تنطلق اليوم الجولة الثامنة من جولات التفاوض بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي في لندن والتي ينتظرها الكثيرون باعتبارها جولة فاصلة ومصيرية في مسار المفاوضات بين لندن وبروكسل، حيث سيتحدد على إثرها مصير العلاقات المستقبلية بينهما في مرحلة ما بعد “بريكست”.
وستعقد هذه الجولة وسط أجواء من القلق والتوتر سواء على الصعيد الأوروبي أو البريطاني، حيث تصاعدت حدة التصريحات من الجانبين مؤخرا بشكل ملحوظ.
واعلن جونسون أن بلاده تتجه حاليا نحو الخروج من التكتل الأوروبي دون صفقة، وحدد 15 أكتوبر المقبل، وهو موعد انعقاد قمة المجلس الأوروبي، موعدا نهائيا لإبرام اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست.
وعبر العديد من المسؤولين الأوروبيين عن قلقهم من سيناريو الخروج بلا اتفاق، والذي قد يؤدي إلى تداعيات كارثية للجانبين في مرحلة ما بعد “بريكست”. ومن أبرز هؤلاء المسؤولين وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الذي أكد أن ثمة حاجة ملحة في التوصل إلى اتفاق بشأن محادثات التجارة في مرحلة ما بعد “بريكست”، واصفا تعاطي لندن مع هذه المفاوضات بالمتعنت وغير الواقعي.
من جهة اخرى، أعربت العديد من الشركات عن قلقها حيال الضرر قريب الأجل المتوقع أن ينجم عن بريكست دون اتفاق، حيث ستخضع حينها علاقات البلدين لقواعد منظمة التجارة العالمية وهو ما يعني فرض رسوم جمركية مرتفعة وتشديد الرقابة الجمركية في العلاقات التجارية بينهما.
يذكر انه في حال عدم التوصل على الاقل إلى اتفاق مبدئي خلال الجولة الحالية فإن ذلك سينذر بقرب وقوع بريكست بلا اتفاق، والذي سيفرز بدوره مصاعب جديدة في علاقة الجانبين قد تزداد حدتها مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها وباء كورونا.