مع تزايد الدورات الخارجية المرتبطة بجامعات معروفة في المملكة المتحدة هناك عشر جامعات مهددة بالإفلاس، فقد أشارت إحدى الصحف البريطانية أن الجامعات المعرضة للإفلاس تعتمد على منح اسمها لجهات خارجية تُقيم دورات تدريبية أو تعليمية في مجالات معينة في المناطق والدول التي تفتقر إلى الجامعات، وتعد هذه الدورات وسيلة لنشر التعليم العالي في تلك المناطق، وأيضاً طريقة لتزويد القائمين عليها بالدخل المحدود.
المشكلة تكمن في أن هذه الشراكات محفوفة بالمخاطر، نظراً لعدم مراقبة جودة الدورات المقدمة، وربما عدم المعرفة الكافية للأشخاص القائمين عليها، عدا عن أنها قد تكون وسيلة للاحتيال، فقد أشارت تقارير في العام الماضي أن الوكلاء القائمين على هذه الدورات التدريبية قد وعدت الطلاب المشاركين بقروض طلابية تغطي تكاليف العطلات المتعددة، إضافة إلى تنامي هذه الظاهرة لهذه الجامعات.
وتشمل هذه الجامعات المهددة بالإفلاس في حال إلغاء الشراكات الخارجية جامعة كِنت University of Kent، جامعة باكنغهامشير الجديدة، جامعة ليدز ترينتي Leeds Trinity، جامعة نورثهامبتون، جامعة هيرتفوردشاير، جامعة بيدفورد شير، جامعة ساوث ويلز، Bangor University جامعة بانغور، جامعة كامبريدج.
ووفقاً للإحصائيات فقد بلغ عدد الطلاب المسجلين في دورات تديرها جهات خارجية في جامعة كِنت 70 في المئة، كما بلغ عدد الطلاب الذين يدرسون في هذه الدورات 19,280 من أصل 27,110 وهي نسبة تزيد على 70 في المئة من إجمالي الطلاب المسجلين.
أما جامعة باكنغهامشير الجديدة فقد أظهرت بياناتها أن نحو 77 في المئة من طلابها (13,670 طالباً) يتلقون تعليمهم من خلال برامج شراكات خارجية، مقارنة بـ 3,980 طالبا (طالباً) يدرسون داخل الجامعة نفسها، وتعليقاً على هذا العدد الكبير قال نيك برايسبي Nike Praispe، نائب رئيس جامعة باكنغهامشير السابق أنه بالرغم من محاولة الجامعة خفض عدد المسجلين بالدورات الخارجية، إلا أنها خطوة من الصعب تطبيقها لأنها تهدد الجامعة بالإفلاس، فمثلاً جامعة ليدز ترينتي تضرر دخلها من الشراكات الفرعية بنسبة تصل إلى 19 مليون باوند من أصل 53 مليون باوند من إيرادات الطلاب، وفي حال إلغاء الشراكات الخارجية سيتهدد استقرارها المالي، وقد تعلن إفلاسها.
وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون Bridget Phillipson أن الحكومة أطلقت حملة لمكافحة الشراكات المارقة الشهر الماضي، وتهدف هذه الحملات إلى وضع رقابة مشددة على مثل هذه الشراكات لضمان جودة التعليم، وعلى إثر هذه الحملة قد يتم توقيف العديد من هذه الدورات التدريبية والقائمين عليها، وبالتالي إفلاس الجامعات المانحة للترخيص.
ما تأثير إلغاء الشراكات المارقة على الجامعات
من جانب آخر، أكد مسؤول في إحدى الجامعات أنه في حال تطبيق هذه الحملة ستكون عشر جامعات مهددة بالإفلاس أو ستكون بحاجة إلى الإنقاذ، مشيراً إلى أن هناك آلاف الطلاب يعتمدون على هذه الدورات التدريبية، كما أنه وبسبب الأرباح الكبيرة التي تجنيها من الدورات التدريبية فقد اعتمدت في الأونة الأخيرة عليها بشكل كبير وبطريقة غير متوازنة.
كما أشار نيك هيلمان Nike Helman مدير معهد سياسات التعليم العالي إلى خطورة إنهاء الشراكات مع الوكلاء الخارجيين، فذلك سيهدد نظام التعليم الجامعي ككل، إضافة إلى أن الجامعات التي لا تتمتع بشهرة كبيرة تعتمد عليها مالياً بشكل كبير، وإغلاق الدورات التدريبية بالنسبة لها يعني تشكيل ضغط مالي عليها، وخصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المملكة المتحدة.
لذا على الحكومة البريطانية ان تسارع في اتخاذ الإجراءات المناسبة من إصلاحات وقوانين لتحقيق الاستقرار المالي في قطاع التعليم العالي، وتحقيق جودة التعليم التي يطمح إليها كل طالب علم.
اقرأ أيضاً: ربع جامعات بريطانيا الرائدة تخفض أعداد موظفيها والسبب!!