هل ستخوض بريطانيا حرباً ضدّ روسيا؟
تابعونا على:

أخبار لندن

هل ستخوض بريطانيا حرباً ضدّ روسيا؟

نشر

في

383 مشاهدة

هل ستخوض بريطانيا حرباً ضدّ روسيا؟

في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، وتزايد الضغوط على الحلفاء الغربيين، تبرز تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت بريطانيا ستدخل بحرب مباشرة مع روسيا أم لا.. فما هي آخر المستجدات حول هذا الأمر؟

في تصريحاته الأخيرة، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن المناقشات الحساسة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية داخل الأراضي الروسية لا تزال جارية، وحثّ لامي حلفاء كييف على إظهار «الشجاعة والصبر» في هذا الوقت الحرج.

وجاءت هذه التصريحات بعد نحو أسبوع من زيارات “لامي”، مع زعيم حزب العمال كير ستارمر، للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث فشل الجانبان في حل هذه القضية العالقة.

اقرأ أيضاً: المراجعة الشاملة خطط مبتكرة لتعزيز قدرات الدفاع البريطاني

وفي فعالية جانبية خلال مؤتمر حزب العمال في مدينة ليفربول (Liverpool) البريطانية تحدّث لامي عن كون التحديات التي تواجه أوكرانيا في حربها ضد روسيا ستصبح أكثر صعوبة مع تقدم الوقت، لا سيما مع اقتراب نهاية عام 2025 وبداية 2026، وقال: «هذا هو الوقت الحرج للتحلي بالشجاعة والصبر، والتحمل من جانب الحلفاء الذين يقفون بجانب أوكرانيا»، في إشارة إلى المخاوف التي أبداها البيت الأبيض بشأن السماح باستخدام صواريخ “ستورم شادو” لضرب أهداف داخل روسيا.

وأكد “لامي” أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يناقشون «ما قد يكون ضرورياً» لمساعدة كييف في ساحة المعركة، إضافة إلى محاولاتهم للسيطرة على خط المواجهة في الشرق الذي يتعرض لضغوط كبيرة.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي (Voldymyr Zelenskyy) مرة أخرى الرئيس الأمريكي بايدن إلى السماح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات طويلة المدى داخل روسيا، قبل لقائهما الحاسم يوم الخميس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكداً أن هذه المسألة لم تُحل بعد رغم ضغوط كير ستارمر الشخصية على بايدن قبل أيام.

ويسعى زيلينسكي للحصول على إذن لاستخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية والفرنسية والإيطالية، بالإضافة إلى صواريخ “أتاكامس” الأمريكية لضرب القواعد الجوية والأهداف العسكرية الأخرى داخل روسيا.

إذ يعتقد أن الكرملين قد يكون مستعداً للجلوس على طاولة المفاوضات إذا كانت أوكرانيا قادرة على ضرب أهداف أقرب إلى العاصمة الروسية موسكو.

اقرأ أيضاً: المملكة المتحدة تعتزم فرض العقوبات لوحدها ضد بيلاروس

وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة قدمت صواريخ “ستورم شادو” من مخزونها الخاص، إلا أن شركاءها الأوروبيين والولايات المتحدة يحتاجون إلى إعطاء إذنهم لاستخدام هذه الصواريخ داخل روسيا، فهي تعتمد على نظام توجيه أمريكي لتفادي التشويش الروسي، الذي يجعلها غير فعالة دون هذا النظام.

ووفق المعطيات، لم تحقق زيارة كير ستارمر للبيت الأبيض مع بايدن أي تقدم يذكر في هذه القضية، فيما يشير غياب أي إحاطة رسمية بعد القمة إلى عدم تحقيق اختراق حقيقي في هذه المسألة.

وحول نيّة بريطانيا خوض حرب مع روسيا، فعلى الرغم من عدم وجود خطط رسمية لبريطانيا لخوض هذه الحرب حتى الآن، تشير التصريحات الأخيرة من كبار المسؤولين البريطانيين إلى أن الاستعداد لاحتمال نشوب صراع هو موضوع حيوي، فقد حذّر رئيس الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، من ضرورة أن تكون بريطانيا جاهزة للصراع مع روسيا في السنوات القليلة المقبلة، داعياً إلى «تعبئة الأمة» للاستعداد لأي سيناريو.

ومن الملاحظ تزايد الحديث عن تعزيز القوات وتحديث الجيش البريطاني استجابةً للتوترات المتصاعدة مع روسيا، لكن رغم ذلك، فلا يوجد حالياً توجه نحو الحرب، إذ ينصب التركيز الحالي على دعم أوكرانيا وتعزيز الدفاعات المحلية بالتعاون مع الناتو والدول الأوروبية الأخرى.

اقرا أيضاً: قائد الجيش البريطاني: سنلجأ إلى التعبئة الوطنية إذا دخلت المملكة في حرب مع روسيا

وكانت قد تناولت صحيفة الإندبندنت البريطانية احتمال تورط دول أوروبية، مثل بريطانيا، في الصراع ضد روسيا في أوكرانيا، مع ظهور أسلحة غربية متطورة في ساحة القتال، مثل مقاتلات إف-16 الأمريكية ودبابات وصواريخ غربية أخرى.

وفي مقال كتبه شون أوغرادي، أشار إلى أن أوكرانيا الآن «تحارب نيابة عنا»، مؤكداً أنه في حال لم يتخذ الغرب خطوات حازمة في هذا التوقيت، «قد نجد أنفسنا في مواجهة مباشرة مع روسيا في معركة من أجل الحرية».

وأفاد أوغرادي بأنه إذا قرر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الأمريكي جو بايدن، السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى، فإن ذلك سيؤدي إلى مخاطر تصعيدية كبيرة، متسائلاً عن رد فعل موسكو بحال لجأت أوكرانيا إلى استخدام تلك الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا.

اقرأ أيضاً: اتهام 5 بلغاريين في بريطانيا بالتجسس لصالح روسيا

X