في حادثة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة المتحدة ولد أول طفل يحمل الحمض النووي لثلاثة أشخاص وذلك الاعتماد على التلقيح الاصطناعي.
هذه العملية أجريت عن طريق علاج التبرع بالميتوكوندريا MDT أي زراعة الميتوكوندريا أو ما يسمى تقنية التخصيب الثلاثية الآباء.
وفي التفاصيل، فإن الإجراء الطبي هذا يتم عبر أخذ النواة من من إحدى بويضات الأم التي تحتوي الحمض النووي الخاص بها وزرعها في بويضة مأخوذة من امرأة متبرعة بعد التخلص من نواة البويضة الأخيرة مع الإلقاء على تراكيب الحمض الموجود في مكونات تسمى ميتوكوندريا.
زراعة الميتوكوندريا تمثل وسيلة لتكوين أجنة بشرية باستخدام التلقيح الاصطناعي في المختبر من أجل أن تكون سليمة من أية طفرات جينية ضارة تحملها الأمهات، التي من المحتمل أن تنتقل إلى الأطفال.
وحينما تلقح البويضة طبيعياً، يتمازج الحمض النووي الوراثي للأب المحمول في الحيوان المنوي للذكر مع نظيره لدى الأم الذي يتركز أساساً في النواة، لكن قسماً منه يكون في تراكيب موجودة ضمن السائل المحيط بالنواة في البويضة، تحديداً تلك المسماة ميتوكوندريا، وهي تراكيب متخصصة بالطاقة.
وباعتبار أن بعض الإناث تعاني من خلل في تراكيب الـ ميتوكوندريا الموجودة في السائل المحيط بنواة البويضة لديهن، فإنه تجنباً لانتقال تلك التراكيب المختلة مع ما يرافقها من أمراض، يتم أخذ نواة الأم، وزرعها في بويضة لمتبرعة، بعد إزالة النواة من تلك البويضة، ثم يتم تلقيح البويضة المشتركة لأنها تحتوي تراكيب وراثية من الاثنين وهنا يكون طفل البويضة المشتركة الملقحة وليد خلطة وراثية لثلاثة أشخاص.
وفي عام 2015، صوت مجلس العموم البريطاني لمصلحة قانون يسمح بهذا الإجراء الطبي إنجاب أطفال من ثلاثة آباء، لكن الجهة المسؤولة عن تنظيم علاج الخصوبة في المملكة المتحدة، وتسمى هيئة الإخصاب البشري والأجنة (HFEA)، لا تزال تنظر في طلبات السماح باستخدامه كي تبت بشأنها.
كما أن الكثير من العلماء في هذا المجال ينظرون على أن مصطلح طفل من ثلاثة آباء غير دقيق.
يذكر أن بريطانيا ليست الدولة الأولى التي يولد فيها أطفال بعد اللجوء إلى علاج التبرع بالميتوكوندريا أو تقنية التخصيب الثلاثية الآباء، ففي عام 2016، شهدت المكسيك ولادة طفل باستخدام هذا الإجراء الطبي.