شرق لندن، وفي ظل ظروف اجتماعية معقدة، تأسّست منظمة النساء السود عام 1978 استجابةً لاحتياجات ملحة تنطوي على تمييز وإقصاء في المجتمع البريطاني، ومنذ بديتها سعت المنظمة لتقديم دعم فعلي للنساء عبر توفير خدمات أساسية في مجالات العنف المنزلي، والتعليم، والتدريب.
اليوم، وبعد عقدين من الحريق الذي دمر مقرها، تعود «النساء السود» لتواصل مسيرتها في مواجهة الصعوبات، مؤكدةً دورها كمركز مجتمعي يخدم النساء في وقت ما زالت فيه الكثير من تلك التحديات قائمة.
وكان قد تعرّض المبنى الذي أُعيد ترميمه حديثاً للحريق في تشرين/أكتوبر 2004، ما أجبر المنظمة على وقف العديد من خدماتها، وعلى الرغم من أن المنظمة استمرت في تقديم بعض الخدمات من مواقع أخرى، إلا أن فقدان مقرها الرئيسي عرقل بشكل كبير قدراتها على العمل بشكل كامل.
وفي هذا السياق، أوضحت ميرتل نوبل (Myrtle Noble)، إحدى الأعضاء المؤسسين ورئيسة المنظمة، أن إعادة بناء المركز استغرقت عقدين كاملين بسبب التكاليف الباهظة، مشيرةً إلى صعوبة تلك الفترة: «لقد استغرق الأمر عشرين عاماً للعودة إلى موقعنا الأصلي بسبب التكاليف المرتفعة».
إحدى الصعوبات التي واجهتها المنظمة بعد الحريق كانت مع شركات التأمين، حيث لم يتمكن المحققون من تحديد سبب الحريق، ما دفع شركات التأمين لرفض دفع التعويض في البداية.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلات مع المهندسين المعماريين والمقاولين الذين طالبوا بالدفع، قالت نوبل: «لقد أخذونا إلى المحكمة لأننا قلنا إنه ليس لدينا المال»، وشركة التأمين كانت تقول: «لا نعرف السبب، لذا لا نعرف ما الذي يجب أن ندفعه» مضيفةً: مازالت هذه المسألة مؤلمة جداً للحديث عنها.
ورغم الصعوبات، أكدت نوبل أن الإصرار والتصميم هما ما دفع المنظمة للاستمرار، وأضافت: «بعض الأشخاص كانوا سيتخلون عن الأمر منذ فترة طويلة، لكن ELBWO ليست مجرد منظمة، إنها مفهوم. كان من المهم للغاية عدم التخلي عنه لأنه لا توجد منظمة أخرى في هذه المنطقة تقدم هذه الخدمات الضرورية».
وفي حديثها قالت رئيسة المنظمة: «قررت النساء السود أنهن سيأخذن زمام المبادرة في معالجة بعض هذه القضايا»، ومن بين القضايا الرئيسية التي كانت تشغل بال النساء في تلك الفترة هي رعاية الأطفال، حيث كانت العديد من الأمهات السود بحاجة إلى العمل لدعم عائلاتهن مالياً ولم يكن لديهن دعم من أفراد الأسرة الموسعة.
واختتمت نوبل بالقول: «نحن نبحث في الاحتياجات الحالية لنرى ما الذي تغير، هناك احتياجات ملحة جديدة، نأمل أن نعمل مع الشباب للمواجهة وتقديم الدعم والمساندة للناجيات من العنف المنزلي».
ختاماً، يشار إلى أنه عقد في مدينة برمنغهام في كانون الثاني/يناير من العام الجاري 2024 مؤتمراً رائداً بعنوان نساء في الظل (Women in the Shade)، لاستكشاف تجارب النساء السود في مجالات الشرطة والخدمات العامة والقطاعات العسكرية، وعكس هذا المؤتمر جزءاً من النضال المستمر لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية للسود في بريطانيا.