لا تجري الأمور بأفضل أحوالها في الكلاسيكو الإسباني هذا الموسم بالنسبة لريال مدريد، خسارة الكلاسيكو الأول ذهاباً في الدوري بنتيجةٍ ثقيلة بأربعةِ أهدافٍ مقابل لاشيء وفي ملعب سانتياغو بيرنابيو وأثارت تلك الخسارة موجة غضبٍ واستنكارٍ واضحة من جمهور الفريق الإسباني حول العالم، وبدأت أصابع الاتهام توجه للمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي بأنه هو المسؤول عن ظهور الفريق بالشكل الباهت فنياً وأنه لم يستطع أن يضاهي العمل الفني الكبير الذي حضره الألماني هانزي فليك لفريقه برشلونة قبل مواجهة ريال مدريد في البيرنابيو. لم تنتهِ الأمور عند هذا الحد، كلاسيكو نهائي كأس السوبر الإسباني في السعودية وجّه صدمةً أخرى لمحبي الملكي، تقدم الريال بالنتيجة عن طريق كيليان مبابي الذي وجد الشباك بهدفٍ فوق قدمِ الحارس تشيزني. لكن، بتقدمه هذا لم يفتح الفرنسي إلاّ باب أهدافِ برشلونة في شباك كورتوا، حين أدرك “لامين” التعادل بدأت الأهداف تتساقط في شباك الفريق الأبيض لتنتهي المباراة بعدها بنتيجة خمسةِ أهدافٍ مقابل هدفين لصالح البلاوغرانا برشلونة.
السبب الرئيسي لتراجع مدريد في الكلاسيكو أمام برشلونة
ذكرت عدة مواقع إعلامية خاصة بالشأن المدريدي في أوروبا أن برشلونة ينجحُ دائماً في إدراج خريجي “لاماسيا” في فريقه الأول بل وينجحون بنسبةٍ تصل إلى 90٪ ويؤثرون إيجابياً في جعلِ الفريقِ يظهر بشكلٍ أفضل عندما يحتاجهم الفريق الأول، بل وفي كثير من الأوقات يصبح هؤلاء الشّبان (الذين لاتتجاوز أعمارهم 19 عاماً أحياناً) طرف رئيسي من جسد الفريق الأول ويحجزون مكانهم الرئيسي فيه حتى بعد عودةِ المصابين الذين شغل هؤلاء الشّبان مكانهم عند الإصابة. وهنا تقع الفكرة الرئيسية، ريال مدريد في أشدِّ مواقفه صعوبةً على مر العقدين السابقين لم ينجح بأن يعتمد على مدرستهِ بشكلٍ ملحوظ، ففي الوقت التي كانت فيه “الكاستيا” تخرّج العديد من اللاعبين الجيدين كان هؤلاء لا يحصلون على فرصهم في الفريق الأول ويخرجون لإعاراتٍ لفرق أوروبا في الوقت الذي كان فريق الريال الأول في أمسّ الحاجةِ إلى مواهبهم وقدراتهم الفنية اليافعة أيضاً.
اقرأ أيضاً: هل يتمكن ريال مدريد من التوقيع مع فيرجل فان دايك!
ذكر موقع مانجنينغ مدريد (Managing madrid) عبارة مهمة جداً في واحدة من مقالاته عن الكلاسيكو الأخير، والعبارة كانت “إذا كنت جيداً بما يكفي، فأنت كبير في السن بما يكفي”. وهنا يجب الوقوف عند هذه العبارة، خط وسط ريال مدريد الحالي، كم يوجد فيه لاعب قادر على خلق التغيير أو التأثير عندما تغيب الحلول في مباراة مهمة هذا الموسم، الإجابة تقول: “لا أحد”. جود بيلينغهام هو ليس جود بيلنغهام بموسمه الأول مع مدريد، لوكا مودريتش لا يشارك بشكل أساسي واللاعب أصبح على مشارف الأربعين من عمره وبعد رحيل توني كروس يبدو أن حقبتهم انتهت في الفريق الأبيض والمحور الفني الثقيل الذي شكلوه في الفريق الأول لأكثر من عقد من الزمن. فالفيردي وتشاوميني مراكزهم وقدراتهم الفنية لا تسمح لهم بأن يكونوا هم صناع التغيير والنهضة في إبداع خط وسط الفريق، لذلك يمكننا القول أن المشكلة برمتها تكمن في توليفة خط وسط الريال في الكلاسيكو وفي المباريات المهمة والكبيرة التي يخوضها الفريق الأبيض مؤخراً، يحتاج أنشيلوتي بأن يعتمد على لاعبين خلاقين، لديهم الرغبة بإثبات مايمتلكون من قدرات، وتزويدهم بدقائق حقيقية أكثر للنظر بما يمتلكون وهل هم قادرون على قيادة المرحلة وماتبقى من الموسم، مثل ابراهيم دياز، أردا غولير، وغيرهم من الشبان المميزين فنياً.
مشكلة هجوم ريال مدريد الأولى: لا علاقة لـ الكلاسيكو بما يحصل!
تعاقد ريال مدريد أخيرا مع كيليان مبابي، ارتدى الفرنسي لباسه أحلامه الأبيض، حقق لقبه الأولى في الصيف، وكان لقب السوبر الأوروبي أمام أتالانتا.
دخل الفريق في المرحلة المهمة، بداية الموسم والدوري الإسباني مع كل البطولات، مبابي لم يجد نفسه في الفريق بعد ولم يثبت نفسه بعد مرور أكثر من 10 جولات في الدوري الإسباني، وكانت مساهماته خجولة جداً بالنسبة للأمل الكبير الذي رمي عليه قبل التوقيع معه من قبل الإدارة. المشكلة التي يمر فيها خط هجوم الريال لا تقتصر على المباريات الكبيرة ومنها الكلاسيكو، بل الفريق يعاني من عدم تجانس كبير في معظم مبارياته أيضاً.
اقرأ أيضاً: رونالدو لإدارة الريال: أحضروا هذا اللاعب
كيليان مبابي يبدو أنه لا يجيد مهام المركز الذي يشغله مع الريال، مركز المهاجم رقم”9″، مبابي نجح في مركز الجناح الأيسر أكثر مع باريس سان جيرمان، المركز الذي يشغله فينيسيوس جونيور مع الريال حالياً، فقد تكون هذه المشكلة لاتظهر للعامة بشكل كافٍ، لكن للحقيقة هي مشكلة موجودة وتحدث عنها الإعلام الإسباني كثيراً وخاصةً الصحافة المدريدية المقربة من القلعة البيضاء. لذلك، لخلق استفادة قصوى من وجود هذه المواهب في الخط الأمامي للريال، على المدرب أن يجد رسم فني يضمن مشاركة الجميع بشكل فعلي ومفيد دون إقصاء أي لاعب منهم.
ختاماً، مشكلة ريال مدريد لا تقتصر على مشاكله في الكلاسيكو فقط، الفريق يعاني في أغلب مباريات الموسم. الحل يبدأ من أن يجد “الفريق الفني” حل جذري يضمن للفريق العودة لما اعتادوا عليه سابقاً.