قدم 14 عضوا على الأقل في البرلمان البريطاني أبرزهم النائب، جاكوب رييزموغ، رسائل لسحب الثقة من رئيسة الوزراء تيريزا ماي بعد الإعلان عن مشروع اتفاق “بريكسيت” الذي استقال بسببه عدد من الوزراء.
وقال رييزموغ إن المشروع “أغفل جميع النقاط الرئيسية، كما أنه يتهدد صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبي لأنه اتفاق غير مناسب”.
ونفى رييزموغ أن تكون الرسالة لسحب الثقة انقلابا ضد رئيسة الوزراء، قائلا إنه “يتبع الإجراءات المتعارف عليها في حزب المحافظين بغية إقالة ماي”، وأن “أمر الرسالة دستوري تماما”.
وأضاف أنه ليس لديه أي طموحات قيادية، لكنه قال إنه يرى أن أشخاصا مثل بوريس جونسون وديفيد ديفيس ودومينيك راب وإستر ماكفي وبيني مورداونت، قد يكونوا قادرين على إبرام اتفاقية جيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن الأسماء التي تقدمت رسميا بطلب لسحب الثقة أيضا النائبة، شيرل موراي، والنائب هنري سميث والنائبة آن ماري موريس.
ووصف، آلان دنكان، وزير الدولة للشؤون الأوروبية والأمريكية بالخارجية البريطانية، تصريحات رييزموغ بأنها “مدمرة للغاية” وحذر نواب حزب المحافظين من أنه “إذا جرى تقويض هذه الحكومة بشكل أكبر، يمكن أن يؤدي ذلك لدمارها، وحتى تدمير حزب المحافظين، في وقت مازالت فيه مباحثات الخروج من الاتحاد الأوروبي ملتبسة وغير مكتملة”.
ولكي يجري تصويت على سحب الثقة من ماي، ينبغي أن يكتب 48 عضوا من حزب المحافظين رسائل إلى لجنة متخصصة بالنظر في طريقة إقالة زعيم الحزب.
لكن ماي متمسكة بمنصبها، وأجابت حين سألها النائب العمالي مايك جابس إن كان الوقت قد حان ” للتنحي جانبا وافساح الطريق لشخص آخر يمكنه أن يقود البلاد بشكل موحد، أجابت ماي بالنفي”
وكان عدد من الوزراء قد استقال بعد إعلان ماي مساندة حكومتها لها في اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي، على رأسهم وزير “بريكسيت” دومينيك راب ووزيرة العمل والمعاشات إستر مكفي والوزيرة سويلا برايفرمان.
وقال دومينيك راب لبي بي سي إنه استقال من الحكومة بسبب “عيوب قاتلة” في مسودة اتفاقية “بريكسيت”، مضيفا أن على بريطانيا أن تكون على استعداد للمخاطرة بالخروج “دون اتفاقية” في مواجهة ما وصفه بـ “الابتزاز الأوروبي”.
وقال زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربين، “إن ما طرحته ماي ليست الاتفاقية التي وعدت بها البلاد” مضيفا أنه “ليس بمقدور البرلمان، قبول أن يكون مخيرا بين اتفاق سيء أو لا اتفاق”.
غضب برلماني
وواجهت ماي اليوم جلسة برلمانية صعبة استمرت لثلاث ساعات، تعرضت خلالها لانتقادات حادة بشأن مسودة الاتفاق على الخروج من الاتحاد الأوروبي التي توصلت إليها مع قادة الاتحاد.
وتواجه ماي أيضا حملة معارضة شديدة من “البريكسيترز” (المتحمسين للخروج من الاتحاد الأوروبي) داخل حزبها أو الحزب الاتحادي الديمقراطي الحليف لها.
وقد ضمنت ماي دعم أغلبية مجلس الوزراء لمسودة اتفاقها بعد اجتماع استمر خمس ساعات مساء الأربعاء، على الرغم من التقارير التي تشير إلى أن عددا من الوزراء تحدثوا ضد الاتفاق في هذا الاجتماع.
وقد أكد رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي، دونالد تاسك، الخميس، أن اجتماعا استثنائيا سيعقد في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، لإقرار الشروط النهائية لمغادرة بريطانيا الاتحاد.
وقال تاسك “بقدر حزني لرؤيتكم تغادرون، سأبذل كل شيء لجعل الوداع بأقل ألم ممكن لكم ولنا”.
وأكد أنه “إذا لم يحدث شيء استثنائي” فإن القمة الطارئة للاتحاد الأوربي ستعقد في 25 من الشهر الجاري لاتمام اتفاق البريكسيت والمصادقة عليه.
وقال مشيل بارنيه، كبير المفاوضين الأوروبيين، إنه ما زال الكثير مما ينبغي فعله بشأن البريكسيت، على الرغم من الاتفاق على مسودة الانسحاب مع بريطانيا.