ساره عمرو
بعد أكثر من سبع سنوات من الاضطراب الأمني التي لحقت بمصر عقب انتفاضة يناير 2011 وما لحقها من تبادل السلطات بين القوى المدنية والجيش، مرت السياحة المصرية بمنعطفات كثيرة كان أبرز ملامحها هو ضعف الإقبال السياحي وتدهور القطاع بأكمله على نحو لم تشهده مصر من قبل.
حوادث متكررة
تصيب السياحة في مقتل!
في 31 أكتوبر
2015، تحطمت طائرة الركاب الروسية، من نوع إيرباص إيه 321، في رحلتها رقم (9268) وهي
في طريقها من منتجع شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ، روسيا، وعلى متنها 224 راكب (217 مسافر
و7 من الطاقم) قتلوا جميعاً في الحادثة، وفي نوفمبر 2015 أمر الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين بتعليق رحلات شركات الطيران الروسية إلى مصر بتكليف من استخبارات
بلاده.
كان لقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني على يد السلطات
المصرية في 3 فبراير 2016 صدى كبير في تشويه صورة مصر الخارجية والذي ينعكس بشكل
كبير على قطاع السياحة، إذ أثارت التحقيقات التي كشفت عن تعرض ريجيني للتعذيب غضب
دولي كبير، حيث وقع 4500 من الأكاديميين
الأوروبيين على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق في وفاته وفي العديد من حالات الاختفاء
التي تجري كل شهر في مصر، وفي 10 مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اقتراح
لقرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من الحكومة
المصرية وصدر بأغلبية ساحقة.
ورغم وجود العديد من التحديات الأمنية التي تواجهها مصر
على الصعيد السياسي والأمنى، إلا أن العامين الأخيرين شهدا تحسنًا ملحوظًا في
معدلات الإقبال على السياحة المصرية وكان عام 2018 هو الأفضل على الإطلاق منذ عام
2011.
2018.. عودة
السياحة الروسية يغير الموازين وبريطانيا تقع في المرتبة السادسة
بلغ عدد
السياح الروس في مصر 14.7 مليون في عام 2010، وتدهورت النسبة في عام 2016 لتصل إلى
4.5 مليون، وما زال السيّاح الروس يمثّلون نحو 40 في المائة
من إشغال الفنادق في مدن البحر الأحمر، إلا أن عودة الرحلات الجوية الروسية في فبراير 2018 بين موسكو
والقاهرة، أدى إلى وجود تحسن كبير في أرقام ومعدلات السياحة في مصر، إذ كشف مصدر
حكومي لوكالة رويترز أن أعداد السياح الوافدين إلى البلاد زادت نحو 41% خلال النصف
الأول من 2018، حيث قفزت أعداد السياح الوافدين خلال الأشهر الستة الأولى
من هذا العام إلى 5.061 مليون سائح مقابل 3.6 مليون سائح قبل عام، وبلغت الإيرادات
السياحية 4.781 مليار دولار، بارتفاعٍ نحو 77% مقابل 2.7 مليار دولار قبل عام.
قال وكلاء السفر الدوليين أن هناك زيادة كبيرة في عدد السياح الوافدين من المملكة المتحدة إلى مصر، حيث شهدت عدد الحجوزات ورحلات الطيران زيادة كبيرة خلال عام 2018، ففي يوليو عام 2018، أعلنت شركة السياحة البريطانية الكبرى، توماس كوك، أن ما لا يقل عن 500 ألف سائح سيزورون مصر خلال العام الجاري، كما أصدرت هيئة الإحصاء الرسمية في مصر، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (CAPMAS)، تقرير يقول أن البريطانيين يحتلون المرتبة السادسة في عدد السياح الذين يزورون مصر مع ما لا يقل عن 26.338 سائحًا يصلون في يناير 2019.
رخص
السياحة المصرية يضعها في القائمة ب 2019
أصدرت صحيفة “ذا صن” البريطانية
تقريراً قالت فيه إن مصر من بين أرخص الوجهات السياحية التي ستشهد ارتفاع عدد السياح
البريطانيين في صيف عام 2019، وذلك بعد انخفاض كبير في تدفق السياح البريطانيين إلى
مصر في السنوات الأخيرة، حيث أوضح التقرير أن المسافرين البريطانيين يتجهون إلى دول
شرق البحر الأبيض المتوسط للاستمتاع بعطلة مدهشة ومريحة لا سيما في أعقاب عدم اليقين
بشأن قرار المملكة المتحدة بترك الاتحاد الأوروبي وتخفيض الجنيه الاسترليني مقابل اليورو.
وقالت الصحيفة إن مدينة الغردقة هي وجهة
سياحية صديقة للأسرة ومناسبة للأطفال، خاصة مع الألعاب المائية وكذلك الفنادق والنوادي
والترفيهية، بالإضافة إلى مدينة الغردقة التي تتمتع بطقس رائع ورخص سعرها حيث يستطيع السائحون قضاء أسبوع كامل مقابل
300-350 جنيه إسترليني بما في ذلك الرحلات الجوية.
يذكر أن التلغراف قالت أن مصر هي ثاني أرخص
وجهة سياحية يمكن زيارتها، كما ذكر المنتدى الاقتصادي الدولي، الذي يعد أحد المؤسسات
الرائدة في مجال البحوث الاقتصادية، في تقرير عن التنافسية في عام 2017 أن مصر هي ثاني
أرخص وجهة سياحية على مستوى العالم.