بعد إغلاق دام 12 عاماً، هناك فكرة لتحويل المنتزه التاريخي مايلوت Maillot الواقع في لانكشاير Lancashire في المملكة المتحدة إلى مجمع سكني ضخم بالرغم من رفض المقترح لأكثر من مرة، إذ يسعى مالكوها الجدد شركة “ستوري هولمز Story Holmes” إلى بناء ما يقارب 400 منزل على أرضها الخضراء.
وبحسب صحيفة ذا صن The Sun البريطانية، فإن الشركة المالكة تقدمت بطلب لمجلس مقاطعة تشورلي Chorley لدراسة المقترح المقدم في بناء المجمع السكني وتقديم التقييم البيئي حول المشروع، إذ سيضم مجموعة من المنازل، والمساحات الخضراء، وممرات خاصة للمشاة، بالإضافة إلى مركز مجتمعي ومرافق حديثة، وتقول الشركة أن مشروعها سيراعي البيئة الطبيعية للمنتزه، وسيعمل على دمج المرافق الحديثة بطريقة لا تؤثر على هذه البيئة.
تبلغ المساحة 140 فداناً، وتم رفض العديد من المشاريع السكنية خلال الأعوام السابقة، إذ رفض طلب لبناء 420 منزلا عام 2014، وآخر لبناء 275 منزلا في 2016، وثالث في 2018 لبناء 195 منزلا فقط، وبحسب الخبراء، فإن المساحة الكبيرة للمنتزه تمكن الشركة المالكة من بناء أكثر من 6000 منزل بقيمة تصل إلى 790 مليون جنيه إسترليني، إلا أن الخوف من رفض الطلب حال دون طرح هذه الفكرة.
لذا استغل المالكون الجدد للمنتزه فكرة الحاجة الكبيرة لمساكن عائلية تتوافر فيها مراكز مجتمعية تضم مرافق خدمية مطورة، ونقل مستدام، ووجود ممرات للمشاة والدراجات بشكل أكثر عملية وأماناً.
تاريخ منتزه مايلوت
تم افتتاح المنتزه التاريخي مايلوت عام 1983 وأبهر خلال أكثر من عشرين عاماً زواره بحدائقه الخلابة، وألعابه الفريدة، كما عرض الكثير من المبارزات التي تحاكي العصور الوسطى وأسطورة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، إلا أنه تم إغلاق الممنتزه عام 2012، تعددت الأعذار التي قدمتها الشركة حول سبب الإغلاق، ومنها تزامن الموسم السياحي مع دورة الألعاب الأولمبية.
حالة المنتزه المتدهورة حولته لمكان إقامة تجارب رعب حية، كما أظهرت الصور الجوية له عقب هدمه مناظر مرعبة للتماثيل المحطمة، ومدينة الألعاب المهترئة، والمطاعم والمحال المهجورة، وتقول الأساطير المحلية أن مكان المنتزه كان عبارة عن بحيرة كبيرة عام 1962، قبل أن تُجف، وارتبط اسم المكان بأسطورة السير لانسلوت Sir Lancelot الذي كان على ضفاف البحيرة واختطفته الحورية فيفان.
وتزامن هدم المنتزه التاريخي مع قرار بهدم حانة ريندير إن Rendere Inn التي يعود تاريخها إلى عام 1704، وتقرر بناء أربعة منازل سكنية مكانها.
والجدير بالذكر أن هناك العديد من القرارات الحكومية التي حولت مناطق تراثية لشقق سكنية حديثة، أو لمنازل خاصة مع الحفاظ على قيمتها التاريخية، مثل قلعة نتلي Netley Castle – هامبشاير Hampshire التي بنيت في القرن السادس عشر كحصن دفاعي، ثم تحولت إلى منزل خاص، وبعد ذلك إلى دار رعاية، وفي عام 2000، تم تحويلها إلى تسع شقق سكنية فاخرة، مع الحفاظ على طابعها التاريخي.
وأيضاً كنيسة هيتون بارك Heaton Park مانشستر الكبرى – Congregational Church التي صممها الفريد ووترهاوس عام 1881، وتم تحويلها في عام 2006 إلى 23 شقة سكنية، مع الحفاظ على العناصر المعمارية الأصلية.
باختصار، تسعى الحكومة البريطانية لزيادة عدد المجمعات السكنية بالتزامن مع زيادة عدد سكان بريطانيا، ووصول اللاجئين لأعداد كبيرة، ما يحتّم البحث عن حلول لأزمات السكن.
اقرأ أيضاً: 20% من كبار السن يسكنون بيوتاً غير صالحة للسكن
