فشلت انجلترا في سد الفجوة بينها وبين الدول ذات الأداء الأفضل فيما يتعلق برعاية مرضى السرطان، على الرغم من محاولاتها المستمرة منذ 20 عاما.
وذكرت مراجعة أجرتها هيئة الصحة العامة لسجل الحكومة بين عامي 1995 و2015 أنه على الرغم من وجود أربع استراتيجيات تحدد الأهداف الطموحة في هذا الإطار، فإن الهيئة الصحية البريطانية لا تزال متأخرة عن ركب الدول الأكثر تطورا.
وقالت المراجعة إنه لو كانت الخدمات أحسن، لأمكن إنقاذ 10 آلاف شخص كل عام.
وأكدت المراجعة على أهمية التشخيص المبكر.
وحذر مايك ريتشاردز، مسؤون حكومي سابق في مجال مكافحة السرطان وهو الذي قاد الفريق الذي أعد هذه المراجعة، من أن المرضى يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى الاختبارات والفحوصات.
وقال: “على الرغم من إحراز بعض التقدم، فإن أهداف جميع هذه الاستراتيجيات لم تتحقق.”
وأشار إلى أن عدد الفرص الضائعة لإنقاذ الأرواح يعادل “سقوط طائرة ضخمة بما عليها من ركاب كل أسبوعين”.
يأتي هذا بعد شهر واحد فقط من وعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأن يكون التشخيص المبكر للسرطان بمثابة أولوية رئيسية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في السنوات القادمة.
إلى أي مدى تتأخر هيئة الخدمات الصحية الوطنية؟
يجب الإشارة إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة آخذة في التحسن، ففي عام 2000 ظل 62 في المئة من المرضى على قيد الحياة لمدة عام على الأقل. وبحلول عام 2015، ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 72 في المئة.
وفي غضون ذلك، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من 42 في المئة إلى 53 في المئة.
لكن الدول الأخرى تحسنت أيضا. وقد أبرزت مؤسسة الصحة أداء بريطانيا مقارنة بخمس دول أخرى هي كندا وأستراليا والدنمارك والنرويج والسويد.
وقد شملت هذه المراجعة ستة أنواع رئيسية من السرطان – القولون والمستقيم والثدي والرئة والمبيض والبروستاتا.
وفي كل نوع من هذه الأنواع، ظلت المملكة المتحدة في المركزين الأخيرين بين هذه الدول منذ عام 2000 فيما يتعلق بنسبة بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة لمدة خمس سنوات. ولم تنجح بريطانيا في سد الفجوة بينها وبين تلك الدول الأفضل منها سوى في مجال سرطان الثدي.
وسلطت الدراسة الضوء على أنه يمكن إنقاذ 10 آلاف مريض من الوفاة كل عام في حال التشخيص بشكل أفضل، وهو ما يمثل واحد من كل 13 حالة وفاة بسبب المرض.