عاد الملف الأوكراني ليكون محور المناوشات الأميركية – البريطانية، بعد تأجيل لندن محادثات رفيعة المستوى كان مقرراً عقدها في المملكة المتحدة، كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتخلّى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، ما لم يتوصلا إلى اتفاق، وهو ما ينذر بتعقيد المشهد بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين حول أوكرانيا.
وأثارت التصريحات الأميركية الأخيرة حفيظة المملكة المتحدة، التي ردّت على كلام نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس – J.D. Vance حول تخلي واشنطن عن مساعيها لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، بأن كييف هي التي تقرر مستقبلها.
“لن نتخلى عن أوكرانيا”
أعلن متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية أنه في نهاية المطاف سيتعيّن على أوكرانيا أن تقرر مستقبلها، مضيفاً: “لن نتخلى عن أوكرانيا أبداً”.
وخلال زيارته الأخيرة إلى الهند قال نائب الرئيس الأميركي: “قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين، وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلّى عن هذه العملية”.
واقترح فانس على روسيا وأوكرانيا “تبادل الأراضي” إذا كانتا تسعيان إلى وقف إطلاق النار.
وكشفت شبكة سي إن إن – CNN نقلاً عن مسؤول مطلع على المفاوضات أن العرض الذي قدّمته الولايات المتحدة لأوكرانيا يشمل اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، واعترافاً غير رسمي بسيطرة موسكو على المناطق التي استحوذت عليها جرّاء الحرب.
تأجيل مجادثات السلام
مؤخراً، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تأجيل محادثات رفيعة المستوى كان مقرراً عقدها في لندن، لبحث كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من الكشف عن مسودة العرض الأميركي للسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان لها: “تم تأجيل اجتماع محادثات السلام الأوكرانية مع وزراء الخارجية، على أن تستمر المحادثات الرسمية، لكنها ستكون مغلقة أمام وسائل الإعلام”.
بالمقابل أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن “الوزير ماركو روبيو – Marco Rubio لن يحضر محادثات لندن بشأن الحرب في أوكرانيا بسبب مشاكل لوجستية”، رفم أن تقارير إعلامية أكدت سابقاً مشاركة الوزير الأميركي في المناقشات مع المسؤولين الأوكرانيين والبريطانيين والأوروبيين.
وكشفت الخارجية الأميركية أن كيث كيلوج – Keith Kellogg، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب – Donald Trump إلى أوكرانيا وروسيا، سيمثل الولايات المتحدة.
الوفد الأوكراني حاضر
قبل الإعلان البريطاني عن تأجيل الاجتماعات، وصل أندريه يرماك – Andrei Yermak، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – Volodymyr Zelensky، إلى لندن برفقة وزير الدفاع رستم عمروف – Rustam Umarov ووزير الخارجية أندريه سيبيها- Andrii Sybiha.
قال يرماك: “رغم كل شيء، سنعمل من أجل السلام، وسنناقش سبل تحقيق وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط كخطوة أولى نحو عملية تسوية شاملة وتحقيق سلام عادل ومستدام.
وأكد المسؤول الأوكراني أن الطريق ليس سهلاً، لكن كييف ملتزمة به، وأن مواقف بلاده في المحادثات السابقة تُظهر أنها ليست عقبة في طريق السلام.
وتشير المعطيات الأخيرة إلى تباين واضح في المواقف بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول الملف الأوكراني، وهذا ما بدا جليّاً منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وسط تساؤلات عن كيفية تحقيق الدعم اللازم لكييف من أوروبا بمعزل عن أميركا؟
اقرأ أيضاً: إنتاج السلاح في بريطانيا يدخل مرحلة جديدة بعيداً عن الولايات المتحدة!