أوضحت دراسة أجراها مركز يوجوف لصالح معهد أبحاث السياسة العامة البريطاني أن 50% من العاملين في القطاع الصحي في بريطانيا يعانون من تدهور صحتهم العقلية بسبب التوتر والقلق والصدمة والإجهاد جراء التعامل مع مرضى فيروس كورونا.
وأشارت الدراسة إلى أن 49% منهم يشعرون بالخوف والقلق على أسرهم بسبب نقص معدات الاختبار والحماية لهم، فيما يشعر 43% منهم بالقلق فيما يخص حصول مرضى الفيروس على رعاية كاملة.
وذكرت الدراسة أن 71% من العاملين الأصغر سناً تدهورت صحتهم العقلية بشكل أكبر بسبب افتقادهم للخبرة في حياتهم المهنية، كما أن النساء كانوا أكثر تأثراً من الرجال، فيما يشعر 30% فقط من العاملين أن الحكومة تبذل أقصى جهودها لحماية صحتهم العقلية.
ولفتت الدراسة إلى أن 1 من كل 5 يعملون في القطاع الطبي قد يستقيلون من وظائفهم نتيجة الضغط والإرهاق، وهذا ما سيتسبب بخسارة 300 ألف من العاملين في هذا القطاع الذي يعمل به 1.5 مليون عامل.
ووفقاً للدراسة فإن قدرة الرعاية الصحية في بريطانيا قد تتأثر لعدة سنوات بعد انتهاء أزمة كورونا إذا لم يتم اتخاذ إجراء جريء، ويحتاج 60% من العاملين في مجال الصحة إلى دعم أكبر لصحتهم العقلية.
وأوضح معهد أبحاث السياسة العامة أنه من الواجب على الحكومة الاعتراف بالجهود الكبيرة التي قام بها موظفو القطاع الطبي خلال أزمة كورونا وذلك عبر عدة إجراءات مثل مكافئهم عند انتهاء الأزمة، كما تم فعله في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ودعا المعهد الحكومة إلى منح كافة العاملين في مجال الرعاية الصحية مكافأة نحو 10% من رواتبهم إلى جانب تقديم دعم أفضل للصحة العقلية للأشخاص المحتاجين له.
ومن جانبها قالت الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية البريطانية سفرن كوردري أن هذا التقرير يوضح التأثيرات الحقيقية والمختلفة لفيروس كورونا على حياة العاملين في مجال الرعاية الصحة وكافة الأشخاص.
وأشارت إلى أن ما يثير القلق الشديد أن أكثر ن 70% من العاملين شعروا أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لحمايتهم، كما توجد حالة من عدم الرضا عن توفير دعم الصحة النفسية للموظفين وخاصة الممرضات والقابلات.