تعانى بريطانيا من نقص فى بعض أنواع الخضار والفواكه، الأمر الذي أجبر عدداً من المتاجر الكبرى في البلاد، على فرض قيود على المشتريات، وسط تحذير المزارعين وتجار التجزئة من تفاقم الوضع في ظل انخفاض الإنتاج المحلي.
وكانت بريطانيا تعاني في البداية من نقص في الطماطم فقط، لكنه امتد إلى أنواع أخرى من الفاكهة والخضروات مثل الفلفل الحلو والخس والخيار.
ولكي تتاح المنتجات الزراعية للجميع ولتجاوز مشكلة الإمدادات، فرضت معظم محلات السوبر ماركت الكبرى في بريطانيا، مثل تيسكو وألدي وأزدا ومورسونز، قيوداً على شراء الفاكهة والخضروات، في متاجرها.
وأكدت كل من ألدي وتيسكو هذه الخطوة يوم الأربعاء الماضي، وقالا إنه كان من المقرر وضع حد “مؤقت” لثلاثة عناصر من المنتجات الغذائية التي يتم بيعها في متاجرها.
وأكد سوبر ماركت ألدي ذو الميزانية المحدودة هذه الخطوة في بيان لها، وقال إنه كان من المقرر وضع حد “مؤقت” مكون من ثلاثة عناصر على منتجات غذائية معينة.
من جهتها، أعلن سوبرماركت موريسونز أنها وضعت حداً أقصى بوحدتين لكل عنصر على أربعة منتجات، فيما أكدت أزدا يوم الثلاثاء أنها تحد المتسوقين من شراء أكثر من ثلاثة وحدات عبر ثمانية منتجات (الخس، أكياس السلطة، البروكلي، القرنبيط، عصير التوت، الطماطم، الفلفل والخيار).
في حين لم تفرض ليدل، و ماركس أند سبنسر، و ويتروز و سينزبيري، و كو-أوب حتى هذه اللحظة، قيوداً على الشراء على الفواكه والخضروات في متاجرها.
لماذا تشهد المحلات نقصاً في الفاكهة والخضروات؟
وقالت حكومة المملكة المتحدة إن الأمر يرجع إلى حد كبير إلى سوء الأحوال الجوية في أوروبا وإفريقيا، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع أسعار الكهرباء على المنتجات المزروعة في الصوبات الزراعية في المملكة المتحدة وهولندا.
في أشهر الشتاء، تستورد المملكة المتحدة حوالي 95٪ من الطماطم (البندورة) و 90٪ من الخس، معظمها من إسبانيا وشمال إفريقيا، وفقا لمجموعة التجارة البريطانية (BRC).
وفي هذه الفترة بالتحديد، تعاني المزارع جنوب إسبانيا من طقس بارد بشكل غير معتاد، في حين تضررت غلة المحاصيل في المغرب بسبب الفيضانات، بينما تسببت العواصف في تأخير أو إلغاء العبارات.
وأدى ذلك إلى قيام المغرب بمنع صادرات الطماطم والبصل والبطاطس إلى دول غرب إفريقيا في وقت سابق من هذا الشهر، في إطار محاولته حماية الصادرات إلى أوروبا.
وتحصل المملكة المتحدة أيضاً على بعض المنتجات في هذا الوقت من العام من المزارعين المحليين تماماً مثل هولندا، لكن المزارعين في كلا البلدين قلصوا من استخدامهم للبيوت البلاستيكية لزراعة المحاصيل الشتوية بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء.
إلى متى سيستمر النقص؟
وفقاً للمنتجين في واحدة من أكبر المناطق النامية في المملكة المتحدة، قد يستمر نقص الفاكهة والخضروات حتى شهر مايو القادم.
وقالت جمعية Lea Valley Growers Association إن كبار المزارعين في المملكة المتحدة كانوا يؤخرون زراعة بعض المحاصيل بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.
وقالت الجمعية إنه في حين أن الظروف الجوية في إسبانيا والمغرب هي السبب الرئيسي وراء النقص الحالي، فإن الوضع يزداد سوءاً بسبب تأخير المنتجين البريطانيين لزراعة المحاصيل هذا الموسم.