عقب ما خرجت به مجموعة السبع، يوم الجمعة من فرض سقفاً على سعر النفط الروسي “بصورة عاجلة”، دعياً “ائتلافاً واسعاً” من الدول للانضمام إلى هذا الإجراء.
لم يقف فلاديمير بوتين مكتوف الأيدي حيال هذا الإجراء بل هدد الرئيس الروسي بوقف شحنات النفط والغاز الروسية إذا تم تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية، واصفاً المقترح الأوروبي بأنه “غبي” وسيؤدي إلى رفع الأسعار، في وقت أكد فيه أن بلاده “لا تستخدم الطاقة سلاحاً”.
وفي كلمة أمام المنتدى الاقتصادي الشرقي بمدينة فلاديفوستوك الواقعة أقصى الشرق الروسي، اليوم الأربعاء، قال بوتين إن عزل بلاده عن العالم أمر “مستحيل”، معتبراً أن العقوبات المفروضة على موسكو “خطر على العالم كله”.
وبالمقابل اتهم الغرب بوتين بانتهاج سياسة العقوبات لعقود للإبقاء على “النظام العالمي الذي يلائمه”، محذراً من “كارثة إنسانية” تلوح في الأفق بسبب مشكلات نقص الغذاء.
عزل روسيا مستحيلاً
“لا أحد سينجح في عزل روسيا”، هذا ما قاله بوتين مؤكداً أن ذلك “مستحيل”، وقال إن روسيا لديها المزيد من الإمكانات لدخول الأسواق الإيرانية والشرق أوسطية.
وأضاف بأن بلاده تتأقلم مع “العدوان الاقتصادي والمالي والتكنولوجي الغربي”، وأن الأسواق المالية في روسيا استقرت، ولكنه أشار إلى أن بعض الصناعات والأقاليم الروسية “لا تزال تعاني من مشكلات”.
سقف على سعر النفط الروسي
وكانت مجموعة السبع قد أعلنت يوم الجمعة، أنها ستفرض “بصورة عاجلة” سقفاً على سعر النفط الروسي، ودعت “ائتلافاً واسعاً” من الدول للانضمام إلى هذا الإجراء.
بينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية يوم الاثنين إن مقترحات المفوضية للتغلب على زيادات حادة في أسعار الطاقة ستهدف لوضع سقف لسعر الغاز الروسي المرسل إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.
كما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ستدعم تحديد سقف لسعر الغاز الروسي، ورأى أن الغرب يتخذ قرارات “قصيرة النظر” بشأن السياسة الأمنية والاقتصاد، مضيفاً: “نحن نرى الإنتاج يتوقف في أوروبا، وتمزق العلاقات مع روسيا هو أحد أسباب ذلك”.
لم نخسر شيء.. وسنبيع الغاز للعالم
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا ستدافع دوماً عن مصالحها الوطنية، وتابع أن “روسيا لم تبدأ أي عملية عسكرية، نحن نحاول إنهاء ما بدأ في 2014”.
وقال بوتين في كلمته أمام المنتدى في فلاديفوستوك: “أنا متأكد من أننا لم نخسر أي شيء ولن نخسر بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، أعتقد أننا سنسرع من وتيرة التطوير في بلادنا”.
وأكد أن روسيا “لا مشكلة لديها في بيع مواردها من الطاقة”، مشيراً إلى أن الطلب الصيني على الطاقة الروسية في تزايد، وأن موازنة بلاده “ستحقق فائضاً هذا العام”.
كما أشار إلى الاتفاق على كل الأمور المتعلقة ببيع الغاز إلى الصين عبر منغوليا.
ولفت إلى أن الميزة التنافسية التي تحظى بها أوروبا هي بسبب إمدادات الطاقة الروسية، مشيراً إلى أن الطلب العالمي على الطاقة “كبير”.
وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع أي دولة في مجال الطاقة، وألمح إلى أن سوق الطاقة الأوروبي لم يعد مفضلاً، وتابع: “سنبيع الغاز عبر كافة أرجاء العالم”.
“مقترح غبي”
“اقتراح “غبي” هذا ما وصف به فلاديمير بوتين المقتر الأوروبي بفرض سقفاً سعرياً على النفط الروسي، وسيؤدي إلى رفع أسعار النفط، وأشار إلى أن “غازبروم” مهتمة بعقود بيع غاز طويلة الأمد.
وبالنسبة إلى خط “نوردستريم 2” لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر البحر والذي تم وقف العمل فيه قبل أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا، قال بوتين: “يمكننا إعادة إطلاق نوردستريم 2 إذا لزم الأمر”.
كما اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء إغلاق خط “نوردستريم 2” لأن “الأميركيين يريدون بيع غازهم باهظ الثمن”.
وأ”نوردستريم-1 مغلق عملياً”
أشار الرئيس الروسي إلى أن خط “نوردستريم 1” أكبر خط منفرد في الخدمة لنقل الغاز لأوروبا “عملياً مغلق حالياً”، وقال إن توربينات الخط “يجب أن ترسل إلى روسيا” وأن آخر توربين يعمل في الخط خرج من الخدمة، وتعهد باستئناف تدفقات الغاز عبر خط نوردستريم 1، “إذا أعادوا (أوروبا) التوربين”.
وكانت شركة غازبروم، قالت إنها اكتشفت “تسربات نفطية” في أحد التوربينات أثناء الصيانة، ولم تذكر أي جدول زمني بشأن موعد إعادة تشغيل خط الأنابيب، على الرغم من أن شركة “سيمنز” للطاقة التي عادة ما تستخدم التوربينات قالت إن مثل هذا التسرب لا ينبغي أن يحول دون التشغيل.
وفي سياق آخر، قال الرئيس الروسي إن انتخاب ليز تروسْ رئيسة للحكومة البريطانية “أبعد ما يكون عن الديمقراطية”.