في وقت تتنامى فيه أزمات الطاقة على مستوى العالم، يقف الملايين من الناس على حافة التساؤل التالي: كيف يمكن النجاة من شتاءٍ باهظ التكاليف؟ فالأجهزة المنزلية التي باتت جزءاً من الحياة اليومية، تتحول إلى عبء خفي يثقل كاهل الفواتير.
لكن وبصورة مفاجئة، كشفت دراسة حديثة أن عدد كبير من البريطانيين لا يملكون معرفة بتكاليف تشغيل الأجهزة الكهربائية المنزلية، في ظل أزمة الطاقة الحالية، وبيّنت الدراسة التي شملت 2000 حامل حسابات طاقة أن ما يقارب 42% منهم يجهلون تكاليف تشغيل الأجهزة الكهربائية ذات الاستهلاك العالي، مثل الغسالات، والنشافات وغيرها.
وأظهرت الدراسة أن 75% من المشاركين ليسوا واثقين من معرفتهم بالتكاليف اليومية لهذه الأجهزة، بينما يعتقد فقط 22% منهم أنهم قادرون على تحديد الإنفاق السنوي.
اقرأ أيضاً: بريطانيا تسعى لتوليد مستويات قياسية من الطاقة الشمسية
وما يثير الاهتمام، أن 16% من المشاركين اعترفوا بأن معرفتهم بممارسات الكفاءة في استهلاك الطاقة لم تتحسن منذ أن بدأت التكاليف في الارتفاع، وذلك بسبب عدم معرفتهم بأي نصائح أو معلومات (15%).
وعلى الرغم من ذلك، أقرّ 35% بأنهم لا يزالون لا يقومون بفصل الأجهزة عن الكهرباء ويتركونها في وضع الاستعداد، بغض النظر عن التكاليف المرتبطة بذلك.
وجاءت هذه الدراسة بتكليف من شركة “يوليتيتا إنيرجي” (Utilita Energy)، بمناسبة إطلاق قائمتها “باور برايس ليست” (Power Price List)، التي تضم 76 جهازاً كهربائياً منزلياً شائع الاستخدام، وتوضح تكلفة تشغيل كل جهاز لكل دقيقة أو لكل دورة، أو عند تركه في وضع الاستعداد.
وقد أظهرت القائمة أن تكلفة تشغيل الغسالة تبلغ عادةً 21 بنساً لكل دورة، والنشافة 53 بنساً، والدش الكهربائي 34 بنساً.
اقرأ أيضاً: ما نسبة الارتفاع المرتقب لفواتير الطاقة في بريطانيا؟
وفي حديثه حول ذلك، أشار بيل بولين (Bill Bullen)، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، إلى أن هناك فرصة حاسمة بين الآن وبداية فصل الشتاء لتوعية الأسر بتكاليف تشغيل الأجهزة وكيفية تحقيق توفير يصل إلى 20%.
وقال: «كل قرش يهم مع اقتراب الأشهر الباردة، وتكشف دراستنا أن ملايين الأسر ستستفيد من معرفة تكاليف تشغيل الأجهزة الكهربائية وكيفية تحقيق توفير ملحوظ»، مضيفاً: «نعتقد أن قائمة “باور برايس ليست” هي الجزء المفقود من اللغز للمستهلكين، وأنها ستوفر للأسر الفرصة لإحداث تغيير حقيقي. العادات مثل ترك الأجهزة في وضع الاستعداد أو ترك الأضواء في الغرف غير المأهولة تزيد التكاليف، ولكن التغييرات البسيطة مثل استبدال الفرن بمقلاة هوائية أو طباخة بطيئة قد تغطي تكلفة تدفئة المنزل لأسبوعين».
اقرأ أيضاً: أفضل وأسوأ موردي الطاقة في بريطانيا
ووجدت الدراسة أن 61% من المشاركين لاحظوا زيادة في النصائح المتعلقة بممارسات الكفاءة في استهلاك الطاقة منذ بداية أزمة الطاقة العالمية في عام 2021، لكن 84% من المشاركين يعتقدون أن الأشخاص أو العلامات التجارية التي تقدم نصائح حول كفاءة الطاقة يجب أن تكون مؤهلة للقيام بذلك.
ومن بين هؤلاء الذين وسّعوا معرفتهم حول كفاءة استهلاك الطاقة، 74% قاموا بتطبيق ممارسات معينة في منازلهم، مثل ضبط المؤقت على 4 دقائق للاستحمام (37%)، فصل الأجهزة غير المستخدمة عن الكهرباء (71%)، وضبط درجة الحرارة على 18-21 درجة مئوية (77%)، ونتيجة لذلك، قال 60% من المشاركين إن هذه الممارسات ساهمت في تقليل تكاليف الطاقة الإجمالية لديهم.
اقرا أيضاً: بريطانيا: شركة بريتيش غاز تقدم خصم 50% على الكهرباء في يوم الميلاد
أجريت الدراسة بواسطة موقع “وانبول” (OnePoll.com)، وأظهرت البيانات أن 49% من المشاركين يرون أن تحقيق توفير مالي هو الحافز الأكبر لتبني عادات جديدة لتوفير الطاقة، وعلاوة على ذلك، فإن 58% من المشاركين مدفوعون بالاعتبارات المالية لاعتماد ممارسات أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
هذا وصرحت إيلا جونز (Ella Jones)، مديرة الاستدامة في “يوليتيتا”، بأن قائمة “باور برايس ليست” قد أعدت بواسطة فريق من خبراء كفاءة استهلاك الطاقة الرائدين في المملكة المتحدة على مدى سنتين، وسيتم تحديثها كل ثلاثة أشهر لتعكس أحدث بيانات سقف الأسعار، مضيفةً: «سنقوم بتتبع عدد المستهلكين الذين يستخدمون هذه الموارد، وسيمكننا من خلال التعليقات تطويرها وتوسيعها مع مرور الوقت».