بعد اتفاق وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة، أعلنت منظمة العفو الدولية أن تواطؤ بريطانيا وتجاهل الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة سمح لإسرائيل بالاستمرار في قتلها للمدنيين الأبرياء في القطاع وعدد من المدن الفسلطينية.
بينما حثت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والتي مقرها المملكة المتحدة حكومة ستارمر على اتخاذ إجراءات فعالة في وقف الدعم عن إسرائيل، والدعوة إلى المساءلة القانونية، لإيقاف الإبادة الجماعية التي كانت تحدث بحق الفلسطينيين المدنيين ومنع حدوثها في المستقبل، ويعد تحرك بريطانيا في هذا الخصوص مؤثراً كونها جزءً من منظومة الدعم لإسرائيل.
وفي بيان له قال الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، ساشا ديشموك يوم الأحد: “الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني هي مسألة قانون وأدلة وليست رأيا”، مضيفاً: “يجب على رئيس الوزراء كير ستارمر قبول التزامات المملكة المتحدة بمنع الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والمساعدة في ضمان العدالة والمساءلة”.
وجاء هذا البيان بالتزامن مع احتفال منظمة العفو الدولية بالذكرى السنوية لحكم محكمة العدل الدولية بوحود خطر من ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في غزة.
وقال ديشموك: كان ينبغي لحكومة المملكة المتحدة أن تنتبه إلى هذا الحكم المهم للغاية لمحكمة العدل الدولية في اليوم الذي أعلن فيه”، مشيراً إلى أن “تقاعس المملكة المتحدة وتجاهلها التزاماتها الدولية بمنع الإبادة الجماعية، ساهم في إفلات إسرائيل من العقاب وخاطر بتواطؤ بريطانيا في جرائم خطيرة ضد القانون الدولي”.
وقد دعت منظمة العفو الدولية المملكة المتحدة لتحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين، ولاتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لإحلال السلام في فلسطين، وأشارت إلى ازدواجية المعايير التي تعمل بها المملكة المتحدة، فقد دعمت القانون الدولي بكامل إمكانياتها عند فضح الجرائم التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: اعتقالات في لندن على خلفية احتجاجات لوقف صادرات الأسلحة لإسرائيل: 9 محتجين خلف القضبان
وفي تقريرها الصادر في شهر ديسمبر كانون الاول 2024 أكدت منظمة العفو الدولية أن إلى أن إسرائيل ألحقت الأذى بالمدنيين وقتلتهم، كما عملت على منع دخول المساعدات الإغاثية إليها، والتي وقفت أيام على المعابر الحدودية، كما أنها فشلت في مهاجمة أعضاء حماس بشكل قانوني، وأظهر التقرير كيف نفذت إسرائيل أعمالا محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وعاملت سكان غزة “كمجموعة دون البشر بقصد تدميرهم جسدياً”.
وكانت إسرائيل قد رفضت التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية والذي أدانها بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وخلفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 47 ألف شهيد فلسطيني منذ أكتوبر 2023، وهناك تقارير تقول أن عدد الشهداء وصل إلى 64 ألف شهيد، وقالت الأمم المتحدة أن التقارير أشارت إلى أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء، وعلى الرغم من الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، إلا أن إسرائيل لا تزال تطلق النار على المدنيين، وتواصل تركيزها على الضفة الغربية حيث نزل معظم الأهالي.
ورداً على اقتراح ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول الجوار، قال جيريمي هنت، المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، إن المدنيين الفلسطينيين يجب أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال تصريحات للصحافة البريطانية، الاثنين، في معرض رده على سؤال حول دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر ودول عربية، بدعوى عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة جراء الإبادة الإسرائيلية، وأفاد هنت: “يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة وإعادة بناء حياتهم ومنازلهم”.
وكانت قد استجابت الحكومة البريطانية لضغوط داخلية وخارجية تتعرض لها، بخصوص علاقتها العسكرية مع إسرائيل، وذلك عن طريق تعليق إصدار تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، وكان قرار تعليق التراخيص لا يصل إلى مستوى الحظر الشامل أو حظر الأسلحة، بل يشمل فقط 30 رخصة لتصدير الأسلحة، من بين 350 رخصة تصدير إلى إسرائيل.
وعلى نقيض الولايات المتحدة الأمريكية فإن الحكومة البريطانية لا تمنح أسلحة مباشرة لإسرائيل، بل تصدر تراخيص للشركات لبيع هذه الأسلحة، مع السماح للمحامين بإبداء آرائهم بشأن ما إذا كانت هذه الأسلحة تمتثل للقانون الدولي.
اقرأ أيضاً: 76% من البريطانيين يدعمون الفلسطينيين في غزة ضد العدوان الاسرائيلي