تشير الدراسات والبحوث العلمية إلى أن الألعاب الإلكترونية تحظى بانتشار واسع بين فئة الأطفال والشباب، حيث أن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا قد يؤثر ويزيد من نسبة التوحّد والانعزالية وقلة التواصل مع الآخرين.
كما يحذر مختصون بالصحة النفسية للأطفال والمراهقين من السماح للأطفال بالإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية، وتمضية ساعات طويلة من يومهم أمام الأجهزة اللوحية الذكية، لافتين إلى احتمال حصول تأثيرات نفسية كبيرة عليهم.
لم يعد ممكناً حرمان الأطفال من ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل كامل، فقد غزت هذه الألعاب عالمنا بكل تفاصيله، ومع هذا لا يمكن إغفال تلك الآثار الضارة التي يسببها تسمر الأطفال لساعات طويلة جداً أمام الشاشات، سواء من الناحية الطبية أو النفسية.
وكما يقال دائماً: “خير الأمور أوسطها”، لذا بات لزاماً على الأهل وقاية أطفالهم من إدمان ممارسة هذه الألعاب بشكل مبالغ به، وتجنيبهم تلك الأضرار التي ستصيبهم حتماً، وما تليها من صعوبات بالغة في علاج هذا الإدمان.
وفي هذا التقرير سنتعرف معاً على أهم النصائح لحماية الأطفال من مخاطر هذه الألعاب.
- التعرف على ألعاب الفيديو التي يحبها أطفالك
أول خطوة يجب فعلها هي اكتشاف الألعاب واختبارها. نبدأ بالتحقق من ملاءمة اللعبة لعمر الطفل: هناك عدة أنواع مختلفة من أنظمة التصنيف العمري، بما في ذلك تصنيفات PEGI (نظام تصنيف أوروبي يستخدم الأرقام للإشارة إلى مدى ملاءمة العمر) ونظام ESRB (نظام أمريكي يستخدم تسميات الحروف، مثل “E” لـ “الجميع”). ومع ذلك، لا تحتوي منصات الألعاب في بعض الأحيان، مثل Steam، على تصنيفات عمرية.
ننتقل إلى قراءة قواعد السلوك الخاصة بمجتمع اللعبة: فعلى الأهل التأكد من نوع السلوك المسموح به في اللعبة وما هو غير مسموح به، وكيف يتعامل الناشر مع السلوك العدواني. لن يساعد هذا فقط في تحديد ما إذا كانت اللعبة توفر بيئة آمنة للأطفال، وإنما سيسمح أيضاً بمعرفة الإجراءات التي يجب اتباعها للإبلاغ عن أي خرق. كما يجب قراءة سياسة الخصوصية لمعرفة نوع البيانات التي تجمعها اللعبة عن الطفل وعن حياته الخاصة.
الخطوة التالية هي تجربة اللعبة مع الأطفال، بحيث يمكن معرفة الجهات التي يلعب ويتحدث معها الطفل. بالإضافة إلى الموضوعات التي يتحدث عنها اللاعبون، ونوع اللغة التي يستخدمونها، ونبرة المحادثات، وغيره الكثير.
- حماية كافة الأجهزة الالكترونية
قبل السماح للطفل باللعب على أي هاتف أو جهاز لوحي أو كمبيوتر أو وحدة تحكم ألعاب، يجب تثبيت منتج أمان قوي وتحديثه باستمرار. من المستحسن أيضاً تحديث البرامج الموجودة على أجهزة الألعاب للتأكد من احتوائها على أحدث إصلاحات الأمان.
كما يجب التأكد من أن كلمات المرور التي ينشئها الأطفال لأي حسابات ألعاب هي قوية وجديدة ولا ترتبط بكلمات مرور أخرى. ومن الجيد أيضاً التحدث مع الطفل عن مدى أهمية الحفاظ على سرية هذه الحسابات.
كلما تدنى وقت اللعب عبر الإنترنت، كلما قل احتمال تعرض الطفل لأي شيء ضار أو غير لائق. ومن الواضح أن الحدود الزمنية ستختلف بحسب عمر الطفل ونوع اللعبة التي يحبها.
الحد الزمني لمدة 30 دقيقة أمر منطقي بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات يلعب Angry Birdsعلى سبيل المثال. ولكن لا يمكن لأي طفل يبلغ من العمر 14 عاماً أن يلعب لعبة معقدة ومتعددة اللاعبين على الإنترنت وأن يحقق الكثير في وقت قصير. المفتاح هو جعل الحدود الزمنية عملية واقعية.
غالباً ما تحتوي وحدات تحكم الألعاب على عناصر تحكم أبوية يمكن استخدامها لمنع الطفل من مشاهدة المواد الضارة أو تنزيل ألعاب غير مناسبة. تحتوي بعض الألعاب أيضاً على إعدادات خصوصية تتيح للأهل التحكم في المعلومات التي يمكن للاعبين الآخرين الوصول إليها عن الطفل ومنع أي اتصال من الغرباء.
قبل أن يتم التخلص من أي جهاز يستخدمه الطفل للعب الألعاب عبر الإنترنت أو قبل إعادة استخدامه لشيء آخر، يجب التأكد من حذف أي معلومات قد يستخدمها شخص غريب لمعرفة هوية الطفل أو اختراق حساباته. وهنا لا يكفي حذف المواد، وإنما من الضروري استخدام برامج خاصة قادرة على إزالة البيانات نهائياً.
- التحدث عن الأمن السيبراني
تتمثل إحدى أفضل الطرق لحماية الطفل في الجلوس معهم وشرح سبب حاجتهم إلى توخي الحذر عندما يكونون متصلين بالإنترنت. ويمكن ربط الموضوع بالحياة الواقعية، حيث هناك أشخاص طيبون وآخرون أشرار، كذلك الامر على الإنترنت. وتفسير الخطوات التي يجب عليهم فعلها لتجنب وقوعهم ضحية المتسللين.