الدور الروسي في إعادة إعمار سوريا
تابعونا على:

إخترنا لكم

الدور الروسي في إعادة إعمار سوريا

نشر

في

2٬407 مشاهدة

الدور الروسي في إعادة إعمار سوريا

راميا يحيى

كانت سوريا قبل الأزمة ومازالت نواة تكامل جيوسياسي واقتصادي محورية لدول الجوار وخاصة تركيا والأردن والعراق ولبنان , وصولاً إلى دول الخليج وإلى ما بعدها .

وبسبب الجغرافيا السياسية التي تتمتع بها سوريا, وتوسطها قلب منطقة الشرق الأوسط حيث تشكل نقطة عبور هامة للقارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا, لما تملك من معابر ومداخل برية وبحرية هامة. 

 من المؤكد أن الحرب لم تغير من أهميتها ولا من أهمية موقعها الاستراتيجي، بل على العكس تمثل مركز انطلاق مهم لدول المنطقة على المستوى العالمي وخاصة “لروسيا” التي باتت لها قدرة تمركز جيو سياسية وعسكرية واضحة في منطقة الشرق الأوسط من خلال بوابتها سوريا والتي تعززت بشكل واضح خلال الأزمة السورية، وبات القيصر الروسي واحدا من أهم اللاعبين الرئيسين في قلب الشرق الأوسط “سوريا” وبنفوذ جيوسياسي وعسكري عالي المستوى.   

ومن الطبيعي بعد هذا الدمار الذي خلفته الحرب، إعادة إعمار سوريا كما كانت عليه في السابق، بحاجة لعقود من الزمن ولمشاركة من قبل قوى محلية و إقليمية دولية عظمى، ودراسة الكلفة التقديرية لفاتورة الإعمار  مع تحديد إمكانيات الحكومة السورية، من خلال تقدير الموارد الوطنية، ومشاركة كل  أطياف الشعب السوري أقصد هنا “تكافل” بين مختلف أطياف الشعب السوري لضمان الاستقرار للفرد وانشغال فئات المجتمع من الشباب بالتطوير والاستثمار والتقدم ومساهمته في الإعمار بدلامن خلق الصراعات والنزاعات والتطرف، ومناقشة أفاق عودة اللاجئين الحتمية الى الوطن.

ماهي الكلفة التقديرية لفاتورة إعادة الإعمار؟                                                        

وفقاً لتقرير البنك الدولي في تموز يوليو 2017 بعنوان “خسائر الحروب التبعات الاقتصادية والاجتماعية للصراع في سوريا” فقد دمرت الحرب أكثر من 20 في المائة من المنازل ,كما أدت إلى تدمير شبه كامل للبنى التحتية، وأصيبت بأضرار بالغة المدارس، والمستشفيات والطرق ومرافق إنتاج النفط والغاز. وقدرت فاتورة الاعمار ب 250 مليار دولار على أقل تقدير حسب البنك الدولي.

لمن الحصة الأكبر في مشاريع إعادة الإعمار في سورية؟

من الواضح قد حصلت روسيا على النصيب الأكبر في إعادة إعمار سوريا والاستثمار لعدة أسباب وخاصة أن لديها خبرة في شتى المجالات والتطوير الحيوي والزراعي والصناعي والطاقي  والعلمي. وبما أنها الحليف الأول لسوريا  وكان لها الفضل الأكبر في إنهاء الصراع .

ففي مقابلة لرئيس مجلس الوزراء السوري  عماد خميس مع وكالة سبوتنيك الروسية أكد أن  الجذور التاريخية للعلاقات الروسية السورية تفوق العلاقات السياسية والأقتصادية وصولاً إلى العلاقات الإجتماعية , وأكد خميس بأن الروس هم شركاء و حلفاء حقيقيون ولديهم مزايا متقدمة للغاية في شتى المجالات وأن الحكومة السورية طرحت عدة مشاريع في مختلف القطاعات وترحب بروسيا كأول المستثمرين.

الدور الروسي في إعادة إعمار سوريا

ففي عام 2018 توافدت الى سوريا أكثر من 80 شركة روسية ضخمة للاستثمار , وتم توقيع عقود طويلة الأمد في مختلف القطاعات بما يخدم مصلحة الطرفيين، ،من بينها شركة الملياردير الروسي “تيموشينكو ” فقد وقعت عقدا للاستثمار في قطاع الغاز والفوسفات . وبدأت بتنفيذ أعمال الصيانة والترميم منذ مطلع حزيران الماضي, في مناجم الفوسفات في خنيفيس قرب تدمر, في محافظة حمص. وليس من الغريب اهتمام الروس بالفوسفات فسوريا كانت تندرج قبل الأزمة ضمن أكبر خمس دول مصدرة للفوسفات في العالم وأبرز مناجمها الشرقية وخنيفيس، وتعتبر سوريا ثاني أكبر احتياطي عربي بعد المغرب وتتركز المناجم في منطقة تدمر.

 وأكدت مصادر روسية أنه تم توقيع العقد رقم 66 مؤخراً بين المؤسسة العامة للجيولوجيا السورية  وشركة ستروي ترانس غاز الروسية التي تملك إمكانية إنتاج واستثمار الفوسفات، من أجل استخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر، وتم الاتفاق على أن يتم تقاسم الإنتاج بين الطرفين بحيث تكون حصة المؤسسة العامة للجيولوجيا 30 بالمئة من كمية الإنتاج  و لمدة 50 عاماً بإنتاج سنوي قدره 2,2 مليون طن من بلوك يبلغ احتياطه الجيولوجي 105 ملايين طن.

كما طرحت الحكومة  مشروع إعادة تأهيل قرية المنارة في محافظة طرطوس حيث  رصدت الشركة الروسة المستثمرة STG.LOGISITC  90 مليون  دولار لتحويل القرية إلى مجمع سياحي متكامل وستكون نقطة جذب للسياح الروس.

دور روسي تسويقي لإعادة الإعمار في سوريا:

تطمح روسيا لإشراك الجانب الأوربي في إعادة إعمار سوريا, وكان هذا واضحاً من  خلال القمة الرباعية  التي احتضنتها تركيا في 27 من أكتوبر الماضي 2018 لزعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا , التي تطرقت  إلى بحث سبل حل الأزمة السورية  والتوصل إلى الحل السياسي ,  و التأكيد على أهمية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الأمنة للاجئين إلى سوريا  وضرورة توفير البنية التحتية , وبالتالي يمكن الإشارة هنا إلى اهتمام الجانب الأوربي بإعادة الإعمار وخاصة بعد أكبر تدفق للمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية والتي فشلت اوربا في مواجهتها , والتي أدت إلى أزمة سياسية كبيرة في أوربا وانقسامات بين الأحزاب و نتج عنها تعرض  كثير من القادة الأوربيون لضغوط سياسية للحد من أعداد المهاجرين.

حيث قد يتم إقناع الدول الاوربية في النهاية بممارسة الأعمال و المشاركة في إعادة الإعمار من خلال موسكو حيث أن بعض الشركات الأوربية اليونانية والإيطالية  فموجودة على الأراضي السورية وجاهزة لتقديم الدعم والمساهمة البناءة بالإضافة لشركات ألمانية تظهر جاهزيتها للدعم و المشاركة.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X