ترك جورج فورمان خلفه إرثاً كبيراً في عالم ملاكمة الوزن الثقيل، توّج بالميدالية الذهبية الأولومبية لعام 1968، وبعدها تمكن من الفوز بلقب بطل العالم للوزن الثقيل مرتين وبفارق 21 عام عن منافسيه الأصغر سناً ليكون أول بطل يتوج باللقب في التاريخ بهذا الفارق الكبير بالعمر وهو بعمر 45 عاماً. ترتبط ذاكرة الجمهور مع اسمه بواحدة من أشهر من النزالات في تاريخ هذه الرياضة، والتي حملت اسم “مبارزة الأدغال” والتي جمعته بالأسطورة محمد علي كلاي وانتهت بخسارته للقبه الأول تاريخياً، حقق فورمان 76 فوزاً مذهلاً بتاريخه الرياضي، منها 68 بالضربة القاضية، أي مايقارب ضعف انتصارات محمد علي كلاي.
ولد جورج إدوارد فورنات George Edward Foreman في 10 يناير عام 1949، في مدينة مارشال التابعة لولاية تيكساس الأميركية، عاش طفولةً صعب ونشأ ترعرع في مجتمعات مدينة هوستون مع ستة أشقاء له، وبحسب سيرته الذاتية عاش الأميركي الأفريقي الأصل شباباً مضطرباً، بحيث ترك المدرسة في عمر 15 سنة وبعدها اتجه للقمار، ورغم هذه الأوقات الصعبة التي مر فيها لكنه لم يستسلم وطلب من أمه أن تسجله في Job Corps وهي واحدة من المؤسسات التي كانت تدعمها الحكومة الأمريكية للتعليم المجاني، وبعدها عمل في النجارة والبناء، وبعد انتقاله إلى كاليفورنيا وكان مهتماً بكرة القدم لكن بعدها اتجه للملاكمة.
الألقاب الفردية لجورج فورمان وإنجازاته
تمكن فورمان في بداية مسيرته من تحقيق لقب البطل الأولومبي في أكتوبر من عام 1968 في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مكسيكو سيتي حيث حصل على الميدالية الذهبية عن فئة الوزن الثقيل بعد تقديمه لنزالات مميزة وهذه الميدالية كانت بداية مسيرته مع الاحتراف.
في 22 يناير من عام 1973 توج فورمان في لقب بطل العالم للوزن الثقيل محققاً ذلك بالضربة القاضية أمأم جو فريزر في الجولة الثانية فقط، ليصبح بطل العالم للوزن الثقيل وفقاً ل WBAو WBC.
في 9 يونيو لعام 1994، وأمام خصمه مايكل مورر، فاز فورمات بالضربة القاضية ليكون بطل العالم للوزن الثقيل في المرة الثانية بتاريخه من الجولة العاشرة، وكان هو الإنجاز الذي ظل مكتوبً في تاريخه حتى هذه اللحظة كبطل للوزن الثقيل في عمر 45 عاماً. وبحسب الاتحاد العالمي للملاكمة WBU حقق فورمان لقبه الثالث كبطل للعالم للوزن الثقيل في عام 1995، أمام خصمه أكسل شولتز.
لم يفز جورح بالألقاب الكبرى فقط، بل حقق أيضاً العديد من الانتصارات المهمة في مسيرته الأسطورية، لكن ألقابه الرسمية الكبرى هي أربعة ألقاب: واحد WBU، وثلاث ألقاب WBA و WBC وأخيراً لقب بطل العالم بحسب IBF.
اقرأ ايضاً: السعودية: تستضيف أول نزال لتحديد بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل
نزال الغابة: حلبة المليار مشاهدة الشهيرة
في أكتوبر من عام 1974، تجمع العالم أمام شاشات التلفاز وأعطوا سمعهم لمحطات الإذاعة، حلبة ملاكمة في مدينة كينشاسا في زائير (الكونغو الديمقراطية الان) ستضم بطلين من أبطال رياضة الوزن الثقيل، الأسطورة محمد علي كلاي والأسطورة المنافس له وقتها جورج فورمان أكثر من مليار مشاهد ومستمع حول العالم استعدوا لمتابعة هذا النزال الذي بدأه فورمان بحماس كبير، وكان صيته قد سبقه للحلبة ياعتباره البطل الذي لم يهزم بعد، بينما محمد علي كلاي كان يحارب لكي يحصل على اللقب الذي حرم منه بسبب رفضه تأدية الخدمة العسكرية.

اعتمد محمد علي كلاي في هذا النزال الشهير على تكنيك “الحبل على الجدار” بحيث استفز جورح فورمات ليستنفذ كل طاقته وعندما بدأت قوة فورمات تتراجع في الجولة الثامنة انقلبت الموازين، ووجه محمد علي كلاي يضع ركلات سريعة أردت البطل فورمان على الأرض ولم يقف بعدها، ليعلن عن البطل، وكان محمد علي، حصل كلا البطلين على مليوني دولار وقتها، وكان رقماً قياسياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بذلك وقت، وظل هذا النزال محفوراً في التاريخ كالأفضل من بين ذكريات هذه الرياضة، وحتى بعد صعودهم للسماء، لايزال كل العالم يتكلم عن ماقدموه يومها.
اقرأ أيضاً: أفضل صالات الألعاب الرياضية الفاخرة في لندن
فورمان رجل العائلة والأعمال الخيرية
جورج فورمان، الملقب بـ”بيغ جورج”، ليس مجرد أسطورة في عالم الملاكمة، بل هو أيضاً رمز للإنسانية والعطاء. بعد مسيرة رياضية حافلة، حوّل فورمان انتباهه إلى الأعمال الخيرية، مكرسًا جزءًا كبيرًا من حياته لمساعدة الآخرين. أسس مركز “جورج فورمان للشباب” في هيوستن، تكساس، وهو ملاذ آمن للأطفال والمراهقين من الأحياء الفقيرة، حيث يقدم برامج تعليمية ورياضية لمساعدتهم على بناء مستقبل أفضل. كما تبرع بملايين الدولارات لدعم التعليم والصحة في مجتمعات محرومة حول العالم.
في حياته العائلية، يُعتبر فورمان أباً مُحباً وزوجاً مخلصاً. أنجب عشرة أطفال، خمسة منهم يحملون اسم “جورج” تكريمًا له! عائلته هي مصدر فخره وفرحه، ويحرص دائماً على قضاء الوقت معهم، سواء في المنزل الريفي الذي يملكه أو خلال المناسبات العائلية. فورمان يعتبر نفسه رجلاً محظوظاً، ليس بسبب ألقابه الملاكمة، بل بسبب الحب الذي يحيط به من زوجته وأطفاله.
بين الحلبة والعائلة، رسم فورمان قصة نجاح إنسانية، تثبت أن القوة الحقيقية تكمن في العطاء والحب.
اقرأ أيضاً: باركرن من رياضة شعبية محلية في لندن إلى انتشار عالمي
اقرأ أيضاً: جزيرة السعديات أبوظبي: أيقونة السياحة الفاخرة على شواطئ الخليج