بالرغم من تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مختلف مجالات الحياة، بما في ذلك قطاع السياحة، تمكنت دولة الإمارات من تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، والتأكيد على متانة القطاع السياحي الإماراتي، ودوره كمساهم في دعم الاقتصاد والناتج المحلي.
ولم تواجه الإمارات أية صعوبات في استعادة الثقة بالسياحة، بعد التعافي من التداعيات العالمية التي أفرزتها جائحة كورونا، لما تملكه من مقومات تجعلها واحدة من أهم الوجهات المفضلة للدول المصدرة للسياحة بحسب العديد من التقارير والمؤشرات الدولية العالمية المتخصصة.
واستطاعت الإمارات من خلال موقعها السياحي الذي يربط بين الشرق والغرب، والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به، والبنية التحتية القوية والداعمة للسياحة، بالإضافة إلى القوى العاملة ذات الكفاءة العالية، والسمعة العالمية في مجال التكنولوجيا، وما قدمه قطاع الطيران الإماراتي من خدمات لوجستية، جعلها محط اهتمام الزوار من مختلف دول العالم.
لذلك ليس بالجديد على الإمارات أن تنجح في تصدر قائمة التصنيفات باحتلالها المرتبة الأولى عالميا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمشاريع في مجال السياحة لعام 2021، وفقاً لتصنيف أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر (FDiMarkets) التابعة لشركة «فايننشال تايمز المحدودة» والتي تعتمد على تصنيف الوجهات الاستثمارية التي تستقطب 10 مشاريع استثمار أجنبي أو أكثر في العام الواحد.
جاء هذا النجاح ليثبت التزام دبي المتواصل بتحسين البيئة المحفزة للأعمال والاستثمارات في كافة القطاعات، كما يأتي ذلك بمثابة شهادة دولية لنجاح استراتيجية دبي المتمثلة في مواصلة العمل على تعزيز كفاءة المنظومة التشريعية والتنظيمية في دبي.
وبدوره قال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إن تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ضمن قطاع السياحة في دبي تعكس نظرتها المستقبلية وثقة المستثمرين المتنامية فيها، وترسيخ مكانتها كعاصمة للتجارة والاستثمارات العالمية ومركز استراتيجي لاستقطاب الشركات متعددة الجنسيات من كل أنحاء العالم.
وقد أكد قطاع السياحة في دبي مجدداً إسهامه كمحرك اقتصادي رئيسي وفرصة مثالية للمستثمرين الدوليين مع حفاظ دبي على تصنيفها الأعلى في مجال استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع السياحة خلال عام 2021.
- 6.4 مليار درهم و30 مشروعاً
واستأثر قطاع السياحة في دبي بنحو 6.4 مليار درهم (1.7 مليار دولار أمريكي) من الاستثمار الأجنبي المباشر، مع 30 مشروعاً من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، خلال عام 2021، وذلك بحسب بيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر والتي نشرتها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.
يأتي هذا الأداء المميز للاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع السياحي خلال عام 2021 ليكلل عاماً بالغ الأهمية بالنسبة لدبي التي قادت خلاله موجة انتعاش قطاعي السياحة والسفر العالميين عقب الجائحة العالمية، واحتفلت فيه باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ورحّبت بالعالم في «إكسبو 2020 دبي»، فيما رسّخت مكانتها أيضاً بين وجهات السفر الأكثر أماناً في العالم.
مسيرة نجاح
كما توّج عام 2021 مسيرة ناجحة امتدت على مدار خمس سنوات متتالية منذ عام 2017 حافظت خلالها دبي على تقدمها على مدن عالمية مثل لندن وباريس وشنغهاي على صعيد استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القطاع السياحي، بإجمالي 83.5 مليار درهم (22.8 مليار دولار أمريكي) عبر 205 مشروعاً على مر السنوات الخمس.
واستقبلت دبي 7.28 مليون زائر دولي خلال عام 2021، بنسبة نمو قدرها 32% مقارنة مع نتائج عام 2020، وساهم في تعزيز سمعة دبي العالمية استضافة «إكسبو 2020 دبي» الذي استقطب مشاركة دولية واسعة شملت أكثر من 190 دولة وسجل أكثر من 24 مليون زيارة من المواطنين والمقيمين والزوار من شتى أنحاء العالم، إلى جانب المركز الأول الذي حظيت به دبي على قائمة أفضل وجهات العالم للمسافرين لعام 2022 وفقاً لموقع «تريب أفايزر».
وشهد عام 2021 إطلاق أضخم تعديلات تشريعية في تاريخ دولة الإمارات، حيث تم تحديث وتطوير أكثر من 40 قانوناً في مختلف المجالات، بهدف تعزيز سهولة الأعمال وضمان دخول المستثمرين دون أي تعقيدات أو تحديات، وتم طرح تأشيرة سياحة متعددة الدخول مدتها 5 سنوات تمنح لموظفي الشركات متعددة الجنسيات في عام 2021، بالإضافة إلى المبادرات السابقة مثل مبادرة التأشيرة الذهبية التي تستهدف المستثمرين ورواد الأعمال والمواهب المتخصصة، وبرنامجي العمل الافتراضي والتقاعد في دبي.
