سمع معظمنا مقولة: “الجري يمنحك قوة وطاقة” أو “ممارسة الرياضة تسبب الإدمان”، ولكن بالنسبة للكثيرين منا، من الصعب أن نتقبّل أو نحبّ التمرين الرياضي.
نرغب جميعًا في التمتع بصحة جيدة وهو ما يستوجب المواظبة على ممارسة الرياضة. مع ذلك، يواجه الكثير منا مشكلة في إيجاد الدوافع التي تشجعهم على الالتزام بالتمرينات الرياضية والقيام بها بشكل دوري. هل تكره القيام بالتمارين الرياضية؟ في هذا المقال سنتعرف معاً على أهم النصائح لاستعادة حماسك.
في مقال نشرته مجلة “سيكولوجي توداي” قالت كريستين كارتر إن هناك ثلاث مجموعات من الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالتمرين أو ممارسة الرياضة:
مجموعة “أنا أحب الرياضة”، تشمل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم ومستمر وإذا ابتعدوا عنها فإنهم يحاولون إجراء بعض التعديلات في حياتهم للمحافظة عليها.
مجموعة “يجب أن أمارس الرياضة”، تشمل الأشخاص الذين يعرفون فوائد الرياضة الصحية وبأنها تحسّن نوعية الحياة. لذلك، تعتبر الرياضة بالنسبة لهم واجب روتيني يقومون به ولكن بشكل متقطع.
مجموعة “لا تهمني الرياضة”، تشمل الأشخاص الذين على الرغم من أنهم يعرفون أنه ينبغي عليهم ممارسة الرياضة، ألا إنهم لا يرون أنفسهم مؤهلين لذلك. كما أنهم يعتقدون أنه من الأفضل الابتعاد عنها جملة وتفصيلاً.
بعض محاولات التغيير لا تنجح
حاولت العلوم الاجتماعية وعلم النفس وعلوم التمرينات والتخصصات الأخرى إقناع الناس بممارسة المزيد من التمارين. ومع ذلك، فإن النسبة المئوية للأفراد الذين يقومون بالتمارين الصحية على أساس منتظم منخفضة للغاية- حوالي 20 بالمائة وربما أقل.
من بين جميع البرامج والاستراتيجيات التي تمت تجربتها، تبرز ثلاثة أنواع مختلفة:
يعمل البعض على تثقيف الناس حول فوائد التمارين الرياضية. لسوء الحظ، فإن هذا النهج لا يساعدهم على الإعجاب بالرياضة أو الشعور فجأة بالقدرة على ممارستها.
تم إنشاء العديد من البرامج على مستوى المجتمع، كبرامج البحث التي تقدّم الاقتراحات لمجموعة “يجب أن أمارس الرياضة” لتجربتها.
الغالبية العظمى من هذه البرامج لا تخلق الأفراد الذين يحبون ممارسة الرياضة وفي كثير من الأحيان، ينتهي جهد التمرين بمجرد انتهاء البرنامج.
القيام بجهود لجعل ممارسة الرياضة أكثر متعة، مثل إعداد المسابقات والمكافآت لجعلها أكثر اجتماعية. يستجيب بعض الأشخاص جيدًا للمنافسة ولعدّ الأشياء، سواء تعلق الأمر بعدد الخطوات أو الدقائق التي يستغرقها التمرين أو الأرقام على المقياس. ولكن لسوء الحظ، غالبًا ما تزول المتعة وتختفي عادة التمرين مع انتهاء المسابقات.
لا نستطيع الإنكار أن هذه البرامج تنجح أحيانًا. فبعض الأشخاص يكتشفون أنهم يحبون الفوائد التي يحصلون عليها من الجهد المبذول، ويريدون الاستمرار فيه، كما إنهم ينتقلون من التركيز على الألم والإزعاج الناتج عن ذلك إلى الاستمتاع، ثم يتمكن البعض من الاستمرار حتى بعد توقف البرنامج الذي اشتركوا فيه.
لماذا لا يوجد نجاح أكبر مع البرامج المدارة؟
التحفيز الجوهري والظاهري
وفقا للأبحاث فإن البرامج المطبقة تعتمد على الدافع الظاهري. لذلك إكمال البرنامج أو بذل جهد مؤقت غالبًا ما يعتمد على تلقي نوع من المكافأة ويختفي الحافز بمجرد اختفاء المكافأة.
يتم تقديم طريقة مختلفة للتعامل مع هذا من خلال عدد لا يحصى من النظريات المتعلقة بتغيير السلوك. تركّز معظم النظريات إن لم يكن جميعها على الدافع الجوهري كمحرك موثوق به إلى حد ما لتغيير السلوك. يتضمن الدافع الجوهري القيام بشيء ما مقابل مكافأة داخلية مرتبطة بالشعور بالكفاءة والرضا.
٣ مفاهيم مهمة للدافع الجوهري
يمكننا استخدام مفهوم الدافع الجوهري في نظريات تغيير السلوك لمساعدة الناس على التحول من الشعور بمستوى معين من الرهبة من التمرين إلى التسامح أو حتى الحماس حيال ذلك. هنا، تبرز ثلاثة مفاهيم.
إنشاء قيمة أساسية يمكن أن تدفع إلى تغيير السلوك المرغوب لتشمل المزيد من الحركة أو التمرين. يمكن أن يشمل ذلك التفكير بعمق في الإنجازات التي نعتبرها ضرورية لأنفسنا. بعد ذلك، من الممكن أن يتم إرشادك لتحديد الإجراءات أو المهارات التي ستكون مطلوبة لجعل هذا حقيقة واقعة.
استخدام مفهوم باندورا للكفاءة الذاتية بنجاح للتنبؤ بالنتائج الإيجابية في تغيير السلوك، بما في ذلك التمرين. هنا، كان أقوى مؤشر على النجاح هو تطوير مشاعر إتقان السلوك الجديد. هذا يبدو منطقيًا. يخبرنا البحث أيضًا أن الكثير من الناس لا يشعرون بالصحة الكافية أو المعرفة الكافية لممارسة الرياضة بشكل صحيح.
إحدى الطرق الفعالة جدًا لتطوير الكفاءة الذاتية هي تقسيم النشاط إلى تغييرات صغيرة يمكن التغلب عليها واحدة تلو الأخرى.
تطوير التعاطف مع الذات هو مفتاح آخر. مرة أخرى، هذه عملية داخلية يتعلم فيها الفرد أن الفشل يمكن أن يكون تجربة تعليمية وليس نهاية الطريق. بالإضافة إلى ذلك، من المهم معرفة أن تغيير السلوك أمر صعب. ومسامحة الذات هي مهارة مهمة يجب تطويرها مع الآخرين.
هل يمكن تدريس الدافع الجوهري؟
أولئك الذين يحبون ممارسة الرياضة يعرفون بالفعل أهمية الدافع الجوهري. يستمرون بالقيام بالتمارين حتى في الأيام السيئة لأنهم يقدّرون النتائج التي يحصلون عليها لأنفسهم. يتعلمون كيفية تجنب الملل والإرهاق والإحباط أثناء ممارسة الرياضة. هذه المهارات هي التي تجعلهم يعودون لممارسة الرياضة بعد انقطاع وهي التي يجب تعليمها للآخرين باستخدام توجيه مدروس نحو تركيز داخلي بدلاً من التركيز الخارجي.