تبدو الأوضاع داخل العراق مرشحة لكثير من التطورات قريباً بعد مظاهرات الغضب التي نظمها أنصار التيار الصدري وقيامهم باقتحام البرلمان للمرة الثانية خلال أسبوع.
حيث اقتحم محتجون عراقيون غالبيتهم من أنصار التيار الصدري، اليوم السبت، مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، للمرة الثانية خلال أيام، في أعقاب مواجهات مع قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وتجمع الآلاف جميع محافظات العراق، في ساحة التحرير بوسط العاصمة بغداد، وسط استنفار أمني مكثف، في حين أعلن مجلس النواب إلغاء جلسته التي كانت مقررة اليوم.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، عبر مئات المتظاهرين، الحواجز الخرسانية التي أقامتها الشرطة العراقية على جسر الجمهورية في بغداد، باتجاه المنطقة الخضراء، في إطار المظاهرات التي دعا لها زعيم التيار مقتدى الصدر، احتجاجاً على استمرار “الإطار التنسيقي” في ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب، القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه من خلف الكتل الخرسانية، لمنع المتظاهرين من اقتحام المنطقة الخضراء التي تضم بعثات دبلوماسية ومقرات حكومية.
توجيهات بعدم التعرض للمحتجين
بالتزامن مع ذلك، وجه رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان بعدم التعرض للمعتصمين وعدم المساس بهم.
وأعلن مدير مكتب “الشهيد الصدر” في بغداد، إبراهيم الجابري، “الاعتصام المفتوح” في البرلمان والمنطقة الخضراء بعد ترشيح خصوم رجل الدين الشيعي (الإطار التنسيقي)، مقتدى الصدر، لمحمد السوداني لتشكيل حكومة جديدة.
اعتصام مضاد
في المقابل، عبر “الإطار التنسيقي” عن قلقه “البالغ” جراء الأحداث التي تشهدها بغداد و”خصوصا التجاوز على المؤسسات الدستورية واقتحام مجلس التواب والتهديد بمهاجمة السلطة القضائية ومهاجمة المقرات الرسمية والأجهزة الأمنية”.
و أوصى “الإطار التنسيقي” فى بيان اليوم بضرورة ضبط النفس داعيا “جماهير الشعب المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها”، فيما حمّل “الإطار التنسيقي” الجهات السياسية التي تقف خلف هذا “التصعيد والتجاوز على الدولة”.
“التيار” يرد على “الإطار”
من جهة أخرى، ورداً على بيان “الإطار التنسيقي”، حذر، صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري من “زعزعة السلم الأهلي”، وقال في تغريدة إن “تفجير المسيرات هو من يكسر هيبة الدولة وليس حماية المؤسسات من الفساد”، مضيفاً: “ما التسريبات عنكم ببعيد” في إشارة إلى التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
وفي سياق متصل، دعا وزير زعيم التيار الصدري، السبت، المتظاهرين إلى عدم التعدي على مجلس القضاء بعد اتجاه عدد من المحتجين إلى مبنى المجلس والمحكمة الاتحادية.
وقال العراقي في تغريدة على تويتر: “إن شئتم إيصال صوتكم (للقضاء العراقي) فلا نرضى بالتعدي عليهم”.
60 إصابة واستنفار عام
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت، عن استقبال 60 إصابة مختلفة من المتظاهرين توزعوا على ثلاثة مستشفيات، مؤكدة استمرار استنفار مؤسساتها لاسعاف وعلاج الجرحى.
وبعد إعلان تحول المظاهرة إلى اعتصام مفتوح، بدأت أعداد كبيرة من المتظاهرين تعبر إلى المنطقة الخضراء باتجاه البرلمان بعد فتح الطرق المؤدية إلى المنطقة المحصنة والتي يقع فيها مبنى البرلمان ومقار سفارات أجنبية.
الجدير بالذكر أن العراق يعيش جموداً سياسياً بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في أكتوبر 2021، لا يزال من دون رئيس جديد للجمهورية، ولم يكلّف رئيساً جديداً لتشكيل الحكومة بعد.