حوار خاص – حنين الصيفي سفيرة الموضة القطرية

حاورتها: حليمة صبرا

تعتبر القطرية “حنين الصيفي” واحدة من أشهر أيقونات الموضة للمحجبات في العالم العربي، تمتلك اليوم نحو 370 ألف متابع على منصة انستغرام، وتعد وجهاً إعلانياً للعديد من العلامات التجارية الراقية، مجلة أرابيسك لندن التقت حنين وأجرت معها هذا الحوار.

أنت خريجة كلية الهندسة الكيميائية، وتعملين الآن في مجال الموضة والأزياء والتجميل، كيف قررتِ دخول هذا المجال البعيد عن تخصصك الجامعي؟

لقد بدأ الموضوع بعد دردشة مع إحدى صديقاتي منذ عدة سنوات، وقد قالت لي حينها: “حنين أنت شخص مؤثر في العديد من الأشخاص حولك، لماذا لا تحاولين التفكير بهذه النقطة كإحدى نقاط قوتك وتقومين باستغلالها بشكل صحيح واحترافي”.

شغلت هذه الجملة تفكيري وقتها، ودفعتني لإعادة النظر في رغباتي الحقيقية بدلاً من الرغبات التي كنت أظن أنني أفضلها، فمن قبل أن أدخل هذا المجال كنت أقوم بنشر يومياتي وطرق عنايتي ببشرتي وطرق تنسيق ملابسي، وكنت في ذلك الوقت شخصاً عادياً، يتابعني 10 آلاف متابع جميعهم من أصدقائي وأقاربي وزملائي في الدراسة.

ما هي المنصة الرقمية التي تحظى بأكبر تفاعل للمتابعين في مجال الأزياء؟

فيما يخص عالم الأزياء، أعتقد أن الانستغرام حالياً هو الأكثر تأثيراً وخاصة في منطقة الخليج.

ما هي معايير اختيارك للترويج أو التعاون مع العلامات التجارية العالمية في مجالي الأزياء والتجميل؟

لحسن الحظ، فإنني دائماً ما كنت أحظى بالعمل مع علامات تجارية أحبها، والمعيار الأساسي لديّ أن تكون العلامة تصنع منتجات أو أزياء تتناسب مع شخصيتي الحقيقية كي لا أبدو وكأنني أروج لشيء لا أحبه فعلاً، وأن تكون العلامة مميزة وغير مقلدة لمنافساتها في المجال.

كيف يكسب المدون على وسائل التواصل الاجتماعي ثقة متابعيه في وقت ازداد فيه عدد العاملين في هذا المجال بصورة كبيرة؟

بسبب المنافسة الشديدة اليوم يعد اكتساب الثقة أمراً صعباً، ولكن يمكن اكتسابها من خلال الوقت والدقة والالتزام، وقد قرأت في إحدى المقالات يوماً أن الأشخاص الذين يحظون بثقة أكبر هم الأشخاص الحاصلون على شهادة جامعية، ويعملون باسمهم الحقيقي دون اللجوء لأسماء مستعارة، وقد تكون هذه المواصفات سهلة الاتباع، لكني أعتقد أن العوامل التي ذكرتها في البداية هي الأقوى والأكثر ثباتاً.

إلى أي مدى ساهم ظهور مدونات موضة المحجبات في مساعدة السيدة المحجبة على مواكبة الموضة في هذا العصر؟

أعتقد أن ظهور مدونات موضة المحجبات ساعد في إظهار رغباتنا الحقيقية ولفت انتباه العلامات التجارية الكبيرة إلى احتياجاتنا، ففي السابق كان من الصعب جداً إيجاد الملابس التي تلائم المرأة المحجبة دون إحداث إضافات خارجية كارتداء جاكيت أو إضافة أكمام أو بعض القطع التي تجعل الملابس مناسبة للمحجبات.

في الوقت الحالي، تتجه كبرى العلامات التجارية لإصدار مجموعات من الأزياء الحصرية لمنطقة الشرق الأوسط وأصحاب الأزياء المحتشمة، كما أن العديد من العلامات التجارية قامت بإصدار عباءات مثل دولتشي آند غابانا وغيرها من دور الأزياء الراقية.

كيف يمكن للفتيات الخبيرات في مجال الأزياء والتجميل أو المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي إحداث تأثير إيجابي على أرض الواقع بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي؟

إحداث التغيير الإيجابي على أرض الواقع هو مسؤولية الجميع، أؤمن بأن الجميع مؤثر، الأب في أسرته والأم في نظر أطفالها والمعلم أمام طلابه.

ويكمن التحدي لدى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أن تأثيرهم قد يكون يومياً وبشكل مستمر، ولذلك عليهم مسؤولية اجتماعية كبيرة لإظهار الجانب الجيد في المجتمعات من خلال نشر الفكر التطوعي والأعمال الخيرية والقيم والأخلاق الحميدة.

يعد التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم عملاً قائماً بحد ذاته، كيف ترين تفاعل المجتمع العربي مع هذا النمط من الأعمال؟

بالفعل أصبح العمل على وسائل التواصل الاجتماعي عملاً رسمياً، وتعد وظيفة ممتعة وسهلة لمن يحبها فعلاً.

في السابق لم يكن يوجد هذا التقبل والتفاعل لهذا النوع من العمل في المجتمع العربي، ولكن أعتقد أن من بدأوا سابقاً مهدوا الطريق ليصبح أكثر سهولة حالياً.

ما هي الأخطاء الشائعة في أوساط المدونات العربيات في مجالي الأزياء والتجميل؟

الأخطاء ورادة دائماً، لكن المميز في الأمر أن الأخطاء تختفي بعد وقت قصير ولا يمكنها الاستمرار لفترة طويلة بسبب محاولة الآخرين دائماً تحسين وتطوير عالم الأزياء والتجميل في الوطن العربي.

من أبرز الأخطاء الشائعة اتباع أنماط مختلفة في مجال الموضة لا تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا وحياتنا لمجرد التقليد، الأمر الذي يسبب سوء فهم لدى المجتمعات الخارجية حول ما يتعلق بحقيقة هويتنا الأصلية.

بم تنصحين الفتيات اللواتي يمتلكن رغبة في البدء في أعمالهن عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

منصات وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، ويوجد فاصل صغير جداً بين النجاح وبين التكرار.

وأنصح الفتيات أن يقمن بشيء يمتلكن رغبة حقيقية وفعليه تجاهه وتقدرن على الالتزام والاستمرار به، كما عليهنّ أن يتحلين بالصبر الشديد والقوة لقراءة وسماع آراء مختلفة قد تكون سلبية أو غير حقيقية في غالب الوقت.