من هنا يعبرون.. ممرات جديدة يطرقها المهاجرون إلى أوروبا!
تابعونا على:

أخبار لندن

من هنا يعبرون.. ممرات جديدة يطرقها المهاجرون إلى أوروبا!

نشر

في

6 مشاهدة

من هنا يعبرون.. ممرات جديدة يطرقها المهاجرون إلى أوروبا!

في كل مرة تشتد فيها الأزمات في بقاع مختلفة من العالم، تبدأ الممرات المؤدية إلى أوروبا بالامتلاء بقصص الهجرة، التي تتنوع بين الأمل واليأس، ففي عام 2024، شهد العالم تراجعاً في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين تمكنوا من الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث انخفضت الأعداد بنسبة 38 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وفقاً لتقارير وكالة «فرونتكس» الأوروبية لمراقبة الحدود، وهذا الانخفاض يعد الأبرز منذ عام 2021، الذي تأثر فيه العالم بجائحة كورونا وتداعياتها.

لكن خلف هذا التراجع تكمن معطيات متباينة؛ فبينما هدأت بعض المسارات التقليدية، ظهرت ممرات جديدة تحمل معها أعداداً متزايدة من المهاجرين، وخصوصاً من سوريا وأفغانستان ومصر، بالإضافة إلى دول أفريقية، ورغم انخفاض الأرقام العامة، فإن المسارات المرتبطة بحدود الاتحاد الأوروبي مع روسيا وروسيا البيضاء شهدت زيادة ملحوظة بنسبة 192 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس تغيراً في الأنماط التقليدية للهجرة.

ويأتي هذا التغير في ظل سياسات مشددة تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي، بالتوازي مع تصاعد الخطاب السياسي الذي يركز على قضايا الهجرة، ففي السنوات الأخيرة، أصبحت الهجرة غير الشرعية ملفاً ساخناً في الأجندات السياسية للأحزاب اليمينية والشعبوية، التي تبني شعبيتها على وعود بإجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة، وعبر تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة، تقلص عدد الوافدين عبر شبكات التهريب، ما ساهم في انخفاض الإجمالي العام للمهاجرين غير الشرعيين إلى 239 ألفاً فقط خلال العام المنصرم.

اقرا أيضاً: زيادة أعداد المهاجرين في بريطانيا فأين يتوزعون؟

تراجع الهجرة عبر طرق رئيسية، مثل وسط البحر المتوسط وغرب البلقان، كان له أثر كبير في تحقيق هذا الانخفاض، فعلى سبيل المثال، تقلصت الهجرة عبر طريق وسط البحر المتوسط بنسبة 59 بالمئة نتيجة انخفاض المغادرين من تونس وليبيا، أما طريق غرب البلقان، فقد شهد انخفاضاً أكبر بنسبة 78 بالمئة بسبب التدابير الصارمة التي تبنتها دول المنطقة للحد من التدفقات غير النظامية.

لكن هذه الأرقام لا تعني غياب التحديات؛ فطريق شرق البحر المتوسط سجل زيادة في محاولات العبور بنسبة 14 بالمئة، ليصل عدد المحاولات إلى 69400، كما ظهر ممر جديد شرق ليبيا، كان أغلب سالكيه من سوريا وأفغانستان ومصر، مما يعكس استمرار الضغط على الدول الواقعة على الحدود الجنوبية لأوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت الهجرة عبر طريق غرب أفريقيا المؤدي إلى جزر الكناري بنسبة 18 بالمئة، حيث بلغ عدد المهاجرين القادمين من موريتانيا نحو 47 ألفاً.

ويرى رئيس وكالة «فرونتكس»، هانس لايتنس، أن عام 2024، رغم انخفاض معدلات الهجرة غير الشرعية، كشف عن ديناميكيات جديدة ومخاطر ناشئة تتطلب استجابات مرنة وتعاونية، فالتحدي لم يعد مرتبطاً فقط بالأرقام، بل بات يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة في سياقات جغرافية وسياسية متغيرة.

اقرا أيضاً: اللاجئون السوريون يواجهون مستقبلاً غامضاً في بريطانيا

ولا يمكن فصل هذه التحولات عن السياق الأوسع للهجرة العالمية، الأزمات الاقتصادية، النزاعات المسلحة، وتغير المناخ كلها عوامل تدفع الأفراد إلى البحث عن ملاذ جديد، حتى لو كان الطريق محفوفاً بالمخاطر.

أوروبا، التي تسعى جاهدة لتنسيق سياساتها تجاه الهجرة، تواجه معضلة التوازن بين تأمين حدودها واحترام حقوق الإنسان، وبينما تستمر الحكومات في البحث عن حلول دائمة، تبقى قصص المهاجرين شاهداً حياً على المعاناة والأمل الذي يدفعهم لخوض مغامرات قد تكون أحياناً محفوفة بالموت.

ختاماً، يمكن القول إن المسارات الجديدة التي باتت تبرز كمنافذ للهجرة تكشف عن قدرة شبكات التهريب على التكيف مع السياسات المتشددة، وبينما تستمر الحكومات في مواجهة هذا التحدي، تظل قصة الهجرة نحو أوروبا حاضرة في قلب الجدل السياسي والاجتماعي، وتسلط الضوء على إنسانية الإنسان في وجه تعقيدات النظام العالمي.

اقرا أيضاً: تذاكر منخفضة التكلفة للسفر حول أوروبا

X