشف قائمة المليونيرات عن اسم بكين في المركز العاشر مع 125 ألفا و600 مليونير، و347 سنتي مليونير، و42 ملياردير، وتشهد بكين نمواً متزايداً في استقطاب أصحاب الثروات لما تملكه من مقومات ازدهار المال والأعمال، إلى جانب حرصها على توفير عامل الاستقرار الذي يفضله أصحاب الثروات.
تليها مباشرة في المركز التاسع هونغ كونغ، مع 143 ألفا و400 مليونير، و320 سنتي مليونيراً و35 ملياردير، وعلى الرغم من إدراجها على القائمة وتوفيرها بيئة أعمال مزدهرة، لكن أعداد أصحاب الثروات فيها تراجعت أربع مراتب على المقياس الدولي.
على جانب آخر وتحديداً في القارة الأسترالية تبرز مدينة سيدني الساحرة في المركز الثامن، بنسبة نمو بلغت (34%)، مع 147 ألف مليونير، و205 سنتي مليونيراً، إلى جانب 20 ملياردير، وتميزت سيدني خلال الأعوام المنصرمة بزيادة ملحوظة بعدد الشركات والتي وصلت إلى أكثر من 24 ألف شركة.
وبالانتقال إلى القارة الأوروبية تبرز باريس في المركز السابع، مع نسبة نمو (12%)، أمّا على صعيد الأرقام فسجلت باريس تواجد 165 ألف مليونير، و286 سنتي مليونير، و23 مليارديراً، وتتميز باريس باحتضانها لمنطقة “إيل دو فرانس” التي تعتبر الأغنى في أوروبا، وواحدة من أهم المناطق التجارية في العالم، كونها تضم أغلب الشركات في فرنسا ويبلغ تعدادها مليون و55 ألف شركة، وتمتاز باريس بتوفيرها أكبر عدد من البنوك والعقارات التجارية في أوروبا، إلى جانب أكثر من 6 ملايين فرصة عمل.
اقرأ أيضاً: يمكنك السفر إلى باريس وبروكسل وليل وروتردام مع تخفيضات يوروستار
وبقيت في الصدارة الدولية مجموعة من المدن الغربية وعواصم المال المتعارف عليها، نظراً لما توفره من بيئة أعمال داعمة، وهذا هو الحال مع لوس أنجلوس الأمريكية، والتي جاءت في المرتبة السادسة، ليس فقط بسبب تموضع هوليود في الولاية الثرية، التي يقطنها المشاهير بصبحة أموالهم، بل أيضاً نظراً لكونها تمتلك بنية تحتية متطورة على صعيد التبادل التجاري عبر البحر، واستطاعت المدينة الشهيرة أن تحقق نسبة نمو خلال العقد الأخير قدرت بـ (45%)، ما جعلها قبلة حقيقية لمليونيرات العالم الذين بلغ تعدادهم فيها 212 ألفا و100 مليونير، و496 سنتي مليونيرا، و43 مليارديراً.
وفي سياق منفصل، احتفظت لندن بصدارتها ضمن عواصم المال العالمية في المركز الخامس، مع نمو سلبي قدرت نسبته بـ (- 10%)، وهو مؤشر لم تشهده المدينة من قبل، وسجلت سنغافورة اسمها في المرتبة الرابعة مع نسبة نمو مذهلة قدرت بـ (64%) جرى معظمها في السنوات الثلاثة الماضية، وتشير تقديرات الخبراء إلى أنها ستأخذ مكان طوكيو، التي تحتل الآن المركز الثالث بانخفاض (-5%)، أمّا المركز الثاني من مليونيرات العالم فسجلته سان فرانسيسكو الأمريكية بفضل وادي السيليكون، وبلغت نسبة النمو لأصحاب الثروات في المدينة رقماً قياسياً خلال السنوات العشر المنصرمة، بلغت (82%)، ومع نيويورك تختتم الولايات المتحدة القائمة باحتلالها المركز الأول بنسبة نمو (48%)، لتكون هذه الأرقام بمثابة مهدأ من روع الصعود الصيني.
اقرأ أيضاً: ينقص هذا العالم رعب فكان الهالوين هو الحل