تحديات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): هل حان الوقت لإعادة تصور المستقبل!
تابعونا على:

إخترنا لكم

تحديات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): هل حان الوقت لإعادة تصور المستقبل!

نشر

في

260 مشاهدة

تحديات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): هل حان الوقت لإعادة تصور المستقبل!

هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إحدى أهم الكنوز الوطنية في بريطانيا، والتي تحظى منذ إنشائها في عام 1948 بتقدير كبير من قبل البريطانيين.

ومع التغيرات الكبيرة التي تحدث عالميًا، تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية العديد من التحديات مثلها مثل أي منظمة صحية أخرى في العالم.

إليك في هذا المقال أبرز التحديات التي تواجهها الهيئة، وبعض الحلول لهذه التحديات:

تزايد فئات السكان من كبار السن

إن تزايد عدد كبار السن في المملكة المتحدة يعني زيادة في الأمراض المزمنة ومتطلبات للرعاية طويلة الأمد، الأمر الذي يفرض عدة تحديات على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مثل زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية وخدمات طب الشيخوخة المتخصصة.

وللتكيف مع هذا التحدي، لا بد من تطوير نماذج الرعاية المتكاملة التي تجمع بين خدمات الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لتوفير رعاية شاملة ومنسقة لكبار السن، فضلاً عن تنفيذ التدابير الوقائية وحملات تعزيز الصحة لدعم الشيخوخة الصحية والحد من عبء الأمراض المزمنة.

نقص الموارد المالية

مع ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية الصحية، لم يتمكن التمويل المخصص لخدمة الصحة الوطنية من مواكبة هذا الطلب المتزايد، مما فرض ضغوطاً على الموارد، وبالتالي أدى إلى فترات انتظار طويلة للمرضى، وقلة القدرة على الوصول إلى علاجات معينة، بالإضافة إلى عدم إعطاء الفرصة للهيئة لكي تستثمر في تقنيات جديدة.

وللتكيف مع هذا التحدي، يمكن للهيئة أن تنظر في نماذج تمويل مختلفة، مثل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كما ينبغي للحكومة أن تخصص المزيد من الموارد لهيئة الخدمات الصحية الوطنية لضمان حصولها على التمويل اللازم لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية.

التأخيرات والتراكمات

يعتبر وباء كوفيد-19 من أكبر التحديات التي واجهت الهيئة والتي تستمر تداعياته حتى الآن، حيث أدى إلى تفاقم تراكم المرضى الذين ينتظرون العلاج والإجراءات داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ويؤثر هذا التراكم على نتائج المرضى ويزيد من أوقات الانتظار ويفرض ضغوطاً متزايدة على مقدمي الرعاية الصحية.

وللتغلب على هذا التحدي لا بد من إعطاء الأولوية للحالات المرضية العاجلة، بالإضافة إلى الاستثمار في الموارد الإضافية، مثل الموظفين والمعدات والمرافق، لزيادة القدرة على تقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل أسرع، كما يمكن التعاون مع مقدمي الخدمات من القطاع الخاص لمعالجة التأخير.

اقرأ أيضًا: 6 أشياء يغطيها التأمين الصحي البريطاني الخاص

نقص في طاقم العمل

في حالة هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن النقص في أعداد المتخصصين في الرعاية الصحية يفرض ضغوطاً كبيرة على طاقم العمل الحالي، مما يؤدي إلى زيادة أعباء العمل والإرهاق، والتشتت عن رعاية المرضى، كما يزيد من أوقات الانتظار وقلة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من تنفيذ حملات توظيف مستهدفة لجذب المزيد من الأفراد إلى المهن الصحية، بالإضافة إلى تعزيز ظروف العمل، ومن الممكن أيضاً الاستفادة من التكنولوجيا، مثل الطب عن بعد والمراقبة عن بعد، لتحسين كفاءة المتخصصين في الرعاية الصحية.

يشار إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية قد دعت الحكومة إلى مضاعفة عدد أماكن كلية الطب بحلول عام 2030، وهناك أيضاً طلبات لمضاعفة عدد أماكن التمريض للبالغين بحلول نهاية العقد وتدريب الآلاف من الأطباء الجدد على رأس العمل كمتدربين.

اقرأ أيضًا: ارتفاع تكلفة الوصفة الطبية المقدمة من الخدمة الوطنية الصحية البريطانية (NHS)

التكيف مع التقنيات الجديدة

يعد التطور المستمر في التكنولوجيا الطبية، والتغيرات في انتشار الأمراض، تحدياً حقيقياً تواجهه الهيئة، حيث يتوجب عليها التكيف مع هذه التطورات لتوفير رعاية فعالة للمرضى، الأمر الذي يتطلب المرونة وتبني تقنيات الصحة الرقمية، وتعزيز الرعاية الوقائية، ومعالجة تحديات الصحة العقلية، فضلاً عن اتباع نهج استباقي في تقديم الرعاية الصحية.

وللبقاء ضمن الحدث، ينبغي على الهيئة الاستثمار في حلول الصحة الرقمية، مثل الرعاية الصحية عن بعد، والمراقبة عن بعد، والسجلات الصحية الإلكترونية، لتحسين الوصول إلى الرعاية، كما يجب تشجيع التعاون بين مقدمي الرعاية الصحية والباحثين وأصحاب المصلحة في الصناعة لتعزيز الابتكار والتكيف مع احتياجات الرعاية الصحية المتطورة.

ومع التطورات المستمرة في العالم بأكمله، تزداد تحديات الهيئة يوماً بعد يوم ويزداد معها الحاجة لإيجاد حلول تتناسب مع متغيرات الحياة.

ولكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لم تُنشأ لتتولى هذه المهمة بمفردها، فالصحة الجيدة تعتمد على مجموعة واسعة من العوامل تتجاوز الرعاية الصحية، مثل الدخل، والتوظيف، والإسكان، ومجموعة الخدمات العامة المقدمة.

اقرأ أيضًا: بسبب مخاطر صحية.. تحذير البريطانيين من السباحة على شاطئ شهير

X