أشارت دراسة جديدة إلى أن شرب مياه الصنبور قد يعرض ملايين سكان المملكة المتحدة لخطر أكبر للإصابة بالخرف بسبب انخفاض مستويات المعادن.
ويعتقد العلماء أن حوالي 40% من سكان المملكة المتحدة قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالخرف لأن مياه الشرب الخاصة بهم قد تحتوي على مستويات منخفضة من الكالسيوم والمغنيسيوم، وفقاً لما نقله موقع “ميرور“.
وقد يكون ملايين السكان الذين يعيشون في منطقة “مياه أكثر نقاء” أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض التنكسي لأن هذه المعادن قد يكون لها تأثير وقائي على الدماغ، ويرجع ذلك إلى المستويات المنخفضة التي قد تتسبب في تآكل الأنابيب بشكل أسرع، وبالتالي السماح للعناصر السامة مثل الرصاص بالدخول إلى الجسم.
وجدت البيانات أن سكان المملكة المتحدة الذين يشربون مياه عذبة، والتي تتراوح بين صفر و60 ملغم من كربونات الكالسيوم لكل لتر من الماء، لديهم خطر أعلى بنسبة 34% للإصابة بالخرف الوعائي مقارنة بأولئك الذين لديهم مصدر مياه عسير، والذي تم تعريفه بأنه بين 120 و300 ملغم / لتر.
والماء العسر أو المياه العسرة هو الماء الذي يحتوي على محتوى معدني عالي، ويتم تشكيل الماء العسر عندما يتم ترشيح المياه من خلال رواسب الحجر الجيري والطباشير التي تتكون أساسا من الكالسيوم وكربونات المغنيسيوم.
كما ارتبطت تركيزات الكالسيوم المنخفضة بارتفاع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 63% وزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بنسبة 53%، وارتبطت مستويات المغنيسيوم المنخفضة بارتفاع خطر الإصابة بمرض الزهايمر (الخرف) بنسبة 25%.
وتشمل مناطق المياه العذبة اسكتلندا ومعظم يوركشاير وكورنوال والسواحل الغربية والجنوبية لويلز، حيث وجدت الدراسة أن السكان الذين لديهم مياه صافية لديهم تغييرات هيكلية في أدمغتهم في عشرين منطقة مختلفة.
واستندت الدراسة إلى بيانات من ما يقرب من 400,000 شخص في المملكة المتحدة وأجراها فريق من العلماء من إمبريال كوليدج لندن والصين.
قال الدكتور توم روس، مدير مركز أبحاث الخرف في اسكتلندا: “هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به بشأن أي عامل بيئي قد يكون مرتبطاً بالخرف، وهذا يوضح أن الماء قد يكون جزءاً من ذلك. من المهم أن ندرك أن الدراسة لا تثبت أن نوع الماء يساهم في تطور الخرف”.
وأوضح: “لا يزال هناك خطر أكبر بكثير للإصابة بالخرف من عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم ولا ينبغي لمعظم الناس أن يقلقوا كثيراً بشأن التأثير الذي قد تحدثه مياه الصنبور. إذا كان لها أي تأثير، فسيكون صغيراً جداً”.
وتعد هذه واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في التأثير المحتمل للكالسيوم في مياه الصنبور على مرض التنكس العصبي، وقال علماء من كلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ: “نقدم أدلة جديدة حول التأثير الضار للمياه العذبة على الأمراض العصبية التنكسية التي تسلط الضوء على أهمية تحسين معايير جودة المياه لضمان الفوائد الصحية طويلة الأمد”.
من جهة أخرى، فقد انتقد علماء آخرون بحثهم وزعموا أن الطريقة التي أجروا بها الدراسة كانت “مثيرة للمشاكل”.
وقالت الدكتورة إيما أندرسون، الأستاذة المساعدة لعلم الأوبئة في كينجز كوليدج لندن: “بشكل عام، أعتقد أن هذه دراسة أجريت بشكل سيئ ولا ينبغي لنا استخدامها لتقييم ما إذا كان ينبغي أخذ عسر الماء على محمل الجد”.
اقرأ أيضاً: اكتشاف جثة امرأة في مرحاض مغلق بمطعم!