منذ عشر سنوات لم تكن حياتنا بالشكل الذي اعتدنا عليه اليوم، حيث كانت أغلب الهواتف في ذلك الوقت تتمتع بمواصفات متواضعة ومحدودة، ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت بهذا الشكل الكبير.
فجميع الأشياء التي اعتدنا عليها اليوم وألفناها هي عبارة عن تقنيات تطوَّرت وتبلورت خلال العشر سنوات الماضية، كل هذا يفتح الباب لسؤال هام هو “كيف ستبدو حياتنا في الخمس سنوات القادمة؟
كانت مؤسسة جارتنر للأبحاث قد استعرضت مجموعة من التقنيات التي قد تبصر النور خلال السنوات الخمس القادمة، وذلك رغم تغاضي الكثير من الناس عنها خلال الفترة الحالية.
ويجدر برؤساء تقنية المعلومات أن يأخذوا الوقت الكافي لدراسة كافة سيناريوهات “ماذا لو” الممكنة، وذلك لتجنب مواجهة أي صدمات ناجمة عن اختراقات اجتماعية أو سلوكية أو تقنية”.
في هذا التقرير سنتعرف معاً على أهم التقنيات القادمة التي يجب أخذها في الاعتبار وهي:
- تجربة العمل ضمن بيئة ميتافيرس
تعتبر “جارتنر” بيئة ميتافيرس بكونها المستوى التالي من التفاعل ضمن العالمين الافتراضي والحقيقي. واليوم، تعمل المؤسسات على تسخير تقنيات ميتافيرس لتقديم تجربة أفضل مع التفاعل والمشاركة والاتصال لفريق العمل لديها من خلال إتاحة تجربة بيئة عمل غامرة ضمن مكاتبها الرقمية واستخدام تجربة الاستخدام الداخلي لتقنيات ميتافيرس والتي تعرف باسم “إنترافيرس”.
وتتوقع “جارتنر” أن تستحوذ مساحات العمل الافتراضية على قرابة 30% من النمو في استثمارات تقنيات ميتافيرس وستسهم في إعادة صياغة تجربة العمل المكتبي حتى العام 2027.
- السيارات الطائرة
المركبات الطائرة ذاتية القيادة أو المركبات الجوية غير المأهولة مخصصة لنقل الركاب ولمسافات قصيرة بشكل رئيسي في المناطق الحضارية. وهذا يتضمن الطائرات ذاتية التشغيل التي يشار إليها أحيانا باسم “السيارات الطائرة” أو “مُسيّرات نقل الركاب” وهي مصممة للعمل دون الحاجة إلى وجود طيار بشري. وتعمل مجموعة من الشركات على تصاميم طائرات جديدة تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي لتقديم وسائل نقل جوي أسرع، وأقل كلفة وأكثر أماناً وأقل تأثيراً على البيئة بانبعاثات الكربون، لا سيما في الأماكن المزدحمة. ومن المتوقع أن تبدأ خدمات التاكسي الطائر بالظهور خلال العام 2024.
وبالإضافة إلى التحديات التنظيمية المحتملة، لا بد للرؤساء التقنيين أن يبدأوا في دراسة مشكلات النقل – سواء نقل الركاب أو البضائع – التي يمكن إيجاد حلول لها بواسطة هذه الفئة من المركبات.
- اقتصاد الانسان الرقمي
تبدو استخدامات الانسان الرقمي غير محدودة، وتشمل خدمات الرعاية الصحية والمؤثرين الافتراضيين وتدريب الموارد البشرية، وحتى ربما “إعادة الحياة” لمن فارق الحياة. إذ يتيح اقتصاد الانسان الرقمي فرصة إنشاء منظومة بيئة رقمية حديثة تعتمد على التقنية التي تجمع بين الأشخاص والمؤسسات للابتكار والتفاعل بطرق جديدة.
وتشير توقعات “جارتنر” إلى أنه وبحلول العام 2035 فإن اقتصاد الانسان الرقمي سيصل إلى عتبة 125 مليار دولار ويواصل نموه.
- المؤسسات المستقلة اللامركزية
تمثّل المؤسسات المستقلة اللامركزية فئة جديدة من نماذج المنظمات الناشئة في سوق خدمات تقنية المعلومات. وتعرّف “جارتنر” هذه المؤسسات بأنها كيانات رقمية تعمل ضمن منظومة سلسلة الكتل “البلوك تشين” يمكنها المشاركة في التفاعلات التجارية مع غيرها من المؤسسات المستقلة اللامركزية والوكلاء الرقميين والبشريين، والشركات، دون الحاجة للإدارات البشرية التقليدية.
- إعادة الشحن اللاسلكي للمركبات الكهربائية
بعد أن يصبح الشحن اللاسلكي متاحا، فإنه سيكون مفيدا للغاية بالنسبة لأساطيل المركبات مثل الحافلات وسيارات الأجرة. إذ يمكن لهذه المركبات أن تحقق الاستفادة القصوى من هذا الشحن الديناميكي لتوسيع نطاق العمل وخفض التكاليف.
وعليه، فإن استخداماتها في نطاق المنشآت السكنية سوف يكون أكبر أسواق حلول الشحن اللاسلكي للمركبات، حيث سوف يصبح بإمكان مُلّاك المركبات الكهربائية الاستمتاع بالسهولة النسبية لإمكانية شحن مركباتهم دون الحاجة لتوصيلات الكابلات. ومع ذلك، فإن “جارتنر” تتوقع في مرحلة لاحقة أن تتفوق التجمعات السكنية الخاصة ومواقع الحرم الجامعي على المنشآت السكنية من حيث الحجم.
- الغرافين بديلا للسيليكون
خلال السنوات السبع إلى العشر القادمة، تبدو الفرصة سانحة جدا لظهور الترانزستورات الكربونية ذات تأثير المجال وتحلّ محل ترانزستورات السيليكون التقليدية عندما تصل إلى الحد الأدنى للحجم. ويعتبر الغرافين أحد الأمثلة على ذلك، وهو مادة سميكة أحادية الذرة من الكربون النقي، مرتبطة مع بعضها في تشكيل سداسي يشبه تركيب شبكة خلايا النحل. ويمكن أن تأخذ مادة الغرافين مكان أجهزة السيليكون الحالية، وخاصة في مجال أجهزة الاتصال اللاسلكي، حيث يمكن لترانزستورات تأثير المجال أن تتحمل عبء تيارات أعلى خاصة في المناطق الصغيرة، مما يتيح معالجة فائقة السرعة.
- تقنيات قابلة للاستهلاك
ماذا لو استطاعت صناعة التقنيات أن تحاكي منحى صناعة الأزياء، بأن نشهد تطبيقات “استهلاكية” يمكن أن تصمم، وتستخدم، ومن ثم يتسنى التخلّص منها بسرعة؟
ففي حين أن قابلية توظيف العناصر التجارية لا تزال الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر، فإن الفرصة تبقى سانحة أمام الرؤساء التقنيين للانتقال بذلك إلى المستوى التالي والاستعداد للمرونة التي يمكن أن تقدمها التقنيات القابلة للاستهلاك.