كشفت رسائل “واتساب” مسربة في بريطانيا، عن طريقة تعامل وزارة الصحة في البلاد، مع وباء كورونا، وكيف كان الوزير المسؤول على القطاع، مات هانكوك، يسعى بشكل مقصود إلى إخافة الناس وبث الفزع بينهم، من خلال نشر خبر كاذب عن متغير جديد من كورونا للتأكد من التزامهم بالقيود “الصحية”.
وسربت صحيفة “ديلي تيليغراف” البريطانية، أكثر من 100 ألف رسالة جرى تبادلها عبر منصة واتساب، وبعضها لهانكوك الذي تولى وزارة الصحة في بريطانيا بين يوليو 2018 ويونيو 2021.
وتسلط الرسائل المسربة الضوء على طريقة تباحث كبار المسؤولين في بريطانيا بشأن الفيروس الذي ظهر في الصين أواخر 2019 ثم تحول إلى وباء عالمي أحدث أزمة غير مسبوقة على مختلف الصعد.
وكان أبرز ما تناولته الرسائل التي جرى تسريبها، أن سيمون كيس، وهو الرئيس الحالي لهيئة الخدمة المدنية في بريطانيا، أرسل رسالة إلى وزير الصحة.
يقول فيها إن التوعية الصحية تحتاج لأن يتحدث شخص يتمتع بالثقة إلى الناس، بعيدا عن الشخصيات الوطنية التي لا تحظى بالثقة مثل رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان يتولى المنصب بـ”داونينغ ستريت” في تلك الفترة، بحسب تعبيره.
وجرت تلك المحادثة بين وزير الصحة وسيمون كيس، في 30 أكتوبر 2020، وانصب الحديث في تلك الفترة عن زيادة قدرات إجراء الفحوص في البلاد من أجل تطويق انتشار مرض “كوفيد 19”.
كما تناولت أحدى الرسائل، محادثة حول الوقت الذي سيكون من الأفضل فيه “نشر” أخبار متغير جديد بين هانكوك ومساعديه.
وقال مستشار هانكوك: “بدلاً من تمرير الكثير من الإرشادات إلى الأمام، يمكننا أن ننشر خبر المتغير الجديد”.
أجاب هانكوك: “إننا سنخيف الجميع بالسلالة الجديدة”، ليرد عليه مستشاره: “نعم، هذا ما سيحدث تغييراً مناسباً في السلوك”.
بعد ذلك يسأله هانكوك: “متى ننشر المتغير الجديد؟
جرت المحادثة في 13 ديسمبر 2020، وسط مخاوف من الانتشار السريع للفيروس في جنوب شرق إنجلترا.
وأعلن هانكوك أنه تم التعرف على متغير جديد لكورونا في المملكة المتحدة في 14 ديسمبر.
بعد أقل من أسبوع وفي 19 ديسمبر، تم وضع لندن وجنوب شرق إنجلترا في مستوى تنبيه جديد من المستوى 4.
ودخلت إنجلترا في ثالث إغلاق وطني لها في 6 يناير 2021.
خيانة جسيمة
من جهته، وصف هانكوك هذه الاكتشافات، التي تُعد الأحدث في سلسلة من الفضائح بعد نشر الرسائل المسربة، بإنها كانت “خيانة جسيمة” من قبل الصحفية أوكشوت، التي استقبلت الرسائل أثناء مساعدتها لهانكوك في كتابة مذكرته: Pandemic Diaries (مذكرات الجائحة).
وقال هانكوك في بيان غريب: “أشعر بخيبة أمل كبيرة وحزن شديد لخيانة إيزابيل أوكشوت الهائلة وخيانة الأمانة.
أنا آسف أيضاً للتأثير على العديد من الأشخاص الزملاء السياسيين وموظفي الخدمة المدنية والأصدقاء الذين عملوا بجد معي لتجاوز الوباء وإنقاذ الأرواح”.
يضيف وزير الصحة السابق: “ليس هناك أي قضية مصلحة عامة على الإطلاق لهذا الانتهاك الضخم.
لقد تم بالفعل توفير جميع المواد الخاصة بالكتاب للتحقيق، وهو المكان المناسب وفقط لكل شيء ليتم النظر فيه بشكل صحيح والدروس الصحيحة التي يجب تعلمها.
كما رأينا، فإن إطلاقها بهذه الطريقة يعطي حساباً جزئياً ومنحازاً ليناسب أجندة مكافحة الإغلاق”.
“عملت أنا وإيزابيل معاً بشكل وثيق لأكثر من عام على كتابي، بناء على السرية القانونية وعملية وافق عليها مكتب مجلس الوزراء.
كررت إيزابيل مرارا وتكرارا أهمية الثقة طوال الوقت، ثم كسرت تلك الثقة “.
بالمقابل، دافع أوكشوت عن القرار قائلةً إن تسريب الرسائل كان “في المصلحة العامة”.
وقالت: “ليس من واجبي حماية سمعة السياسيين، إن وظيفتي هي فضح ما يفعلونه”.