مهرجان «شلتنهام» Cheltenham 2025: أكثر من مجرد سباق خيول
تابعونا على:

مهرجانات

مهرجان «شلتنهام» Cheltenham 2025: أكثر من مجرد سباق خيول

نشر

في

94 مشاهدة

مهرجان «شلتنهام» Cheltenham 2025: أكثر من مجرد سباق خيول

يُعَدّ مهرجان «شلتنهام» (Cheltenham Festival) حدثاً محورياً في سباقات الخيول البريطانية، حيث يجذب عشاق السباقات من جميع أنحاء العالم. امتد مهرجان هذا العام 2025 من 11 إلى 14 آذار، متضمناً 28 سباقاً استعرضت أفضل المواهب في سباقات الخيول. ولكنّ الحدث لا يقتصر على السباقات فحسب، بل يعكس تقاليد عريقة، ويحقق مساهمات اقتصادية كبيرة، ويروي قصصاً إنسانية تشكّل معاً لوحةً متكاملة لهذا الحدث البارز.

الأهمية الثقافية والتقاليد

يعود تاريخ المهرجان إلى عام 1860، وتتميّز كلّ من أيامه الأربعة بطابع خاص يُثري المشهد الثقافي للفعالية:

  • يوم الأبطال Champion Day: يُدشّن المهرجان بسباقات رفيعة المستوى، تضع معايير الإثارة منذ اللحظة الأولى.
  • الأربعاء الأنيق Style Wednesday: مزيج من الموضة وسباق الخيول، حيث يتأنّق الحضور بملابس راقية تعكس أناقة الحدث. في 2025، حضرت الملكة كاميلا (Queen Camilla) بزيّ أنيق من الصوف مع قبعة من الفرو الصناعي، مجسّدةً فخامة اليوم.
  • الخميس الإيرلندي St. Patrick’s Thursday: احتفال بالتراث الإيرلندي وإبراز للعلاقات العميقة بين ثقافة إيرلندا ورياضة سباق الخيل.
  • يوم كأس الذهب Gold Cup Day: ذروة المهرجان، حيث يُقام سباق «كأس الذهب» (Gold Cup)، الحدث الأبرز في أجندة السباقات.

اقرأ أيضاً: الملاعب المستضيفة لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب

التأثير الاقتصادي

تتجاوز تأثيرات المهرجان مضمار السباق، إذ يُعدّ محرّكاً اقتصادياً حيوياً لمنطقة «شلتنهام» (Cheltenham) ومحيطها. قدّرت مساهمته في الاقتصاد المحلي عام 2022 بحوالي 274 مليون جنيه إسترليني (£274 million)، ما يعكس أهميته الاقتصادية. يشمل هذا التأثير:

  • الضيافة والسياحة Hospitality and Tourism: تشهد الفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية انتعاشاً كبيراً بفضل تدفّق الزوار.
  • فرص العمل Employment: يُولّد المهرجان وظائف مؤقتة تدعم القوى العاملة المحلية خلال أيام الحدث.

اقرأ أيضاً: بريطانيا توسع نظام (ETA) ليشمل المسافرين الأوروبيين: كل ما تحتاج إلى معرفته

قصص إنسانية ومشاركة مجتمعية

يزخر المهرجان بقصص شخصية تعكس روح المجتمع المحيط به:

  • التكريمات واللحظات العاطفية Tributes and Memorials: في 2025، خصّص المهرجان تكريماً للفارس الراحل مايكل أوسوليفان (Michael O’Sullivan)، حيث ارتدى الفرسان شارات تحمل علم «كُورك» (Cork) تعبيراً عن الوحدة والاحترام بين أفراد مجتمع سباقات الخيول.
  • الإرث العائلي Family Legacies: تُخلَّد ذكرى جوني هندرسون (Johnny Henderson)، الذي كان له دور محوري في إنقاذ مضمار سباق «شلتنهام»، من خلال سباق «جوني هندرسون غراند أنيوال تشيس» (Johnny Henderson Grand Annual Chase). وقد واصل ابنه، المدرب نيكي هندرسون (Nicky Henderson)، هذا الإرث محققاً انتصارات بارزة.
  • الانتصارات غير المتوقعة Unexpected Triumphs: من بين القصص اللافتة كان فوز الحصان «ليكي واتسون» (Lecky Watson)، المملوك للقسّ جون بيرن (Monsignor John Byrne)، بسباقه بنسبة 20-1. إذ يجمع بيرن بين كونه رجل دين وعاشقاً لرياضة سباقات الخيول، ما يبرز التنوع الكبير في الخلفيات التي يجتمع أصحابها في هذا الحدث.

ما وراء المضمار: التأثير الإعلامي لمهرجان «شلتنهام»

لم يعد مهرجان «شلتنهام» حدثاً رياضياً فحسب، بل أصبح مادة دسمة للإعلام العالمي الذي ينقل تفاصيله لحظةً بلحظة. المنصات الإخبارية، سواء المطبوعة أو الرقمية، تغطي السباقات، وأزياء المشاهير، وقصص الفرسان والمدربين، وحتى رهانات الجماهير. كما أنّ وسائل التواصل الاجتماعي باتت جزءاً لا يتجزأ من الحدث، حيث يتفاعل المشجعون مع أبرز اللقطات ويناقشون مجريات السباقات في الوقت الفعلي. في كل عام، يحقق المهرجان أرقاماً قياسية في نسب المشاهدة والبث المباشر، ما يعكس تعطش الجمهور لمزيج الإثارة والتقاليد الذي يقدّمه هذا الحدث العريق.

في الختام

بين صيحات الجماهير، وأصوات الخيول المندفعة نحو خط النهاية، وإيقاع الموضة الفاخر، يبقى هذا المهرجان حدثاً فريداً يعكس شغف بريطانيا العميق بهذه الرياضة، ويؤكد أنّ السباق لا يكون دائماً على المضمار، بل في رسم لحظات لا تُنسى، تُسجلها صفحات التاريخ عاماً بعد عام.

اقرأ أيضاً: جزيرة السعديات أبوظبي: أيقونة السياحة الفاخرة على شواطئ الخليج

X