في زيارة ستكون الأولى من نوعها بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا وتوجيه أصابع الاتهام نحو ولي العهد السعودي بالوقوف وراء هذه الجريمة، المملكة المتحدة تدعو ولي العهد محمد بن سلمان لزيارتها في سبيل بحث الملفات الاقتصادية.
مسؤول بريطاني صرح بأن الحكومة وجهت دعوة إلى ولي العهد في حين لم يتم الاتفاق بعد على التجهيزات الدقيقة لها لكن من المرجح أن يكون الملف الاقتصادي من أولويات الملفات التي سيتم طرحها.
وخلال الفترة الأخيرة، ذهب العديد من وزراء المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، كما زار وزراء سعوديون المملكة المتحدة، وأبرزهم وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود.
هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي تحاول فيه المملكة العربية السعودية إنهاء الحرب في اليمن وفتحت علاقات دبلوماسية مع إيران كما تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع المملكة العربية السعودية أيضًا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لكن الرياض لا تزال ترفض ذلك لكون القضية الفلسطينية تعد من أولوياتها.
تسعى المملكة العربية السعودية أيضًا إلى اجتذاب تصويت المملكة المتحدة في نوفمبر القادم لاستضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض، وهي النقطة التي من المفترض أن تتحقق فيها رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
ومن الأسباب التي تقف وراء هذه الزيارة هو أن المملكة المتحدة تتفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعد المملكة العربية السعودية عضوًا رئيسيًا فيها.
وهي حريصة على عدم إسقاط النظام السعودي باعتباره الشريك الأوروبي الرئيسي، بعد الجولة الثالثة من المحادثات التجارية في مارس، حيث أكدت المملكة المتحدة إن تحليلها أظهر أنه على المدى الطويل أن الاتفاق مع دول مجلس التعاون الخليجي سيزيد التجارة بنسبة 16٪ على الأقل مضيفًا 1.6 مليار جنيه إسترليني على الأقل سنويًا للاقتصاد البريطاني و المساهمة بمبلغ إضافي قدره 600 مليون جنيه إسترليني أو أكثر في رواتب المملكة المتحدة.
كما تأتي زيارة المملكة المتحدة أيضًا مع انتشار الجدل حول غسيل الرياضة السعودي المزعوم بما في ذلك الاستثمارات في نادي نيوكاسل يونايتد وتوسيع الدوري السعودي لكرة القدم والاندماج المقترح بين PGA و LIV في المملكة العربية السعودية.
ويبدو أن الزيارة تتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في تركيا، وهي جريمة تم التستر عليها بشكل أساسي من قبل السلطات السعودية.