بتكلفة إجمالية وصلت إلى 23 مليار دولار، أطلق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز 4 مشروعات ضخمة في مدينة الرياض، وقد تضمنت المشاريع مشروع الرياض الخضراء، مشروع الرياض آرت، مشروع المسار الرياضي ومشروع حديقة الملك سلمان.
ويُتوقع أن تسهم هذه المشاريع الأربعة في إيجاد 70 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في العديد من القطاعات، كما ستقوم بتوفير فرص استثمارية واعدة للمستثمرين من داخل السعودية وخارجها، وذلك بإجمالي استثمارات تقدر بنحو 50 مليار ريال، وستشمل مشاريع سكنية وتعليمية وصحية ورياضية وتجارية وترفيهية وفندقية.
ويتم العمل في الوقت الحالي على استكمال إعداد الدراسات والتصاميم لهذه المشاريع، والتي من المقرر أن تبدأ أعمال تنفيذها خلال النصف الثاني من هذا العام.
أما مشروع الرياض الخضراء فالهدف منه هو زيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في الرياض من 1,5% إلى 9% عبر زراعة أكثر من 7 ملايين ونصف المليون شجرة في الرياض، ورفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في الرياض إلى 28 متراً مربعاً بدلاً من 1,7 متراً مربعاً، ويغطي برنامج التشجير معظم مكونات المدينة.
وسيتم العمل على إنشاء شبكات جديدة لاستخدام المياه المعالجة المهدورة في الأودية في عملية ري المشروع، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدل استغلال هذه المياه إلى أكثر من مليون متر مكعب يومياً مقارنة بـ 90 ألف متر مكعب حالياً.
وسيستخدم 72 نوعاً من الأشجار المحلية الملائمة لبيئة مدينة الرياض، كما سيتم تطوير التشريعات لتعزيز التشجير في المشاريع الخاصة والعامة، وستُقدم الحوافز لكافة أفراد المجتمع لتشجيعهم على المشاركة في مبادرات تطوعية للتشجير.
وستحسن أعمال التشجير في الحد من ثاني أكسيد الكربون وزيادة نسبة الأكسجين والرطوبة وتقليص الغبار في الهواء وخفض درجة الحرارة في فصل الصيف بمقدار 2 درجة مئوية في المدينة وبمقدار 8% في مناطق التشجير المكثف.
وسيسهم المشروع في تحقيق عائد اقتصادي على الرياض يقدر بـ 71 مليار ريال في عام 2030، وذلك عبر دوره في تقليص نفقات الرعاية الصحية، استهلاك الكهرباء، ترشيد هدر مياه الري، رفع قيمة العقارات، ومن خلال إطلاق فرص استثمارية جديدة أمام القطاع الخاص.
أما مشروع الرياض آرت فيهدف لتحويل الرياض لمعرض فني مفتوح عبر تنفيذ أكثر من 1000 عمل فني من إبداع فنانين محليين وعالميين في كافة أنحاء الرياض، ويضم المشروع 10 برامج تغطي الأحياء السكنية، الحدائق، المتنزهات، الميادين، الساحات العامة، محطات النقل العام، جسور الطرق، جسور المشاة، مداخل المدينة، وكافة الوجهات السياحية في المدينة.
وسيساعد هذا المشروع في جعل الرياض حاضنة للأعمال الفنية وملتقى الفنانين والمختصين من كافة دول العالم، كما سيسهم في خلق فرصة مميزة أمام الفنانين المحليين والعالميين لعرض إبداعاتهم أمام سكان وزوار الرياض، وتحفيز حركة السياحة والترفيه، وتعزيز قيم المجتمع والتبادل المعرفي بين الأفراد.
أما مشروع المسار الرياضي فهو ممتد على طول 135 كيلومتراً، من بينها 85 كيلو متراً مسارات لدراجات الهواة، و135 كيلومتراً مسارات لدراجات المحترفين، و123 كيلوا متراً مسارات للخيول، إلى جانب ممر آمني ومشجر للمشاة، ومجموعة من المحطات والاستراحات للدراجين والمتنزهين على طول امتداد المسار.
ويضم المسار مساحات خضراء ومناطق مفتوحة ممتدة على مساحة تزيد على 3 ملايين ونصف المليون متر مربع، يوجد فيها 120 ألف شجرة جديدة تروى بالمياه المعالجة بنسبة 100%، ويتكون المسار الرياضي من 8 مكونات رئيسية تضم مسار وادي حنيفة، منطقة الفنون، منطقة اليسن، المنطقة الترفيهية، المنطقة الرياضية، المنطقة البيئية، منطقة وادي السلي، ومتنزه الكثبان الرملية.
ويرتبط المسار بـ3 من خطوط شبكة قطار الرياض، وهي الخط الأصفر، البنفسجي، والأزرق، كما يرتبط بـ4 محطات لقطار الرياض.
وعن مشروع حديقة الملك سلمان، فتعتبر هذه الحديقة هي أكبر حدائق المدن في العالم، وتبلغ مساحتها 13,4 كيلومتر مربعاً، وستقام في أرض قاعدة الملك سلمان الجوية في موقع محوري يتوسط الرياض، والذي يرتبط بستة من طرقها الرئيسية كما يرتبط بمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام من خلال 5 محطات على الخط الأخضر من قطار الرياض، و10 من محطات حافلات الرياض، الأمر الذي سيسهل الوصول إليها من مختلف أنحاء المدينة.
وتعد هذه الحديقة مشروعاً استثمارياً بيئياً ترفيهياً، يضم حدائق ومناطق خضراء ومساحات مفتوحة تصل مساحتها إلى أكثر من 9,3 مليون متر مربع، إلى جانب احتوائها على مسار دائري للمشاة بطول 7,5 كيلومتر، فضلاً عن مجموعة من العناصر المائية والمعالم الفنية.
كما وتضم الحديقة مجمعاً ملكياً للفنون يمتد على مساحة تزيد على 400 ألف متر مربع، يشتمل على مسرح وطني بسعة 2500 مقعد، و5 مسارح مغلقة مختلفة الأحجام، ومسرح خارجي في الهواء يتسع لـ 8000 مشاهد، فضلاً عن مجمع للسينما يضم 3 قاعات، وأكاديميات ومعاهد للفنون البصرية والموسيقى وفنون التمثيل، ومركز تعليمي لتنمية مواهب الأطفال.
وستقام في الحديقة 7 متاحف متنوعة في مجالات الطيران، الغابات، العلوم، العمارة، الفلك والفضاء، ومتحف الواقع الافتراضي، إلى جانب ساحات للاحتفالات تمتد على مساحة 40 ألف متر مربع.
وتحتوي الحديقة على مرافق رياضية وسياحية منها ملعب الرويال جولف الممتد على مساحة 850 ألف متر مربع، وملعب الواقع الافتراضي ومركز للفروسية ومسار للجري والدراجات الهوائية، إلى جانب مرافق ترفيهية منها حديقة للألعاب المائية على مساحة 140 ألف متر مربع، ومنطقة للألعاب الترفيهية على مساحة 100 ألف متر مربع، وبرج وجسر للمشاهدة.
كما سيوجد في الحديقة مرافق سكنية وتجارية وفندقية ومكتبية، من بينها مجمعات للمباني السكنية والتي توفر 12 وحدة سكنية، و16 فندقاً بـ2300 وحدة فندقية، ومساحات تجارية للمقاهي والمطاعم وقطاع البيع بالتجزئة تمتد على مساحو 500 ألف متر مربع، ومجمعات للمكاتب بمساحة 600 ألف متر مربع.
وسيكون التنقل خلال الحديقة من خلال المركبات الكهربائية والدراجات وعربات التنقل الذكية، وسيتم توفير كافة المرافق والخدمات العامة من مساجد ومراكز أمنية وصحية واجتماعية وطرق للخدمات وممرات للمشاة ومواقف للسيارات بمساحة إجمالية تبلغ 280 ألف متر مربع تتوزع في أطراف الحديقة.