هالة خياط سورية ومقيمة في دولة الإمارات، وهي المديرة الإقليمية للمنصة العريقة “آرت دبي- Art Dubai”، مسيرتها حافلة بالانجازات والنجاحات فهي فنانة راقية وخبيرة عالمية بكل أنواع الفنون والمعارض.
السيدة خياط باحثة في الفن العربي والشرق الأوسط الحديث والمعاصر، ولعبت دورًا رئيسيًا في توسيع وعولمة سوق الفن في الشرق الأوسط داخل الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
تخرجت السيدة خياط من كلية الفنون الجميلة “قسم الاتصالات البصرية” من جامعة دمشق، ثم حازت على الماجستير في دراسات التصميم من الجامعة العريقة “سنترال سان مارتين” في لندن.
شغلت السيدة خياط عدداً من المناصب في عالم الفنون والصحافة، التي شملت منصب مستشارة فنية في صالة بيت الفن “آرت هاوس” للفنون التشكيلية في العاصمة السورية دمشق. وثم انتقلت إلى دولة الإمارات وتحديداً إلى دبي وانضمت إلى “دار كريستسز للمزادات” كونها أخصائية مشاركة في مجال الفنون الشرق أوسطية والإيرانية المعاصرة، وقضت في الدار 14عاما وسبرت أغوار الفنون العالمية.
عشقت هالة خياط حكايات الفنون وتاريخها بكل أطيافها الممتد بين مشارق الأرض ومغاربها، وبعد انضمامها إلى “آرت دبي”كمديرة إقليمية تعمل مع فريقها لتطوير استراتيجيات لمشاركة هواة الجمع المحليين والإقليميين. بينما يهدف “آرت دبي” إلى مواصلة تعزيز العلاقات الإقليمية والعالمية.
حاور هالة خياط : يمامة واكد
– من هي هالة خياط ، وماذا يعني الفن بالنسبة لك؟
امرأة ناشطة في عالم الفن التشكيلي و الثقافة العربية. الفن هو الحياة و المرآة في كافة المجتمعات و ما يسمو بها للأفضل فكريا و ثقافيا و اجتماعيًا.
– كيف جاءت لك فكرة العمل في مجال المزادات الفنية؟
بدايتي في عالم المزاد جاءت من حرصي على تدوين المشهد الفني العربي عالميا. أردت أن أكون الصوت و الجسر الذي انتقل بالفنون الشرق أوسطية الى العالمية.
كانت لحظة مهمة أن يلتفت الغرب الى الشرق، و كان من الضروري أن يكون لي دور في مجال المزادات الفنية.
– مسيرة حافلة بالنجاحات والإنجازات، آخرها بتسلمك لمنصب المديرة الإقليمية ل “آرت دبي” ماذا يعني لك ذلك؟
نقطة مفصلية مهمة جائت بالوقت المناسب لتكملة المسيرة الفنية، و العودة إلى تعزيز الحركة الثقافية على أرض الإمارات العربية، وهي الدولة التي أعيش فيها منذ ٢٠ سنة.
– بماذا يتميز معرض “آرت دبي” عن غيره من المعارض الفنية؟
آرت دبي : المعرض الأهم من نوعه في المنطقة العربية و الشرق أوسطية و الهند و إيران و تركيا و أفريقيا.
يعد الأهم لأنه يجمع أكبر عدد من صالات عرض الفن العالمي في مدينة واحدة هي دبي،و يتحافل مع عدد من المشاريع الثقافية و الحوارية في عالم الفن.
– كيف نجح “آرت دبي” بإزالة الحواجز وإقامة الحوار الثقافي بين دول العالم؟
من خلال النظرة الى الداخل و الخارج في الوقت الواحد، و كونه الجسر الذي يقرب الثقافات.
– هل برأيك تطور الفن العربي وانتشر عالمياً مقارنة مع الفنون العالمية الأخرى؟
طبعا فنحن بدأنا نرى متاحف عالمية تقتني أعمال عربية، مثل اللوفر و متحف جورج پامبيدو و متحف العالم العربي في باريس و متحف التايت في لندن و الميتروبوليتان في أميركا، و أصبح لديهم مجموعات من المعنيين لإنتقاء الأعمال، على سبيل المثال.
– بماذا تساهم دولة الإمارات من تعاون في مجال المعارض الفنية ل”آرت دبي” ؟
نحن نعمل مع دبي للثقافة و نطلق معهم مجموعة مقتنيات دبي، و هي الفكرة الأولى من نوعها في العالم، حيث سنطلق مجموعة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفنية.
– ماهي طموحاتك بالنسبة للفنون، ومسيرتك المهنية ؟
أن يحلق الفن العربي عالميا و يكون هناك وعي عربي فني، وأن نستطيع أن نقدم معرض ناجح يحشد جماهير مهتمة بالحركة الفنية.
– ماهي الصعوبات والتحديات التي واجهتك طيلة مسيرتك المهنية؟
الثقافة مهمة جدا بالنسبة لي، و التحدي دائما هو رفع مستوى الثقافة العربية و السعي إلى خلق مجتمع منفتح ومثقف.
– هل تختلف طبيعة العمل في دار كريستيز عن “آرت دبي”؟
“دار كريستيز” دار عريقة عمرها يفوق ٢٥٠ سنة. أما “آرت دبي” فهي شركة فتية شابة أثبت جدارتها بأقل من عقدين من الزمن، بالنسبة لي العمل هو ذاته في كل مكان، يتطلب جهد و جدية و حب وتفاني.
– هل هناك وعي كاف في المنطقة العربية للفن والصناعة الإبداعية والثقافية؟
بالتأكيد يوجد وعي مهم و كبير، و تستمر المسيرة لتعزيز الحركة الثقافية والإبداعية العربية، و يتطلب من المجتمع العربي النهوض بهذه العوالم الفنية إلى جهود جبارة مع وجود صبر ووقت للوصول إلى الوعي المثالي للفن والإبداع وضمان استمراره عبر الأجيال القادمة.
– كيف ساهمت دراستك في البلد العريق بريطانيا بتوسيع دائرة معارفك للفنون والثقافة؟
دراستي في بريطانيا وسعت آفاق الفكر بما يتعلق بالفنون المعاصرة و الوجود المباشر في حضرة متاحف و مسارح و دور عرض مهمة، وذلك كان له تأثير كبير في بناء ثقافتي الفنية الغربية.
– قمت بتطوير منهج مميز حول الفن العربي الحديث والمعاصر، هل ساهم ذلك في نشر الثقافة العربية عالمياً؟
نعم و مازلت أسعى الى تثبيت هذا المنهاج التعليمي.
– كيف أثرت الأزمات التي مرت بها الدول العربية بالنسبة لانتقال اللوحات؟
هذا سؤال يستحق موضوعا شامل للحديث بشكل أكبر عنه، الفن ينتقل بسهولة، و للأسف فقدت كثير من الدول العربية قطعاً مهمة بسبب الأزمات، فيما كان للمقتنين الجدد دور مهم في الحفاظ عليها.
– تعتبر عاصمة بلدك الأم ” دمشق” مدينة زاخرة بالتاريخ والثقافة والفن، كيف تأثرت هالة خياط بهذا النسيج الثقافي؟
أنا دمشقية في كل لحظة، دمشق مدينة لا تغادرنا، و جمالها له التأثير الأكبر في تكوين شخصيتي الفنية.
– أين وصل عمل المنظمة الغير حكومية SAFIR التي أسستها في سورية؟
سفير تهدف إلى التواصل و الحديث الدائم مع الفنانين، نحاول بالظروف التي خلقتها جائحة كوفيد أن نحافظ على لقاءاتنا وحواراتنا -ولو افتراضياً- إلى أن يتسنى لنا اللقاء من جديد، نحن مجموعة متطوعين، وأحاول أنا من مكان إقامتي وعملي بدبي أن اتواصل مع مجموعة من الفنانين الموجودين في الإمارات، و كذلك من هم في سوريا و لبنان و بعض الدول الأوروبية.
– ماهي رسالتك لنساء بلدك السوريات لتحقيق ذاتهن في الظروف الحالية التي تمر بها سورية؟
العلم و العمل و التفوق بالإثنين، أن لا يخجلن من أي موضوع يحرك هواجسهن, وأن يتابعن السعي لتحقيق أهدافهن.
– من هم أكثر المهتمين باقتناء القطع الفنية؟
الشخصيات الأكثر ثقافة و ثراء في المجتمعات.
– ما هي أكثر المواضيع المعروضة في الأعمال المطروحة بالمزادات؟
أعمال الحداثة و المعاصرة العربية.
– كيف يتم اعتماد أسعار الأعمال الفنية بالنسبة للفن الحديث أو القديم؟
كمعيار لتسعير الفن يتطلب ذلك عدة عوامل، منها المقارنة بأعمال أخرى، قياس جودة العمل، تاريخ انجازه، و طبعا الأهم موضوع العمل.
– ماهو رأيك في الحركة الفنية في الإمارات العربية المتحدة عموماً؟
ناشطة و متطورة باستمرار و فيها اكتشافات مذهلة و رائعة.
– تعتبر هالة خياط “دبي” عاصمة تجارة الفن على مستوى الشرق الأوسط، لماذا؟
بالتأكيد، دبي برهنت على مدى ١٥ عاما أنها الأهم و المركز بالنسبة لتجارة الفن، وساهم بذلك الثقة المطلقة بالحكومة لتطوير العمل في البلد وشفافيتها العالمية لإدارة الأمور العملية بمهنية عالية والتي حفزت بدورها الثقة لدى كبار تجار الفن في العالم ليتخذوا من دبي مركز لهم.
– لماذا تفتقر الدول العربية في شكل عام إلى نظام المزادات على المستوى العالمي؟
لأن المزادات تتطلب أن يمر مدة من الزمن لتقديم الأشياء و إعادة طرحها في السوق، و لكن مع ذلك يوجد مبادرات صغيرة.
– كيف يمكن لدار “أردت دبي” أن تساهم في الانتشار الثقافي في العالم؟
من خلال تعريف الجمهور العربي و العالمي على فنون بعضهم البعض
– مع كل هذا التطور الرقمي الذي نعيشه، هل لازال هناك مكانة كبيرة للفنون في المجتمع؟
نعم لا يمكن لمجتمع أن يعيش بلا فنون.
– ماهي النصيحة التي تقدميها للمرأة العربية بما أنك مثال للمرأة العربية الناجحة ؟
أن تعمل على تطوير نفسها باستمرار، في مجالات تحبها و مجالات لا تحبها، أن تسعى في كل مكان لنشر ثقافتها، و أن تتكلم اللغة العربية الجميلة و أن تعلمها لأولادها.