أثارت حادثة الطعن التي استهدفت سياحا أجانب في مدينة الغردقة على شواطئ البحر الأحمر الجمعة مخاوف من تلقي قطاع السياحة المصرية طعنة جديدة عقب انتعاشة مؤقتة شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية هي الأكبر منذ ثورة 25 يناير 2011.
وتوقع خبراء السياحة بمصر أن يؤثر الحادث على قطاع السياحة بشكل سلبي ويعيد جهود السلطات إلى نقطة الصفر بعد آمال عريضة علقها العاملون بالسياحة على الجهود الحكومية الأخيرة لتعافي القطاع.
وكان شاب مسلح قد طعن 7 سياح أجانب بمدينة الغردقة، مما أدى إلى مقتل سائحتين من الجنسية الألمانية، فيما تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهم حيث باشرت أجهزة الأمن التحريات حول دوافع الحادث.
حادث فردي
وقالت رنا جوهر المتحدثة باسم وزارة السياحة المصرية إن “قوات الأمن مازالت تحقق حاليا لمعرفة أسباب الحادث، وأن التحقيقات الأولية تظهر أن الحادث فردي نتيجة إقامة الضحايا في مدينة الغردقة منذ عدة سنوات، متوقعة عدم تأثر قطاع السياحة سلبًا نتيجة الحادث”.
وأضافت المتحدثة باسم وزارة السياحة أن حادث انتحار سائحة بولندية وقع في الغردقة منذ شهرين كان فرديا أيضًا ولم يؤثر على السياحة، مؤكدة أن فنادق الغردقة استكملت كل الحجوزات خلال الفترة التي أعقبت عيد الفطر.
وقال عماري عبدالعظيم رئيس شعبة السياحة بالغرف التجارية إن حادثة الغردقة ستكون لها آثار سلبية على السياحة بمصر بشكل عام، مشيرًا إلى أن السياحة المصرية كانت فى طريقها للتعافي وأن تلك الحادثة ستعيد جهود بلاده لإنعاش السياحة لنقطة الصفر.
وأضاف رئيس شعبة السياحة بالغرف التجارية أن بلاده بحاجة لجهود أكبر لإزالة الآثار السلبية للحادث عن أذهان الأجانب، مطالبًا وسائل الإعلام المصرية بعدم تضخيم آثار الحادث، وأكد أن العالم كله أصبح يعاني من حوادث إرهابية.
وطالب عبدالعظيم الحكومة المصرية بمراجعة سياسة دخول المواطنين لمدينة الغردقة وشرم الشيخ دون حجوزات أو وجود عمل لهم كما كان في الأعوام السابقة، مطالبًا بضرورة تشديد الرقابة على دخول الأشخاص لهذه المناطق.
وأكد رئيس شعبة السياحة أن مدينتي الغردقة وشرم الشيخ تعانيان من ولوج الكثير من الأشخاص المتطفلين، متسائلاً عن أسباب تواجد هؤلاء الأشخاص في مدن مثل شرم الشيخ أو الغردقة دون أسباب.
وأشار إلى أن تلك المدن كانت مقصورة على السائحين الأجانب والطبقة الميسورة من المصريين فقط.
وقال النائب أحمد إدريس عضو لجنة السياحة بالبرلمان المصري إن الحادث سيكون له تأثير سلبي على جلب السياحة الأوروبية لمصر خاصة بعد إدانة السفارة الألمانية بالقاهرة لكنه استدرك بأنّ الإرهاب أصبح ظاهرة منتشرة في أنحاء العالم.
وأضاف عضو لجنة السياحة بالبرلمان المصري أن الحادث فردي ولكن البلاد تحتاج لبعض الوقت لإزالة آثاره السلبية، مؤكدًا أن البرلمان يقدم كل الدعم لوزارة السياحة لتكثيف جهوده لإظهار مصر بصورة آمنة.
من جانبهم قال مسؤولون ألمان اليوم السبت إنهم يشعرون “بالاستياء والغضب” لمقتل ألمانيتين طعنًا في حادثة الغردقة، معتبرين أنه كان هجومًا متعمدًا على سياح أجانب.
السياحة تنزف
وتشهد السياحة المصرية تراجعًا بسبب الأحداث الأمنية والإرهابية حيث أعلن محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر في يناير الماضي أن إيرادات بلاده من النقد الأجنبي في قطاع السياحة انخفضت إلى 3.4 مليار دولار في عام 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015.
وعاشت مصر في السنوات القليلة الماضية حالة تدهور اقتصادي وسط تفاقم عجز الموازنة وارتفاع التضخم وتراجع إنتاج الشركات والمصانع وشح شديد في العملة الصعبة في ظل غياب السائحين والمستثمرين الأجانب وتراجع إيرادات قناة السويس.
وتعول القاهرة على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار) حسب بيانات وزارة السياحة.