تعرضت المملكة المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، لموجة حرارة شديدة، تجاوزت درجات الحرارة 40 مئوية، لأول مرة على الإطلاق.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، إنذاراً من الدرجة الحمراء، وضع البلاد في حالة تأهب، وأعلنت حالة طوارئ عامة، وفُرضت العديد من القيود على المواطنين، بما في ذلك إغلاق المدارس، وإلغاء مواعيد المستشفيات، وتعطيل السفر في شبكة السكك الحديدة.
لكن بالرغم من ذلك، تمكنت موجة الحر من إحداث أضرار في البلاد، حيث تسببت في حرائق كبيرة في بعض المنازل ومناطق واسعة من الأراضي الزراعية، وأدت إلى انخفاض مستويات المياه، مما دفع المزارعين في بريطانيا لبدء موسم الحصاد في وقت مبكر من هذا العام، وهو الأبكر منذ عام 1976، وذلك خوفا من تأثيرها على إنتاج الغذاء وزراعة المحاصيل.
وقال توم برادشو، نائب رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين (NFU)، إننا لا نبدأ عادةً في حصاد القمح حتى اليوم الأخير من شهر تموز، لكن هذه المرة جاء الوقت مبكر بشكل لا يصدق.
وأشار، إلى أن حصاد القمح لهذا العام كان “مفاجأة سارة” بالنسبة له لأنه كان أفضل مما كان متوقعاً في ظل الظروف الحارة والجافة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن الشعير والشوفان الربيعي اللذين يشكلان حوالي 40 إلى 50 في المائة من حصاده.
وتوقع برادشو، أن يكون حصاد هذين النوعين من الحبوب “سيئاً للغاية”، وذلك لأن المحاصيل التي تزرع عادة في فصل الربيع، مثل الشعير والشوفان والبازلاء، تضررت بشدة خلال فترة أذار و نيسان، لأنها كانت تفتقر إلى الرطوبة طوال موسم النمو، وبالتالي تضررت محاصيلها بشدة. ”
لكنه توقع أن يكون للمحاصيل التي تزرع في الربيع تأثير على توافر الشعير العادي، وتلك المستخدمة في صناعة البيرة والويسكي.
وأكد برادشو، أن ذلك قد يؤثر في إمدادات زيت الطهي، في وقت لا تتوفر محاصيل أخرى يعتد بها تستخدم في تصنيعه.
والجدير بالذكر، أن أزمة الحصاد في المملكة المتحدة، تأثرت أيضا بسبب الصراع الروسي في أوكرانيا، الذي تسبب في نقص زيت دوار الشمس على مستوى العالم.
ويُعتبر زيت بذور اللفت أحد البدائل الممكنة لزيت عباد الشمس في الطهي.
