هل ستغير زيارة ستارمر إلى بروكسل نهج «بريكست»؟
تابعونا على:

أخبار لندن

هل ستغير زيارة ستارمر إلى بروكسل نهج «بريكست»؟

نشر

في

253 مشاهدة

هل ستغير زيارة ستارمر إلى بروكسل نهج «بريكست»؟

تشهد بروكسل لحظة مفصلية يقال إنها قد تمهد الطريق لإعادة هيكلة جذرية لاتفاقية «بريكست»، فهل حقّاً هذا ما سيحدث؟ وهل يمكن للحكومة البريطانية الجديدة  أن تجد توازناً بين الضغوط الأوروبية والسياسية المحلية؟ إليكم التفاصيل!

يستعد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لاجتماع مهم مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين (Ursula von der Leyen)، في بروكسل هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يشكل اللقاء خطوة تمهيدية نحو إعادة هيكلة محتملة لاتفاقية «بريكست» في الربيع المقبل.

وتأتي هذه التحركات وسط تحذيرات بأن تعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون ضرورياً في ظل بحث حكومة ستارمر عن نمو اقتصادي.

اقرأ أيضاً: بريكست تخنق الاقتصاد البريطاني من جديد

وعلى الرغم من أن الاجتماع يعتبر خطوة حيوية، إلا أن وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر (Yvette Cooper)، لا تزال تعارض بشدة أي اتفاق يسمح بحرية أكبر لتنقل الشباب بين أوروبا والمملكة المتحدة، وهو بند يعتبره الدبلوماسيون الأوروبيون عنصراً أساسيّاً في فتح حوار أكثر جدية في الربيع.

وومن جانبه، أشار السفير الأوروبي لدى المملكة المتحدة، بيدرو سيرانو (Pedro Serrano)، إلى اقتراح يقضي بإطلاق برنامج محدود لتنقل الشباب يتيح للأوروبيين قضاء عام فجوة في بريطانيا بسهولة أكبر، والعكس صحيح، إلّا أن ستارمر رفض أي اتفاق أوسع نطاقاً، ما أثار الشكوك في بروكسل حول جدية المملكة المتحدة في تعزيز روابطها مع الاتحاد الأوروبي.

يعدّ هذا الاجتماع جزءاً من سلسلة محادثات تمتد خلال فصل الخريف، ويُتوقع أن تُمهد الطريق لقمة أوروبية بريطانية في الربيع، وهذه القمة ستجمع بين ستارمر ورؤساء المؤسسات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي القادم، أنطونيو كوستا (António Costa).

ويُنظر إلى أي اتفاق محتمل بشأن تنقل الشباب تحت سن الثلاثين كاختبار لمدى جدية ستارمر في تحقيق إعادة صياغة للعلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد أعرب الدبلوماسيون الأوروبيون عن استيائهم من وصف الحكومة البريطانية لهذا المقترح بأنه «حرية حركة للأشخاص»، مؤكدين أن البرنامج سيكون محدوداً في الوقت والفئة العمرية.

وفي هذا السياق، صرح أناند مينون (Anand Menon)، مدير مؤسسة “المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة” (UK in a Changing Europe)، بأن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماماً خاصاً لمسألة تنقل الشباب، حيث يعتبرها اختباراً لحسن النية، وأضاف: «الأمر يبدو كما لو أن الاتحاد الأوروبي يقول: إذا كانت المملكة المتحدة جادة، فستقدم بعض التنازلات في هذا المجال».

اقرأ أيضاً: بريكست المتهم الأول بتراجع الاقتصاد البريطاني.. فما هي أكثر القطاعات تأثراً؟

وعلى الرغم من ذلك، تظل الحكومة البريطانية مترددة في التوصل إلى اتفاق حول تنقل الشباب، حيث تواجه معارضة قوية من داخل حزب العمال، خاصة من قبل كوبر التي تسعى لتقليص الهجرة، فيما أشار أحد المطلعين على الشأن إلى أن «هناك لوماً على كوبر لعدم القدرة على تحقيق المزيد في هذا الشأن، لكنهم يعلمون أن عليهم تمرير اتفاق حول تنقل الشباب للحصول على أي شيء من الاتحاد الأوروبي».

ومن جهة أخرى، لا يبدو أن حزب العمال يفكر في إعادة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي أو السوق المشتركة للاتحاد الأوروبي، وهي الإجراءات الوحيدة التي قد تؤدي إلى تحسين آفاق النمو الاقتصادي، كما يشهد الحزب بعض الحيرة حول استعداد ستارمر لتحمل المخاطر السياسية من أجل تحقيق إعادة صياغة كبيرة لاتفاق «بريكست» في الربيع.

ورغم تلك التحديات، رحب أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي بمقترح فون دير لاين لإعادة ضبط العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أهمية تقديم لندن لمقترحات ملموسة، وقال الدبلوماسي: «نحن نفتقد بريطانيا العظمى في العديد من القضايا في مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، ومن المهم جداً تحسين العلاقات، لكن يجب أن نتذكر أن المملكة المتحدة هي التي قررت الانسحاب».

يشار إلى أنه منذ استفتاء عام 2016 ما تزال موضوعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» تشكل نقطة جدل كبيرة بين المملكة المتحدة والدول الأوروبية، وبينما سعت حكومة المملكة المتحدة لإعادة تعريف علاقاتها مع أوروبا عبر اتفاقية انسحاب رسمية في عام 2020، إلا أن الجدل حول جوانب عديدة من هذه العلاقة لا يزال قائماً، بدءاً من القضايا التجارية والجمركية وصولاً إلى قضايا التنقل والهجرة.

اقرأ أيضاً: لأول مرة في حملته الانتخابية: زعيم حزب العمال يتعهد بتقليص الهجرة إلى بريطانيا

X