مهاجر نيجري نام أكثر من 21 عاماً في حافلات لندن بسبب رفض طلب لجوئه
تابعونا على:

أخبار لندن

مهاجر نيجري نام أكثر من 21 عاماً في حافلات لندن بسبب رفض طلب لجوئه

نشر

في

892 مشاهدة

مهاجر نيجري نام أكثر من 21 عاماً في حافلات لندن بسبب رفض طلب لجوئه

قضى مهاجر نيجيري أطلق على نفسه اسم “صني” أكثر من 20 عاماً في بريطانيا على متن حافلات تجوب الشوارع ليلاً في لندن بعدما رفضت الحكومة طلب اللجوء الذي قدمه.

فرّ صني من نيجيريا بعد الحكم عليه بالإعدام بسبب آرائه السياسية، ويقول إنه يتذكر نفسه عندما كان يصلي راكعاً داخل سجن نيجيري في انتظار تنفيذ حكم إعدامه، وأن جريمته هي نضاله من أجل الديمقراطية.

وذكر صني أن أحد الحراس كان يدخل إلى الزنزانة بعنف ويدفعه إلى السير في ممرات يغلب عليها الصمت، ثم يخرج به إلى ضوء شمس يعمي العيون، حيث تنتظره سيارة.

قام أقارب صني وأصدقاؤه بدفع رشوة لمسؤولي السجن ولمضيفة طيران على متن طائرة متجهة إلى لندن بهدف شراء حريته.

ويُذكر أن صني حصل على دورة تدريبية في صناعة الأفلام الوثائقية وتناول موضوع حياة المشردين في لندن، في حين أنه لم يكن يتصور يوماً أن يكون واحداً منهم.

وبعدما رفضت الحكومة البريطانية طلب لجوئه، كان أمام خيارين، إما العودة إلى نيجيريا حيث يوجد حكم عسكري سينفذ به حكم الإعدام أو الاختباء، فاختار الخيار الثاني.

واستمر صني لنحو 21 عاماً يتنقل على متن حافلات لندن التي كانت أكثر دفئاً وأماناً من الشوارع، وقد كانت إحدى الكاهنات هي من اشترت له بطاقة شهرية لدفع أجرة المواصلات مقدماً، وفعلت ذلك بشكل دوري، وحين غيابها يقوم بعض الأصدقاء بذلك الأمر.

وقد تطوع صني للعمل في الكنائس في النهار، وبعد الانتهاء من عمله كان يذهب إلى مكتبة ويستمنستر لقراءة الكتب ومتابعة الأخبار، وكان يطلب من مديري المطاعم تقديم بعض الطعام له وكان من النادر أن يُرفض طلبه.

لم يضع صني اللوم على الحكومة البريطانية، بل على بلاده التي اضطرته للعيش بتلك الطريقة.

وقام فريق محاماة تابع لكنيسة نوتردام دو فرانس بتقديم طلب بالنيابة عنه للحصول على تصريح بالإقامة الذي يستطيع كل شخص يثبت إقامته لأكثر من 20 عاماً في بريطانيا الحصول عليه.

ولكن لأن صني كان طوال الـ20 عاماً بعيداً عن السجلات الرسمية كي لا يتم اكتشافه، ورد في رسالة وزارة الداخلية: “نتفهم أن موكلكم بلا مأوى في الوقت الحالي، لكننا لا نزال نطلب وثائق تثبت الإقامة المستمرة من عام 1995 حتى تاريخه. أدلة مثل فواتير خدمات وكشوف بنكية وعقود إيجار”.

فبدأ صني بالتواصل مع سائقي الحافلات الأكثر وداً ليكتبوا له خطاب دعم، فأكد أحدهم أنه كان من الركاب المنتظمين طوال الليل، كما قدمت الكنائس التي عمل بها خطابات دعم واستخرجت صوراً قديمة له تسجل حضوره في المناسبات الخيرية.

وقد كان صني حينها يقوم بالتقاط الصور عبر الكاميرا التي حصل عليها للحديث عن قصته كجزء من مشروع للتصوير الفوتوغرافي.

وفي عام 2017، وبعد استمرار الإجراءات لمدة عام، حصل صني البالغ من العمر 55 عاماً على تصريح بالإقامة في بريطانيا، وأصبح لديه حق الوجود والمأوى والعمل هناك.

وإلى اليوم يقوم صني بركوب الحافلات ليلاً لوقت طويل، حيث مازال يعتبرها ملاذاً ومكاناً لراحته وتفريغ عقله.

 

 

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X