التعادل كان هو الحاسم في مواجهة ديربي مدريد لهذا الموسم بمرحلة الذهاب، هدف إيدير ميليتاو بعد عرضية فينيسيوس جونيور كانت كفيلة بفتح عداد المباراة، بعدها اتجهت المباراة للتوقف الإضطراري بعد رمي جماهير أتلتيكو مدريد لولاعات وأشياء مؤذية على حارس ريال مدريد كورتوا، ليقرر حكم المباراة بوسكيتس توقيف المباراة حفاظاً على سلامة اللاعبين عند الدقيقة 71، وتستأنف المباراة بعدها ويتمكن أتلتيكو مدريد من تعديل النتيجة عن طريق لاعبه إنخيل كوريا، وتنتهي أول ملحمة ديربي بالتعادل الإيجابي بين الفريقين، ويكون المستفيد الأول هو فريق برشلونة الذي ينفرد بالصدارة بفارق ثلاث نقط عن القاني ريال مدريد، ومن الممكن أن تكون هذه المباراة هي المباراة الفاصلة في سباق الدوري بنتيجتها.
ديربي مدريد، المباراة الأكبر في العاصمة الإسبانية تحمل في طياتها إرث عظيم من التاريخ الرياضي والتنافس الجميل بين قطبي المدينة، أحمر المدينة أتلتيكو مدريد “روخيبلانوس” يريد بتقعاداته الجديدة أن يثبت أنه قادر على المنافسة في الدوري الإسباني خاصةً بعد التعقادات التي تمكن من الحصول عليها، ثورلوث النوريجي من فياريال، كونور كالاغير لاعب تشيلسي الإنجليزي والذي سجل في الدوري الإسباني ليكون أول لاعب بريطاني يسجل في الدوري الإسباني مع فريق أتلتيكو مدريد، لكن الصفقة التي أحدثت الضجة الكبيرة هي صفقة الدولي الأرجنتيني جوليان ألفاريز الذي وصل من مانشستر سيتي بقيمة 80 مليون يورو، والذي حقق كل شيء مع المان سيتي، والمنتخب الأرجنتيني أيضاً.
يمتد تاريخ هذه المواجهات إلى أكثر من 100 عام، حيث يحمل كل فريق ثقافة وتاريخاً مختلفين، مما يزيد من التنافسية بينهما، البدايات كانت بأول لقاء بين الفريقين كان في 2 ديسمبر 1906، عندما فاز ريال مدريد بنتيجة 2-1، في العقود الأولى من القرن العشرين، كان ريال مدريد الفريق الأقوى، لكنه لم يكن يتفوق بشكل مطلق. أتلتيكو مدريد كان دائماً خصماً عنيداً.
التنافس المحلي والقاري في ديربي مدريد، مع تطور الدوري الإسباني في القرن العشرين، بدأ ديربي مدريد يأخذ منحى أكثر تنافسية. ورغم أن ريال مدريد يُعتبر النادي الملكي، ذو القاعدة الجماهيرية الواسعة والموارد الكبيرة، إلا أن أتلتيكو كان يمثل النادي الشعبي الذي يلتف حوله مشجعو الطبقة العاملة في مدريد، في الخمسينيات والستينيات، تفوق ريال مدريد على الصعيد القاري وفاز بعدة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، بينما كان أتلتيكو مدريد ينافس بشراسة على الصعيد المحلي، حيث فاز بلقب الدوري الإسباني عدة مرات، أيضاً المباريات التاريخية، من أبرز المباريات في تاريخ الديربي كان نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، حيث التقى الفريقان في لشبونة. تفوق أتلتيكو حتى اللحظات الأخيرة قبل أن يسجل سيرخيو راموس هدف التعادل في الدقيقة 93. انتهت المباراة بفوز ريال مدريد 4-1 في الوقت الإضافي، ليتوج باللقب العاشر له في دوري الأبطال، وفي نهائي دوري أبطال أوروبا 2016، تقابل الفريقان مرة أخرى، وفاز ريال مدريد باللقب بركلات الترجيح بعد تعادل 1-1 في الوقت الأصلي.
اقرأ أيضاً: يورغن كلوب يعود إلى كرة القدم
بالنسبة للإحصائيات العامة، ريال مدريد يتفوق تاريخيًا من حيث عدد الانتصارات. في الدوري الإسباني، تفوق ريال مدريد في معظم المواجهات المباشرة، بينما أتلتيكو حقق انتصارات بارزة في فترات متفرقة، خاصة في عهد المدرب دييغو سيميوني، ومع ذلك، كان لأتلتيكو نجاحات محلية كبيرة في الدوري الإسباني وكأس الملك، وفاز بعدة ألقاب تحت قيادة سيميوني، أبرزها لقب الدوري الإسباني 2020-2021، وفي عصر الأرجنتيني سيميوني، تحت قيادة التشولو إبن النادي، استطاع أتلتيكو مدريد أن يقلص الفارق مع ريال مدريد وبرشلونة، في فترة سيميوني، أصبح أتلتيكو قادرًا على هزيمة ريال مدريد في مناسبات عديدة، سواء في الدوري أو الكؤوس المحلية.
وبالنسبة لأبرز المباريات الحديثة، في السنوات الأخيرة، شهدت مباريات الديربي مستويات عالية من التنافسية، حيث تمكن أتلتيكو من الفوز على ريال مدريد في بعض المباريات المهمة، مثل الفوز 4-0 في الدوري عام 2015، وبالنظرة الشاملة ديربي مدريد ليس فقط مواجهة بين فريقين، بل هو مواجهة بين فلسفتين في كرة القدم، ريال مدريد يُعرف بالأسلوب الهجومي والنجوم العالميين، بينما يعتمد أتلتيكو مدريد على التنظيم الدفاعي والعمل الجماعي تحت قيادة سيميوني، المباريات الأكثر تكراراً، بحلول عام 2023، لعب الفريقان أكثر من 230 مباراة في مختلف المسابقات وجهاً لوجه، بما في ذلك الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا.
اقرأ أيضاً: أفضل خمسة لاعبين في الليغا