يعود تاريخ بناء المساجد في بريطانيا إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما تم بناء أحدها على التراس الموجود في ليفربول، والآخر تم بناؤه في مدينة سوري ووكينغ، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح تماماً كيف يمكن أن يكون النمط النموذجي للمسجد البريطاني، حيث أن النهج الأكثر شيوعاً هو بناء عادي مزين بعد ذلك بالأشكال التي تشير إلى بلد المنشأ الرئيسي مثل العثمانية للأتراك والقبارصة، والمغولي للناس من شبه القارة الهندية، أو الذين جاء منهم الجزء الأكبر من التمويل.
ويعد المسجد الجديد الذي تبلغ تكلفته 23 مليون جنيه استرليني في ميل رود، كامبردج، والذي سيتم افتتاحه في الأسابيع القليلة المقبلة، أكثر المحاولات تصميماً حتى الآن للبناء بطريقة مكانه وزمانه، إنه من أفكار تيموثي وينتر، والمعروف أيضاً باسم عبد الحكيم مراد، الذي اعتنق الإسلام والذي يدرس في جامعة كامبريدج وعميد كلية كامبردج الإسلامية.
وسيخدم المبنى الذي يتسع لـ 1000 مصلي، سكان المدينة المسلمين بشكل عام، وكذلك طلاب وينتر، ويُقال إنه تم تمويله بأكثر من 10.000 تبرع من أفراد إلى حكومات مثل قطر، وجاء ثلث التبرعات من مجموعة كبيرة من المانحين الأتراك ومن رجال الأعمال والحكومة.
ويعرف تيموثي وينتر، بأنه معارض للتفسيرات المتطرفة للإسلام وأنه يرغب في إيجاد تفاهم أفضل بين أولئك الذين داخل وخارج العقيدة، وهو أيضاً ابن جون وينتر، وهو مهندس عصري حساس وماهر.
وفي المسجد، تركزت جهود التصميم على الأعمدة الشبيهة بالأشجار التي تمسك فروعها بالأخشاب عالية التصميم، والتي تنتشر وتتشابك، وفي السقف الضوء من خلال فتحات دائرية أعلاه، ويتم إنشاء بستان من 16 عموداً من هذا النوع في قاعة الصلاة التي تعد المساحة الرئيسية للمسجد، في مدخل المبنى والرواق.
وقام كيث كريتشلو، المتخصص في الهندسة الإسلامية، بتقديم المشورة بشأن الأنماط الكامنة وراء هيكل سقف ماركس بارفيلد، وساهم بعناصر زخرفية ذات تصميم تقليدي أكثر وضوحاً.
ويهدف التصميم، كما تمنى وينتر، إلى مستويات مثالية من الاستدامة والكفاءة، وسيكون التثبيت الجاري حالياً، لبعض الميزات التركية من المانحين الأتراك.