عالم الطهي والوصفات واسع لا نهاية له، خصوصاً مع عصر التقنية الحالي الذي جعل من تعلم الوصفات والأطباق الجديدة أمر يسير على أي شخص. رغم ذلك، ورغم تعدد الطهاة وتنوع وصفاتهم، لا بد أن يكون عند كل منا شيف يفضله عن غيره. من الطهاة الذين يتشابهون بمطبخهم وأنواع الأطباق التي يقدمونا، الشيف محمود افرنجية والشيف ثابت المعروف باسم شام الأصيل على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم أن كلاهما يطبخان بشكل أساسي من المطبخ السوري، وتتقارب أنواع أطباقهم، إلا أن الشيف ثابت يشهد شعبية متزايدة بينما فرنجية يشهد انخفاضاً في شعبيته، فما السبب؟
جولة سريعة في صفحات الشيفين على موقع يوتيوب، نجد أن قناة شام الأصيل أصدرت أكثر من 300 فيديو، وعدد المشتركين في القناة تجاوز المليون و600 ألف متابع، بينما محمود افرنجية نشرت قناته أقل من 40 فيديو، رغم أنه أسس قناته على اليوتيوب عام 2014، بينما شام الأصيل انطلقت قناته عام 2016. كما أن افرنجية اختار إخفاء عدد المشتركين للعامة، مما أثار الكثير من التساؤلات حول ذلك.
أما في وصف القناة، نجد أن محمود افرنجية اتبع ما يشبه “السيرة الذاتية”، حيث تحدث عن بدايته ومشواره في عام المطبخ. أما شام الأصيل فاكتفى بشرح ما ستقدمه القناة وأن وصفاته ستكون سهلة واقتصادية، لربما طريقة كلامه وأسلوبه جعلته أقرب للجمهور، خصوصاً أنه لا يكترث للمسميات والألقاب.
يمكننا أيضاً ملاحظة الفرق الشاسع في عدد المشاهدات، والذي قد يرجع إلى الفرق في عدد الفيديوهات المنشورة، فقناة شام الأصيل تخطت الـ150 مليون مشاهدة بأشواط، بينما قناة محمود إفرنجية تجاوزت ال10 مليون مشاهدة بقليل.
نأتي الآن إلى ما ينشرانه من محتوى ووصفات، ففي أحدث فيديوهات الشيف إفرنجية (وصفة شاورما الغنم)، العديد من التعليقات اتهمته “بسرقة” الوصفة كما هي من شيف آخر، دون حتى إضافة لمسته الخاصة، واصفين الأمر بالـ”تقليد”.
كما أن مقاطع الفيديو الأخرى على قناته لا تخلو تعليقاتها أبداً من المطالبة بإعادة نشر أحد وصفاته عن شاورما الدجاج، و الدجاج البروستد والتي قالها هو لجمهوره بأنه حذفها لأن هناك أشخاص في عدة أماكن بدؤوا يفتحون مطاعم بسبب وصفات هاذين الطبيقين حيث قوبلت هذه التصريحات باستهجان المتابعين و التي اعتبروها قلة خير و أنانية من محمود.
كل من الشيف محمود افرنجية والشيف ثابت على قناته شام الأصيل نشرا فيديو مشترك بينهم عن وصفة (شاورما الدجاج)، لكنها مختلفة عن الوصفة التي حذفها افرنجية، كما أن أداء الفيديو على قناة شام الأصيل أفضل بكثير، حيث حصد أكثر من 300 ألف مشاهدة، بينما على قناة افرنجية فكانت المشاهدات أقل من 100 ألف مشاهدة.
و من الملاحظات التي تقال عن افرنجية أنه لا يضع مكونات الطبق و المقادير في وصف الفيديو على عكس شام الأصيل الذي يشرح كل شيء بالتفصيل و يرد على استفسارات المتابعين.
بالنهاية يمكننا القول بأن أصحاب قنوات اليوتيوب هم تحت مجهر المتابعين و الإعلاميين فبقدر تقديمهم خدمات جيدة لمتابعينهم و بشكل مستمر بقدر ما يزداد عدد متابعينهم و يحققون الأرباح.
فهم بحاجة للعطاء لكي يستطيعوا أن يأخذوا، واستثناءات هذه القاعدة قليلة جداً و إن وجدت فهي لن تستمر.