يواجه الآباء في المملكة المتحدة تحديات مالية متزايدة بسبب ارتفاع أسعار حليب الأطفال، حيث أشار تقرير صادر عن هيئة المنافسة والأسواق (CMA) إلى أن الاختلاف في الأسعار بين العلامات التجارية يمكن أن يكون له تأثير مالي كبير على الأسر، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح التقرير أن بعض الآباء يعتقدون أن العلامات التجارية الأغلى تقدم جودة غذائية أفضل، رغم أن جميع التركيبات تخضع لنفس المعايير الغذائية القانونية.
ومن خلال التحول من العلامات التجارية المميزة إلى العلامات التجارية ذات الأسعار المنخفضة، مثل (Little Steps)، يمكن للآباء توفير ما يصل إلى 300 جنيه سنويًا مقارنة بشراء (Aptamil)، العلامة التجارية الرائدة في السوق.
وإذا اختاروا التحول من (Aptamil Advanced) إلى (Little Steps)، يمكن أن تصل المدخرات إلى 540 جنيهًا سنويًا، مما يخفف من الأعباء المالية التي تواجهها العديد من العائلات.
اقرأ أيضاً: مع ارتفاع أسعار الوقود في المملكة المتحدة: 5 نصائح ذهبية لتوفير البنزين
وأشار التقرير أيضًا إلى أن بعض العائلات تضطر إلى تقليل نفقاتها على المواد الغذائية الأساسية لتغطية تكلفة حليب الأطفال، خاصة وأن بعض العلامات التجارية تتجاوز تكلفتها الأسبوعية قيمة المساعدات الحكومية.
وأوضح أن الشركات المصنعة غالبًا ما تقدم مستحضراتها للمستشفيات بأسعار أقل من السوق، مما يجعل الأهل يميلون إلى الاستمرار في استخدام نفس العلامة التجارية بعد مغادرة المستشفى.
واقترح التقرير أن تقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بتوفير تركيبة حليب غير تابعة لأي علامة تجارية لخفض التكاليف وتقليل التأثير التجاري على الأهل. ولمواجهة هذه المشكلة، أوصت الهيئة بوضع سياسات جديدة، مثل تقديم الحليب في عبوات محايدة داخل المستشفيات وتقليل تأثير العلامات التجارية على قرارات الآباء.
كما دعت إلى السماح للأهل باستخدام نقاط الولاء والقسائم عند شراء حليب الأطفال في المتاجر، مع الإبقاء على القيود المفروضة على الخصومات والعروض الترويجية لتشجيع الرضاعة الطبيعية.
اقرأ أيضاً: تطبيقات توفير المال التي تساعدك على خفض تكاليف الإنفاق اليومي في بريطانيا!
ورغم أن القانون البريطاني يفرض رقابة صارمة على تسويق حليب الأطفال، إلا أن الأسعار استمرت في الارتفاع بنسبة 25% خلال العامين الماضيين، بسبب هيمنة ثلاث شركات كبرى – نستله، كينداميل، ودانون – على 90% من السوق، مما أدى إلى قلة المنافسة وارتفاع الأسعار.
ولم يوصِ التقرير بفرض سقف للأسعار، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لضمان عدالة التسعير للأهالي.
كما أوصى التقرير بأن تحمل عبوات الحليب في المتاجر جميع المعلومات الغذائية دون ادعاءات تسويقية غير قابلة للتحقق بسهولة، بالإضافة إلى توسيع الحظر على الإعلانات ليشمل حليب الأطفال المخصص لما بعد الرضاعة.
وأكدت المديرة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، سارة كارديل، أن العديد من الآباء يختارون علامة تجارية بناءً على معلومات غير مكتملة، معتقدين أن السعر الأعلى يعني جودة أفضل، رغم أن جميع الأنواع تلبي الاحتياجات الغذائية الأساسية للأطفال وفقًا لتوصيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
في المقابل، رحب وزير الصحة العامة، آشلي دالتون، بنتائج التقرير، مشددًا على ضرورة ضمان توفر حليب أطفال عالي الجودة وبأسعار معقولة للعائلات التي لا تستطيع الرضاعة الطبيعية أو تختار عدمها. وأكد أن الحكومة ستدرس التوصيات بعناية ضمن خطتها لتحسين صحة الأطفال وضمان أفضل بداية لهم في الحياة.
بدورها، علّقت شركة “دانون” – المالكة للعلامة التجارية (Aptamil) – على التقرير قائلة إن عدم السماح باستخدام نقاط الولاء لشراء حليب الأطفال يضع الآباء في موقف غير عادل، مشددةً على أهمية دراسة الحكومة لكيفية تنفيذ توصيات الهيئة لدعم العائلات بشكل أفضل.
ومع استمرار ارتفاع الأسعار، يصبح من الضروري إعادة النظر في سياسات تسعير حليب الأطفال لضمان حصول جميع الأطفال على تغذية متوازنة دون تحميل الأهالي أعباء مالية إضافية.
اقرأ أيضاً: متاجر ليدل تفتتح 9 فروع جديدة في بريطانيا.. إليك قائمة المناطق
اقرأ أيضاً: أرخص المناطق لشراء منزل لأول مرة في بريطانيا
