تستعد المملكة المتحدة لإبرام اتفاقية جمركية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك للحد من الخلاف التجاري بين بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، بينما يستعدان لتكثيف مفاوضات أوسع نطاقاً بعد “بريكست”.
في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات حول المسائل الفنية سيبحث، جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، وماروس سيفكوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن علاقة التكتل في بريطانيا، الإثنين المقبل كيف يمكن للجانبين التوصل إلى اتفاق شامل، والهدف من اللقاء هو التحرك بعد ذلك إلى نفق تفاوضي من المحادثات المكثفة، رغم أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة حيال عديد من القضايا.
كما ألقى رئيس بلدية لندن العمالي، صادق خان، خطاباً توجه فيه إلى رئاسة الوزراء البريطانية، ليدعوها إلى الاعتراف بالضرر الهائل الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والإقرار بأن “بريكست” لا يعمل.
وقال خان المعارض لـ”بريكست” في الخطاب “بعد عامين من الإنكار، علينا الآن مواجهة الحقيقة الصعبة، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعمل”.
ويضيف إن “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضعف اقتصادنا وكسر اتحادنا ولطخ سمعتنا”.
وتابع، “لا يمكنني ببساطة أن أبقى صامتاً بشأن الأضرار الهائلة التي سببها بريكست”.
لكنه لا يرى أن الوضع لا يمكن إصلاحه، موضحاً “نحن نحتاج إلى مزيد من التوافق مع جيراننا الأوروبيين، مقاربة مختلفة حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي القاسي والصعب”، أي “نقاش براجماتي حول مزايا أن تكون الدولة جزءاً من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة”.
ووفق ما تحدث خان “لا أحد يريد أن يرى عودة الانقسام والطريق المسدود الذي سيطر على نظامنا السياسي لمدة خمسة أعوام طويلة”.
لكن “الحقيقة هي أن المركز المالي القوي في لندن تضرر بشدة من فقدان عقود تجارية ومواهب ذهبت إلى أماكن أوروبية أخرى مثل باريس وأمستردام”.
كما أكد خان أن الخروج من الاتحاد الأوروبي خفض من إجمالي الناتج المحلي في بريطانيا 4.4%، كما حد من الاستثمارات 11%، وتجارة السلع والخدمات 7%.
وجاءت تعليقات خان بعدما أظهرت استطلاعات أن كثيراً ممن صوتوا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري عام 2016 أصبحوا يعيدون التفكير في الأمر.
حيث كان استطلاع هيئة “يوجوف” قد خلص في نوفمبرالماضي إلى أن قطاعاً أوسع من المواطنين يعتقدون الآن أن بريطانيا كانت خاطئة في الخروج من الاتحاد الأوروبي بواقع 56% مقابل 32%.
وأطلقت عبارة “بريكست” على الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مطولاً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم العلاقات بين الجانبين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. واتخذت المملكة المتحدة قرار الخروج إثر استفتاء شعبي حول الموضوع، ودخل “بريكست” حيز التنفيذ في نهاية عام 2020.